الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله
السبت 4 نوفمبر 2023 / 20:33
حاول الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، التهوين ضمناً ومسبقاً من حجم الانتقادات والاتهامات للحزب بخذلان المقاومة الفلسطينية، بالثناء على حركة حماس خلال معاركها مع الجيش الإسرائيلي، ونفيه وصاية الجمهورية الإيرانية على ما وصفها بالمقاومة خلال خطابه الذي جاء متأخراً ومملاً.
خطاب نصرالله الذي لا يشمل إعلاناً للحرب أصبح مصدر ارتياح لإسرائيل والحلفاء الغربيين
وبحسب تحليل لشبكة"سي.إن.إن" الأمريكية، كان لبنان لعدة أسابيع يستعد للحرب وتحدث الناس عن خططهم الاحتياطية بنبرة خافتة وقالت الحكومة إنها تقوم بجمع إمدادات الطوارئ للضروريات الأساسية للجمهور، وكان الأمر برمته يتوقف على تفكير الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشأن الحرب بين حماس وإسرائيل، والتي أبقاها قريبة من صدره قبل أن يكسر صمته الذي دام شهراً تقريباً.
مجرد كلام
وفي خطاب أقل من عادي وصف بالطويل والممل من مكان لم يكشف عنه، أثنى زعيم الميليشيا اللبنانية المدعومة من إيران على حماس، وأشاد بالحرب باعتبارها "نقطة تحول" في الصراع العربي الإسرائيلي.. وأشاد بفضائل تبادل إطلاق النار مع إسرائيل الذي دام أسابيع على الحدود الجنوبية للبنان، والذي وصفه بأنه "معركة غير مسبوقة".
وقال أيضاً إن حزب الله سيكون "مستعداً لجميع السيناريوهات"، وإن أي تصعيد من قبل الجيش الإسرائيلي على الحدود سيكون "حماقة تاريخية" من شأنها أن تؤدي إلى رد فعل كبير.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل الأحاديث القاسية، لم يكن نصر الله يقرع طبول الحرب.. وقال إن "الهدف الأساسي" لحزب الله هو تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وقال إنه يتعين على الولايات المتحدة (التي حملها المسؤولية المباشرة عن إراقة الدماء في القطاع الفلسطيني) تنفيذ وقف الأعمال العدائية.. ما يخبرنا به هذا هو أن خطط نصر الله المباشرة لا تتضمن صراعاً أوسع.
كما أشار إلى أن عمليات الحزب العسكرية "رادع" لإسرائيل، وقال إن "كل السيناريوهات" واردة في المنطقة، محذراً إسرائيل من تصعيد نشاطها العسكري هناك.
خيبة أمل للكثيرين
وشكل خطاب نصر الله "خيبة أمل للكثيرين" في الشارع العربي، عندما اجتاحت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين معظم أنحاء المنطقة في الأسابيع الأخيرة، دعت العديد من الهتافات نصر الله إلى الذهاب إلى الحرب لكنه على ما يبدو "تخاذل".
واستمر أمين عام الحزب بالدعوة إلى "العمل ليلاً نهاراً" لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً إن هذا "الهدف الأساسي" لحزب الله لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك، مشيراً إلى أن الهدف الثانوي للحزب شبه العسكري المدعوم من إيران هو "خروج حماس منتصرة في غزة"!.. كما وصف الحرب بأنها "نقطة تحول"، وقال نصر الله إن "انتصار غزة يعني انتصاراً لفلسطين والقدس والأقصى والمسجد المقدس وكل دول الجوار".
خطاب نصرالله الذي لا يشمل "إعلان الحرب" أصبح مصدر ارتياح لإسرائيل والحلفاء الغربيين، الذين يخشون اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً، والذين حذروا نصر الله مراراً وتكراراً من الدخول في المعركة، وبالفعل تم إرسال حاملتي طائرات أمريكيتين بما في ذلك حاملة الطائرات "يو.إس.إس غيرالد فورد" التي تعمل بالطاقة النووية إلى البحر الأبيض المتوسط ،في محاولة واضحة لردع حزب الله وأي طرف تسول له نفسه الانخراط في الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وبحسب الشبكة الأمريكية سيتقاسم الكثيرون في لبنان عدم إعلان حزب الله الحرب على إسرائيل، على أنه "إغاثة" كون لبنان الدولة الصغيرة الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط، بالكاد تعافت من الأزمة الاقتصادية المدمرة لعام 2019، كما أن الكثير من السكان على الرغم من شعورهم بالرعب من ارتفاع عدد القتلى والدمار واسع النطاق الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي على غزة.. إلا أن عقوداً من الحروب والأزمات أنهكتهم.
وربما كان نصر الله مقيداً بهذه المشاعر الشعبية، أو ربما استنتج، بعد أسابيع من المداولات، أن قواته شبه العسكرية القوية سوف تخسر الكثير في حربها مع إسرائيل، وأن كان المقابل لذلك التخلي عن حماس في غزة.