الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 / 16:25
في المواقف يظهر معدن الرجال، والمواجهات ليس لها إلا الفرسان، والفرسان مكانهم الوحيد هو الميدان، فهنا تظهر شجاعتهم وحنكتهم، وعندما تحولت ميادين المواجهة والمبارزة من الساحات إلى منصات التواصل الاجتماعي، اتضح لنا أن ليس كل من ركب الخيل صار فارساً بالضرورة، وليس كل من أمسك بالقلم أصبح صاحب رأي وكاتب حر الإرادة.
ومع بداية ظهور منصات التواصل الاجتماعي توسّمنا فيها الخير، كي يزداد التقارب بين أبناء الأمة العربية عامة وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي خاصة، بحكم ان منصة "X" او تويتر سابقا، هي أكثر المنصات تداولاً واستخداماً في دول الخليج، لكن مؤخرا أصبحت تلك المنصة إحدى أكبر ساحات الفتن وإثارة النعرات بين المغردين عليها، وصارت أجواؤها غير صحية بالمرة، بعد انتشار الذباب الالكتروني في فضائها، وكثرة ظهور الحسابات الالكترونية التي لا هدف لها سوى الإساءة للشعوب العربية وإثارة النعرات والوقيعة بينهم
وهنا أوجه سؤالي، وسؤالي ليس للذباب الإلكتروني، ولكن لمن صنعهم ويحركهم: من المستفيد من فعلك الخسيس هذا؟ فسبك ولعنك باقي الشعوب العربية والتقليل من حضاراتهم والخوض في أعراضهم لن ينقص منهم شيئاً، بقدر إظهار ما تعانيه أنت من خلل نفسي ونقص وقلة دين وخلق، وما تقوم به ما هو إلا أكبر خدمة لأعداء أمتنا، وما تنفذه هي أجندة حاول العديد من الغزاة تطبيقها لتفتيت أبناء الأمة الواحدة واللغة الواحدة من المحيط للخليج.
فالمسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده، والعربي الأصيل هو من لا يطعن شقيقه العربي ويخوض في عرضه، ومن ذلك المنطلق أطلق معالي الشيخ عبدالله آل حامد رئيس "المكتب الوطني للإعلام" مبادرته الرائعة "#تبليك_بدون_تعليق" التي ألجمت كل المتربصين، وأخرست كل الطاعنين في تاريخ وعرض شعوبنا.
ولسمو هدف تلك المبادرة التي جاءت من فارس يعرف المواجهة والصراحة والوضوح وليس التحفي وراء لوحة مفاتيح، تفاعل كافة المغردين العرب الأسوياء معها، واستقبلها الجميع بترحاب شديد، سواء داخل الإمارات أو خارجها، وقد تصدر اسم المبادرة #تبليك_بدون_تعليق كافة مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتماشى مبادرة معالي الشيخ عبد الله آل حامد الرائعة، مع معايير المحتوى الإعلامي الواردة في قانون تنظيم الإعلام وتهدف لمنع الإساءة للدول الشقيقة والصديقة، والتصدي للشائعات، والأخبار الكاذبة والمضللة.
خلاصة الكلام، المواقف تظهر لنا معادن الرجال، ومع كل موقف يتجلى لنا معدن أبناء الإمارات النفيس الغالي، وقوة شخصيتهم وحبهم للمواجهة دون مواربة، فهم دائماً وأبداً أصحاب المبادرات وأصحاب الخطوة الأولى، لذلك تظل الإمارات دوماً بفضل قادتها وسياستها الرشيدة فعلاً وليس رد فعل، ودوماً هي في المقدمة، والمقدمة لا يصل لها إلا من يجيد المواجهة ويحترم الآخرين.