أطفال خدج يتلقون الرعاية بمستشفى في رفح بعد إجلائهم من غزة (رويترز)
الإثنين 20 نوفمبر 2023 / 19:29
أُجليت مجموعة تضم 28 من الأطفال الخدج (ناقصي النمو)، من مستشفى بقطاع غزة، إلى مصر، الإثنين، لتلقي العلاج، بحسب لقطات حية بثتها قناة القاهرة الإخبارية المصرية وطبيب فلسطيني.
وشوهد أفراد طاقم طبي يرفعون بعناية أطفالاً صغاراً من سيارة إسعاف، ويضعونهم في حضانات متنقلة، ثم يدفعونها عبر ساحة سيارات باتجاه سيارات إسعاف أخرى.
وقال الطبيب محمد سلامة، رئيس وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي في رفح بجنوب قطاع غزة، إن "الأطفال وصلوا إلي هنا من مستشفى الشفاء، وكانوا في حالة حرجة لدى وصولهم".
وأضاف لرويترز عبر الهاتف: "البعض كانوا يعانون من سوء التغذية، والبعض الآخر من الجفاف وآخرون من انخفاض درجات الحرارة. عملنا على استقرار حالتهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".
ومضى قائلاً "بمجرد أن تلقينا اتصالاً لتجهيز الأطفال، قمنا بإعدادهم وتجهيزهم للسفر".
وأوضح سلامة أن بعض الأطفال كانوا مع أمهاتهم، بينما كان آخرون بلا أقارب لكن برفقة مسعفين. وقال إنه في بعض الحالات التي كانت فيها الأمهات متوفيات أو مفقودات، وقّع أقارب آخرون على نماذج الموافقة على النقل.
وأظهرت اللقطات التي بثتها الحكومة المصرية من معبر رفح حضانات يتم رفعها إلى سيارات إسعاف، وطبيباً يربط جهازاً لقياس الأكسجين بقدم رضيع.
وفاة 8 رضع
استحوذت قضية الأطفال حديثي الولادة على اهتمام عالمي منذ ظهور صور لهم قبل 8 أيام، وهم يرقدون جنباً إلى جنب على الأسرة في مستشفى الشفاء، بعد أن تم إغلاق حضاناتهم بسبب انقطاع الكهرباء لنقص الوقود، وسط الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة غزة.
وعندما أصدر الأطباء في مستشفى الشفاء تحذيرات بشأنهم، كان عددهم 39 طفلاً. وتوفي 8 منهم منذ ذلك الحين.
وقال الأطباء إن الظروف في مستشفى الشفاء كانت خطيرة للغاية بالنسبة لهم، مع عدم توافر الإمكانيات اللازمة لمكافحة للعدوى، وعدم كفاية معدات التعقيم، ونقص المياه النظيفة والأدوية، وعدم إمكانية تكييف درجات الحرارة والرطوبة مع احتياجاتهم الفردية.
وتنفذ إسرائيل عمليات عسكرية في مستشفى الشفاء، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه لم يعد من الممكن توفير الرعاية الطبية هناك بسبب عدم توفر الكهرباء والمياه والأدوية وغيرها من الأساسيات.
واندلعت الحرب عندما اجتاح مقاتلو حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، مما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، وخُطف 240، بحسب إحصائيات إسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف متواصل وغزو بري لغزة. وقُتل ما لا يقل عن 13 ألف فلسطيني، بينهم 5500 طفل، بحسب مسؤولي الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة أصبحوا بلا مأوى بسبب الحرب.
ورغم تعليق عمليات المغادرة عدة مرات بسبب القصف على جانب غزة من معبر رفح، تجري عمليات إجلاء محدودة منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) عبر المعبر، وهو المنفذ الوحيد الذي لا يقع على الحدود مع إسرائيل للخروج والدخول إلى غزة.
وتم حتى الآن إجلاء أكثر من 6700 من الأجانب ومزدوجي الجنسية وعائلاتهم، بحسب الهيئة العامة المصرية للاستعلامات.
وتم إجلاء أكثر من 230 شخصاً، بينهم مدنيون أصيبوا في الصراع، لتلقي الرعاية الطبية، كما تم نقل بعض مرضى السرطان جواً إلى خارج مصر لتلقي العلاج المتخصص.
وتفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه عام 2007، كما تفرض مع مصر رقابة صارمة على حركة الأشخاص والبضائع عبر الحدود.
ورفضت مصر مراراً أي تهجير جماعي لسكان غزة، قائلة إن الفلسطينيين يجب أن يبقوا في أراضيهم.