وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن ونائب الرئيس الصيني هان جينغ (رويترز)
وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن ونائب الرئيس الصيني هان جينغ (رويترز)
الإثنين 18 سبتمبر 2023 / 23:41

واشنطن وبكين.. حوارات سياسية برائحة الاقتصاد

شهدت الأيام القليلة الماضية لقاءات على مستوى رفيع بين الصين والولايات المتحدة، في محاولة لنزع فتيل التوتر بين الجانبين ومعالجة مشكلات متعلقة بوجهات النظر في قضايا عدة، مثل الحرب في أوكرانيا.

واجتمع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي في مالطا، أمس الأحد، وقال البيت الأبيض إن الاجتماع "كان جزءاً من الجهود القائمة للمحافظة على خطوط تواصل مفتوحة وإدارة العلاقات بين البلدين بشكل مسؤول، وإن المناقشات كانت صريحة وموضوعية وبناءة".

كما التقى وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، الإثنين، بنائب الرئيس الصيني هان جينغ، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مصالح مشتركة

ويرى المحلل السياسي والمستشار السابق بالخارجية الأمريكية حازم الغبرا، أن "اللقاءات الأخيرة تهدف لإعادة حوار عالي المستوى بين الإدارة الأمريكية والصين".

وقال الغبرا: "كان هناك حوار رفيع المستوى خلال العام المنصرم، لكن هذا الحوار توقف بسبب أزمة المنطاد الصيني مطلع هذا العام، وهذه محاولة للعودة وعدم خسارة كل ما أنجز في تلك الفترة من تفاهمات".

وأضاف "تأتي اللقاءات المشتركة في وقت هام اقتصادياً للطرفين، حيث وجدت الصين أن مستوى النمو لديها لم يصل للمعدل المرجو، وأصبح لديها مشكلة اقتصادية واضحة".

 وتابع "الولايات المتحدة تمثل السوق الأكبر للبضائع الصينية، وبالتالي الوقت غير ملائم بالنسبة للصين لتأزيم العلاقات مع واشنطن في وقت هي تحتاج فيه إلى السوق الأمريكي، وفي ذات الوقت الولايات المتحدة لا تريد أن تكون هناك أزمة في الموارد، مع محاولة السيطرة على نسبة التضخم في السوق الأمريكي، وبالتالي الطرفان بحاجة بعضهما البعض".

وأوضح أن هناك "محاولة لتخفيف حدة الخلافات السياسية، طمعاً في أن يتبع ذلك انفراج في المجال الاقتصادي الذي هو الشغل الشاغل ليس فقط للصين وأمريكا، ولكن للعالم أجمع".

الحرب الأوكرانية

وبحسب المستشار السابق في الخارجية الأمريكية، فإنه "بعد وصول الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن للحكم، تم تحديد الصين وروسيا كأعداء للولايات المتحدة في مجال الأمن القومي والإستراتيجي وتصنيفهما كمنافسين وقوى مضادة".

وقال: "كان هناك تصور أن روسيا والصين متقاربتان وتعملان بتنسيق شبه كامل أو على الأقل هم حلفاء أقوياء، واليوم مع فشل الحرب الروسية في أوكرانيا، رأت الصين أن تبتعد قليلاً عن روسيا وتصلح علاقاتها مع الولايات المتحدة".

وأضاف "فكرة أن تجابه الصين وروسيا، الولايات المتحدة أصبحت غير مقنعة بالنسبة للقيادة الصينية، ورأت الصين بذكاء أن تستغل نافذة مفتوحة على إصلاح العلاقات مع واشنطن".

وتابع "تاريخ الصين مبني على التعامل بروية، واللعب على المدى الطويل وحمل العصا من المنتصف، والانحناء تجاه أي عاصفة حتى تكون الفرصة مناسبة للقيام برد فعل مناسب على أي تحرك ضدها".

وقال إنه "خلال الفترة المقبلة سنشهد، إذا حصل ما يريده الطرفان من الحوار، فترة ليست سيئة في العلاقات بين البلدين، ولن يكون هناك اتفاق شامل بالتأكيد بين الجانبين، خاصة أن هناك أزمة تايوان والطرفان متشبثان بموقفهما بشكل قوي من القضية، ولكن ستكون هناك محاولة لإبعاد الاقتصاد عن الخلافات السياسية".