الإمارات ملهمة الإبداع.
الإمارات ملهمة الإبداع.
الإثنين 26 أغسطس 2024 / 17:04

الاقتصاد الإبداعي.. يظهر بريق النموذج الإماراتي

خلال السنوات الماضية، شهد الابتكار والإبداع جهوداً وخطوات حثيثة تمثلت في نشر ثقافة الإبداع والابتكار في المجتمع الإماراتي. يعتبر هدف التمكين والإبداع والابتكار عاملاً مشتركاً ضمن المخططات المستقبلية للحكومات المحلية في كل إمارة، وفي الحكومة الاتحادية على مستوى الدولة ككل، وذلك في سبيل الوصول إلى مجتمع المعرفة.

تعتبر منطقتنا منطقة اقتصادية ذات طابع استراتيجي وحيوي

وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة حكيمة تؤمن بأن الابتكار والإبداع هو رأس مال المستقبل وبأن بناء الأفراد يأتي في المرتبة الأولى قبل أي شيء، بالتالي فهي تؤمن بأن العلم والمعرفة هما أهم أصولها، وأن إبداع الفرد هو سر حضارتها وتقدمها، وأن الانفتاح على مختلف حضارات العالم هو مفتاح قوتها. وقد جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة من الابتكار والإبداع قيمة مضافة لها وزنها في الاقتصاد الوطني وفي المجتمع ككل، كما شأنها أن تقدم أفكاراً ومقاربات وتصورات خلاقة إلى المواطنين، وتجعل سياستنا أكثر حضوراً في العالم.
فلم يعد الابتكار خياراً وإنما بات ضرورة للدول والمجتمعات والشعوب التي تسعى إلى تنمية موقعها على خريطة العالم الاقتصادية وتعزيز منافستها.
حيث أن معظم مشكلاتنا العربية تتمثل في قلَّة فاعلية السياسات الإبداعية، وتراجع الفائدة الاقتصادية للابداع، وعدم إقامة تكتُّلٍ عربيٍّ من المدخل الابداعي الذي يمثِّل أولوية قصوى لحلِّ هذه المشكلات أو الفجوات الحاصلة.
كما أن الانفتاح الثقافي والعلمي الذي يشهده الوطن يفرض عليه زيادة الاهتمام بإعداد المثقفين والمبتكرين والمبدعين ، تلك النوعية من المؤثرين الذين يتواصلون مع المجتمع، لاشك أن بناء الانسان الواعي والمبدع لايقل شأنًا عن أهمية بناء البنيان، أو المشاريع الحضارية التي باتت تضاهي في بلادنا عواصم العالم، فالمواطن المبدع هو عنصر أمان للوطن، ومواطن استثنائي وعامل من عوامل ازدهاره ومكتسباته، والعلاقة بينهما طردية، الإبداع صناعة ثقيلة وقوة فاعلة، وتنمية شراكات المجتمعية، الارتقاء بمهارات وقدرات افراد المجتمع، ونشر وتوطين ثقافة الإبداع من خلال منابر المجتمع المدني، وتسليط الأضواء على أنواع الابداع وطرق تنميته، وتعريف المجتمع بالناتج النهائي للعملية الإبداعية ومدى فائدته العامة. وهناك إقبال مجتمعي على ثقافة الابداع على منصات المجتمع المدني، ولكن مازالت أوطاننا العربية تحتاج إلى مؤسسات ترعى وتساهم بخلق بيئة إبداعية مناسبة.
أدركت الإمارات منذ وقت بعيد أهمية الاقتصاد الإبداعي، وتأثيراته الإيجابية على مجمل المنظومة الاقتصادية، إذ نجحت الإمارات في صياغة مفهوم جديد لريادة الأعمال الإبداعية في المنطقة، حيث استثمرت في تأسيس المجتمعات الإبداعية، وجذبت عدداً كبيراً من الشركات التي تضم آلاف المبدعين من دول العالم كافة، ما نتج عنه ارتفاع إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي. وظهرت الإمكانات الضخمة والواعدة لهذه الصناعات، بما يضمن لها دوراً محورياً في خدمة أهداف التنمية المستدامة ما يرسخ مساعي الدولة الجادة في أن تكون أبوظبي العاصمة الإبداعية العالمية الجديدة، ووجهة للمبدعين من أنحاء العالم كافة، علاوة على رواد الأعمال والمستثمرين في مجال الصناعات الإبداعية، وذلك كجزء أصيل ومهم ضمن خطط التنوع الاقتصادي لتأسيس ركائز اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار والإبداع.
الاستراتيجية الوطنية للابتكار والتي تهدف إلى جعل الامارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال الحقبة القادمة، حيث نحاول أن نمتلك المواهب والخبرات والقدرات والإمكانات لنصنع اقتصاداً إبداعياً تنافسياً، أول مسار واهمه كان إرساء بيئة محفزة للابتكار والابداع، وتوفير بيئة مؤسسية وتشريعات محفزة وداعمة للابتكار، وخلق بنية تحتية تكنولوجية تدعم تحفبز الابتكار في كل القطاعات.
وتعتبر منطقتنا منطقة اقتصادية ذات طابع استراتيجي وحيوي، حيث نستهلك ما يصنعه غيرنا، واليوم حان الوقت لنصنع ونستهلك منتجات وصناعات إبداعية نصدرها للدول الأخرى ، بحيث تحمل هويتنا المحلية والوطنية، تأكيداً لرصيدنا الحضاري، كما سوف تظهر بريق النموذج الإماراتي.