الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان (رويترز)
الخميس 5 سبتمبر 2024 / 14:28

صمت إخواني وتسليم مطلوبين.. كواليس لقاء السيسي وأردوغان

24- أبوظبي- خاص

لم تشهد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأنقرة أي نوع من الإساءة من قبل المنصات والقنوات التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، والمتواجدة في تركيا، تنفيذاً للتعليمات التركية الصادرة بعدم الإساءة لشخص الرئيس المصري.

وأكد سياسيون أن زيارة السيسي لتركيا تعد ضربة قوية للغاية لتنظيم الإخوان الإرهابي داخل تركيا، والتي كانت تعتبر من أكبر معاقل الإخوان بعد مغادرة مصر قبل أكثر من 10 سنوات، في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران).

 

تصفير المشاكل السياسية

وقال الخبير السياسي بلال الدوي إن هناك مصطلح في مفاهيم العلوم السياسية يسمى "تصفير المشاكل"، وهو أمر تلجأ له الدول حين تجد أنفسها في صراع شديد لا يمكن تجاوزه نتيجة التصعيد والصراع بينهما، وحين تمهد الظروف الداخلية في البلدين الطريق لإنهاء هذه المشاكل تأتي فكرة "تصفير المشاكل" تماماً لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين الجانبين، وهو ما حدث بين مصر وتركيا.

وأوضح الدوي لـ24 أن رأب الصدع بين مصر وتركيا جاء بعد مشاورات وجولات سياسية وأمنية مكثفة على مدار عامين تقريباً، حتى جاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر في فبراير (ِشباط) الماضي، والتي مهدت الطريق لبدء صفحة جديدة من العلاقات بين القاهرة وأنقرة، ثم جاءت زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا أمس، وشهدت توقيع أكثر من 18 اتفاقية تعاون مشترك.

كما أكد الخبير السياسي بلال الدوي أن ملف الإخوان تم التوافق بشأنه بين البلدين قبيل الزيارات الرئاسية المتبادلة، ولم يعد هناك استهداف إخواني للقيادة المصرية، مثلما كان يحدث في الماضي.

تعليمات فوق المشددة

وكشف بلال الدوي أن السلطات التركية أصدرت تعليمات فوق المشددة، وليس مشددة فقط، لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بعدم التعرض للرئيس المصري في منصاتهم الاجتماعية والقنوات التابعة لهم، والتي تبث من تركيا، وإصدار تعليمات بأنه سيتم التعامل مع أي شخص يعارض تلك التعليمات.

وأوضح الدوي أن هناك بعض العناصر الإخوانية المتواجدة خارج تركيا مثل سامي كمال الدين وغيره يتحدثون سلبياً عن الزيارة لوجودهم في لندن ومناطق أخرى غير تركيا، ولكن بعض عناصر الإخوان المتواجدين في تركيا مثل يحيى موسى وأحمد عبد الرحمن وعمرو عادل لم يتحدثوا إطلاقاً عن الزيارة رغم تواجدهم في تركيا، والتزموا التعليمات.

وأشار بلال الدوي إلى أنه هناك اتفاق على تسليم عدد من العناصر الإخوانية التي حصلت على أحكام نهائية باتة في عدد من القضايا، مثل قضية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وقدّمت مصر للسطلات التركية ملفات مترجمة باللغة التركية، وهؤلاء مطلوبون أمنيا لتورطهم في قضايا إرهابية وسيتم تسليم أكثر من 12 عنصر إخواني بعد زيارة السيسي ونجاحها.

وأجرى الرئيس المصري السيسي محادثات هامة مع أردوغان، أمس الأربعاء، حول العلاقات الثنائية والحرب في غزة والملفات الإقليمية، وتم التوقيع على 20 اتفاقية بين مصر وتركيا في عدة مجالات، مثل الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة، وتهدف مصر وتركيا من خلال الاتفاقيات لزيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 15 مليار دولار.