محتجون من قبائل البجا في شرق السودان (رويترز)
الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 / 14:03
شهدت منطقة بورتسودان لأول مرة اشتباكات بين الجيش وقبائل البجا مساء أمس الإثنين، في أول قتال في المدينة الساحلية الاسراتيجية منذ بداية الأزمة في الخرطوم، ما هي قبائل البجا وما دورها وأهدافها، في السودان؟
شهدت بورتسودان مساء أمس، تبادل إطلاق للنار بين الجيش ومسلحين يقودهم شيبا درار، زعيم قبيلة البجا المحلية.
قبائل البجا
وتعد قبائل البجا من أقدم قبائل السودان، ويقال إنها في المنطقة منذ 5 آلاف عام، وتضم مكونات رئيسية هي الهدندوة، والبني عامر، والحلنقة، والبشاريين، والأشراف، والأرتيقة، والشياياب، والعبابدة، والكميلاب، والملهيتنكناب، وتعد أيضاً إثنية الهدندوة التي يقودها الناظر ويعني عميد قبيلة محمد الأمين ترك، أكبر قبائل البجا، تعداداً.
وتسكن قبائل البجا ما بين ساحل كسلا، والبحر الأحمر، ونهر النيل في السودان، وعلى امتداد الشمال، مروراً بمنطقة مثلث حلايب، ويذكر التاريخ لهذه القبائل وقفتها القوية مع أمير الشرق عثمان دقنة، الذي سهلت مقاومته للثورة المهدية تحرير الخرطوم من الحكم الإنجليزي.
وعلى مدار سنوات طويلة عانت البجا من التهميش السياسي والتنموي، وقادت حروباً ضارية ضد الحكومة المركزية في الخرطوم في تسعينيات القرن الماضي، بين 1994 و2006، وشاركت في الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في 2019.
وعقب ذلك دعمت هذه القبائل الحكومة الانتقالية، حتى توقيع اتفاق جوبا. إذ اعتبرت البجا أن موقعي الاتفاق نيابة عنها لا يمثلونها، لتنطلق موجة احتجاجات تصاعدت وتيرتها بإغلاق الميناء، وإعلان البِجا السيطرة على عصب التجارة في السودان.

أهمية قبائل البجا
ينظر إلى البِجا وإقليمها الآن على أنها عامل مؤثر على مستقبل واستقرار السودان، حيث يهدد إغلاق الموانئ، بالتزامن مع إغلاق الشوارع المؤدية من إقليم شرق السودان إلى باقي أنحاء البلاد، والعاصمة الخرطوم، الأمن القومي للسودان..
ويرى مراقبون حسب صحيفة "إندبندت عربية" أن شرق السودان هو الإقليم المتحكم في حركة الدولة مع العالم على الصعيد الاقتصادي والتجاري، إذ يستورد السودان 70% من احتياجاته عبر ميناء بورتسودان، كما أن ميناء بشاير، المغلق أيضاً، يؤثر على استقرار دولة جنوب السودان، باعتباره منفذ تصدير نفطها.
ويخشى مراقبون أن تؤدي الاشتباكات بين البِجا والجيش إلى انفصال شرق السودان، على غرار الجنوب، أو تحوله إلى دارفور أخرى، وسط حديث عن تغذية أطراف خارجية للصراع، واتخاذ المطالب أبعاداً عرقية وقبلية وجهوية، قد تؤجج حرباً أهلية واسعة.
ويشكل البجا حوالي 10% من سكان السودان البالغ عددهم 45 مليوناً، وفق آخر إحصاء سكاني رسمي في 2008.
موقف البجا من الأطراف المتصارعة في السودان
وقبل شهر تقريباً، نفى رئيس المجلس الأعلى لنظارات قبائل البجا في شرق السودان، محمد الأمين ترك حديث قوات الدعم السريع عن نذر حرب أهلية في شرق البلاد عبر تسليح بعض القبائل.
وقال ترك لوكالة أنباء العالم العربي آنذاك: "لم يُسلح الجيش أحداً في شرق السودان، ولم نناقش أمر تسليح القبائل".
ورداً على الاتهامات له وللمجلس الأعلى لنظارات البجا بموالاة الجيش والنظام السابق، قال ترك: "لسنا فلولاً ولسنا مرتزقة، لكننا ندافع عن حقوقنا لأخذها من الفلول الذين يتجولون في الخارج ليحكموا الناس".
وأضاف ترك "حتى لو لم تندلع الحرب في الخرطوم لاشتعلت في شرق السودان، لأن أهل شرق السودان كانوا يقاتلون ضد هذه الطغمة التي تتقوى بالاستعمار وتريد أن تحكم بحق ودون حق".