إطلاق استبيان لرصد مدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين طلبة إمارة أبوظبي.
إطلاق استبيان لرصد مدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين طلبة إمارة أبوظبي.
الأربعاء 13 يناير 2016 / 15:35

"أبوظبي للتعليم" يطلق استبيان انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بين الطلاب

أعلن مجلس أبوظبي عن إطلاق استبيان لرصد مدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين طلبة إمارة أبوظبي، ممن هم في مرحلة المراهقة، والتي تشمل طلبة الصفوف من السادس وحتى الثاني عشر.

وبحسب بيان صحفي لمجلس أبوظبي للتعليم، أشار رئيس هيئة الصحة مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم بالإنابة، الدكتور مغير خميس الخييلي، إلى أن المجلس يسعى من خلال هذا الاستبيان إلى التعرّف إلى خبرات طلبة الإمارة في التعامل مع مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات المرتبطة بها، لافتاً أن المجلس يسعى إلى دراسة مدى تطبيق طلبتنا لقواعد الاستخدام الآمن لهذه المواقع والوسائل والتطبيقات، إضافة إلى التعرّف إلى مدى تأثير هذه الوسائل في الحياة الدراسية والاجتماعية للطلبة، ومدى تأثر أبنائنا الطلبة في مرحلة المراهقة إيجابياً أو سلبياً بالعالم الافتراضي لهذه التطبيقات والوسائل والمواقع.

سلاح ذو حدين
وأكد الخييلي، على قناعة المجلس بأن الانتشار الواسع لهذه الوسائل والمواقع والتطبيقات سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي نحن سعداء لرؤية فوائد وسائل التواصل الاجتماعي على التعليم والتعلم، وأغراض تبادل المعرفة، فإننا ندرك أيضاً أن استخدام المراهقين لوسائل ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، دون توجيه سليم، يجعلهم عرضة لمخاطر مختلفة، مؤكداً أن هذا الاستبيان إنما هو صدى للجهد البحثيّ الذي يبذله المجلس في سعيه لتحقيق أهداف التنمية الوطنية الشاملة في أبوظبي، التي تنبع من رؤية الحكومة الشاملة لسياسات التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل في الإمارة، وما يتطلّبه ذلك من أن نكون على وعي تامّ بما يقدّمه العصر الحديث لنا من وسائل تقودنا للإبداع والتميز العلميّ إذا أحسنّا استغلالها.

كما أوضح الخييلي، أن الاستبيان ينم عن اهتمام الدولة في تشجيع الريادة في شتى المجالات، وترسيخ ثقافة الابتكار والتميّز في المجتمع المحليّ، لتعزيز حضور إمارة أبوظبي على المستوى العالميّ، والتي تسعى لخلق بيئة حاضنة للتميّز من خلال التركيز على الطالب بوصفه محور العملية التعليمية، ولكي يتغلّب الشباب على التحديات الثقافية التي فرضها العصر الحديث، خاصة مع تفجر وسائل المعرفة الإلكترونية.
 
الفوائد والمخاطر 

ويسعى الاستبيان إلى دراسة مدى إطلاع الطلبة لأولياء الأمور على نشاطاتهم الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى معرفة الأهالي بفوائد ومخاطر هذه الوسائل، وفيما إذا كان هؤلاء الطلبة يرون أن أولياء أمورهم قادرون على معالجة المشاكل التي قد يتعرضون إليها خلال استخدامهم لهذه الوسائل، ومدى قدرتهم على ملاحظة أي تغيرات سلوكية، أو تربوية، أو صحية، أو نفسية، قد تطرأ على أبنائهم نتيجة التواصل عبر هذه التطبيقات والمواقع الاجتماعية.

الأهداف
ومن بين أهم الأهداف لهذا الاستبيان، هو الوصول إلى التعرّف إلى مدى تعرض الطلبة للاستغلال من قبل بعض المتربصين بمستخدمي هذه الوسائل، وخاصة المراهقين، من قراصنة، أو محتالين يهدفون إلى التأثير على مستخدمي هذه الوسائل سلبياً، أو استغلالهم، أو التحرّش بهم، أو التعرّض لحياتهم، أو التأثير على التوازن النفسي أو العاطفي لهم، أو التدّخل في حياتهم الشخصية، أو جمع معلومات حساسة، أو دفعهم إلى الممارسات الخاطئة، أو تغيير عاداتهم وتقاليدهم، أو السعي لجمع المال بطرق احتيالية، أو نشر الصور غير اللائقة، أو البلطجة إلكترونياً بممارسة الضغوط النفسية، أو المادية عليهم، أو دفعهم إلى ممارسات غير لائقة، أو ترويج المواد المحرمة أو الخطيرة من مثل المخدرات، أو دفعهم إلى الانتحار، أو تبني أفكار متطرفة أو غريبة.

وحول محاور هذه الاستبانة، أشار رئيس مكتب البحوث في المجلس، الدكتور مسعود بدري، إلى أن الاستبيان تناول محاور عديدة تتعلّق بالحياة الدراسية والاجتماعية للطلبة، بما في ذلك مدى تأثير الواقع الافتراضي لهذه الوسائل على الواقع الحقيقي للطلبة، بما في ذلك عدد الأصدقاء، والقدرة على التعامل مع الناس في الواقع الحقيقي، وخاصة مع الأسرة ومجتمع المدرسة، ومدى تأثير هذه الوسائل على التحصيل العلمي والأكاديمي للطلبة، وماهي التطبيقات والمواقع الإلكترونية الأكثر انتشاراً بين طلبة أبوظبي، وكم عدد الساعات التي يقضيها طلبتنا في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وماهية الأهداف التي يتطلّع أبناؤنا الطلبة إلى تحقيقها من التعامل مع هذه الوسائل، ومدى إلمام الأهل واطلاعهم على كفية تعامل الطلبة مع هذه الوسائل، ومدى معرفة طلبتنا بأصول وقواعد التعامل مع هذه الوسائل والاستخدام الآمن لها.

البلطجة والتنمّر

وأضاف بدري، يجب التعرّف إلى مدى المخاوف التي قد يشعر بها الطلبة أثناء استخدامهم لهذه الوسائل، ومدى تعرّضهم للإزعاج أو البلطجة الإلكترونية أو سلوك التنمر من قبل قراصنة أو غيرهم، بالإضافة إلى التعرّف إلى وعي طلبتنا بضرورة استشارة الأهل أو المتخصصين في حال تعرضهم لإساءات أثناء التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى تأثير مثل هذه الإزعاجات على الحياة الشخصية والنفسية والدراسية للطلبة، وما إذا كانوا هم أنفسهم يمارسون بعض سلوكيات الاعتداء والتنمر على آخرين من خلال هذه الوسائل، وما إذا كانوا يتيحون معلوماتهم الشخصية والخاصة للآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما هي أهم القضايا التي تُناقش خلال زيارتهم لمواقع التواصل الاجتماعي، وهل تم استهدافهم بمحاولات سرقة أو ترصد أو إتلاف لأجهزتهم بفيروسات أو برامج خطيرة أو مقاطع فيديو أو صور خادشة للحياء، وما إذا كان التعرّف على أشخاص من خلال المواقع  يؤدي إلى التواصل الفعلي والشخصي معهم من خلال لقاءات شخصية.

وأكد بدري، على أن الاستبيان يهدف إلى دراسة مدى تأثير هذه الوسائل فعلياً في حياة الطلبة المراهقين في إمارة أبوظبي، ولا يهدف إلى جمع أي بيانات شخصية عن الطلبة المشاركين أو أهلهم أو أصدقائهم أو ميولهم، مبيّناً أنه استبياناً إلكترونياً، بحيث يتم تسجيل الدخول من خلال كلمة مرور عشوائية، فلا يتم التعرف على المستخدم ولا جمع بيانات شخصية عنه.

كما حثّ الخييلي جميع المعنيين بهذ الاستبيان من مديري مدارس وموظفين ومعلمين وطلبة على المشاركة الجادة في إجراءته، لما للنتائج التي ستُستخلص منها من أهمية كبرى لفهم واقع تأثير هذه الوسائل في حياة طلبتنا، ومن أجل التواصل مع الجهات المعنية لسن القوانين التي تمنع كل من يريد الإساءة أو استغلال طلبتنا من خلال هذه الوسائل، مبيّناً حرص القيادة الرشيدة في هذا البلد على توفير مناخ آمن للجميع، وخاصة لأبنائنا الطلبة، الذين ترى القيادة الرشيدة أن من حقهم التمتع بمناخ آمن أثناء استخدام هذه الوسائل.