كامالا هاريس في احتفال بيوم استقلال إسرائيل
الخميس 25 يوليو 2024 / 11:35
هاريس ستسير على خطى بايدن
تتجهُ الأنظار هذه الأيام إلى الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعمه لترشيح نائبته كامالا هاريس لخوض الانتخابات، في حال حظيت بتأييد من أعضاء حزبها الديمقراطي، وهو ما يلوح في الأفق، وقد ينتهي بها الأمر إلى الفوز بمنصب رئيس كأول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة، رغم أن المعطيات والمؤشرات الراهنة ترجِّح الكفة لصالح دونالد ترامب، بل هناك من المراقبين من يتوقع تحقيقه فوزاً كاسحاً.
مهما يكن، فإن كامالا هاريس تشكل اليوم الحدث السياسي على المستويين الأمريكي والعالمي، في سياق خطاب إعلامي يحرك حملة المعركة الانتخابية بين الحزبين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي)، وتديره مؤسسات تابعة للحزبين أو متعاطفة معهما.
ولأن هاريس حديث الإعلام، فقد بدأ هذا الأخير ـ قبل أن يتم ترشيحها ـ بتوقع مواقفها المستقبلية حول جملة من القضايا والملفات على الصعيدين الداخلي والخارجي، في حال فوزها، وهذا استناداً على ما صدر عنها من تصريحات خلال شغلها منصب نائب الرئيس خلال السنوات الماضية.
هناك العديد من القضايا المطروحة، التي على كامالا هاريس أن توليها أهمية خاصة، منها ملف السياسة الخارجية، الذي يتضمن العديد من الإشكاليات على صعيد علاقة الولايات المتحدة مع دول العالم، وهذا الملف رغم أن هاريس اكتسبت فيه خبرة خلال الفترة الماضية لكنها ظلت قليلة المعرفة به في نظر المراقبين، مع أنها اعتمدت على مستشاريها الخاصين في هذا المجال خلال فترة تواجدها نائبة للرئيس بايدن.
ومن بين ما يتضمنه ملف السياسة الخارجية الأمريكية، عدد من القضايا والتي نذكرها هنا على سبيل المثال، وانطلاقاً من أهميتها وتبعيتها على المستوى العالمي: حرب الإبادة في غزة، والحرب في أوكرانيا، وتعزيز التحالفات في آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة الصعود الجيوسياسي للصين، والوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وعلاقة أمريكا المضطربة مع السعودية والهند وتركيا، وتعقيد تفاعلاتها مع حلفائها في الشرق الأوسط وآسيا، وصراعها مع القوى الدولية الكبرى، الصين خاصة، حول مصادر الطاقة والنفوذ في أفريقيا، وغيرها.
ورغم أهمية جميع تلك الملفات، إلا أن التركيز على الحرب في غزة، أو بالأحرى على الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي قد يكون الأكثر أهمية، لثلاثة أسباب:
الأول: يتعلق بوجود إسرائيل ودورها في المنطقة، حيث إنّ أيّ هزيمة لها ستعتبر هزيمة للولايات المتحدة.
الثاني: يتعلق بملفات أخرى تخصّ المصالح الأمريكية في العالم العربي على المستوى الرسمي، مما قد يؤدي إلى نهاية التحالفات، وما يترتب عن ذلك من تراجع على صعيد المصالح الاقتصادية.
الثالث: يخص تعدد جبهات الحرب مع قوى وجماعات غير نظامية، ستواصل هجماتها ضد المصالح الأمريكية.
ــ الثالث: يعْنى بتغير التحالفات في المنطقة، مما يفتح المجال أمام تحقق أهداف القوى الدولية المنافسة، وذلك بتشكل عالم متعدد الأقطاب، يكون للصين الدور الأكبر فيه.
لتلك الأسباب ولغيرها نقف عند الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، كونه قد يحظى باهتمام أكبر في السياسة الخارجية الأمريكية مقارنة بباقي الملفات، وذلك على خلفية حرب الإبادة في غزة، إذْ من المتوقع أن تواصل كامالا هاريس الدعم المطلق لإسرائيل طبقاً للموقف الأمريكي الاستراتيجي بهذا الخصوص، وقد سبق لها أن أعلنت دعمها لحق إسرائيل قي الدفاع عن نفسها، مع تشديدها على حماية المدنيين، وهذا في إظهار تعاطف حذر مع محنة الفلسطينيين، كموقف تكتيكي مرحلي، كما أنها دعت لوقف فوري لإطلاق النار في مارس (آذار) الماضي، وتوجيه توبيخ لإسرائيل لطريقة تعاملها مع تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، ووصفت الوضع هناك بأنه كارثة إنسانية للمدنيين الأبرياء.
وعلى كل حال، فإن هاريس ستسير على خطى بايدن، وقد تعمل، طبقاً لموقف الحزب الديمقراطي، على دعم "حلّ الدولتين" كما سبق لها أن تبنّت حين كانت عضواً في مجلس الشيوخ، ولكن متى؟، وكيف؟
الإجابة قد تكون على غرار ما رأيناه من الرؤساء الديمقراطيين السابقين، وأقربهم إلينا في الحاضر الرئيس الحالي جو بايدن.