الشيشاني قائد داعش العسكري خطط لغزوة الموصل(لونوفال اوبسرفاتور)
الشيشاني قائد داعش العسكري خطط لغزوة الموصل(لونوفال اوبسرفاتور)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 / 10:34

عمر الشيشاني قائد داعش العسكري: جندي جورجي ومنحرف سابق

أثار النجاح العسكري السريع الذي حققه داعش في بداية حملته العسكرية في العراق خاصة، ونجاحه في السيطرة على الموصل والتوسع في بعض المحافظات في العراق وسوريا في الوقت ذاته، تساؤلات كثيرة وبعض الحيرة بين المتابعين للشأن "الداعشي" الجديد، وفي زحمة الحديث للتأكيد على الدور المحوري الذي لعبته القيادات البعثية السابقة والقيادات العشائرية السنية، اختفت تفاصيل كثيرة أخرى هامة، مثل الدور المحوري الذي لعبته بعض الشخصيات الأجنبية وخاصة القوقازية منها وفي مقدمتها المسمى "عمر الشيشاني".

وبحسب مجلة لونوفيل أوبسرفاتور، فإن الشيشاني الأشهر في صفوف داعش، ليس شيشانياً إلا بالشهرة، بما أنه  جورجي الجنسية، اسمه الحقيقي، تارخان باتيراشفيلي، في الثامنة والعشرين من العمر، مسيحي "سابق" و"إسلامي متطرف" حالياً بما أنه ليس مسلماً في الواقع إلاّ في الظاهر.

مخابرات عسكرية
ولد الشيشاني في 1986 من أب جورجي ووالدة شيشانية مسلمة، وانخرط في القوات المسلحة الجورجية وشارك في الحرب الخاطفة التي شنتها روسيا على بلاده في 2008، وفيها ظهرت بعض مواهبه العسكرية، قبل أن يتغلب الطبع المنحرف على أدائه وشخصيته، ليطرد من القوات المسلحة، ثم يسجن بسبب سلوكه الإجرامي.

بعد تجربة عسكرية قصيرة في سلك المخابرات العسكرية في الجيش الجورجي، وتدرب على يد خبراء أمريكيين منذ إعلان جورجيا رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في عهد الرئيس شاكاشفيلي، الذي وثق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بشكل متصاعد وموجه ضد روسيا حتى التدخل العسكري الروسي في البلاد.

من القتال إلى السجن فداعش
وفي 2011، وبعد سجنه بعد تورطه في تجارة تهريب السلاح، غادر "الشيشاني" بلاده إلى تركيا للعلاج من مصر السلّ الذي أصابه، ولكن فترة السجن، إلى جانب عشرات المتطرفين الشيشانيين الآخرين الذين كانوا يتحصنون في جبال بانكاسي الجورجي منذ بداية التسعينيات والحركة المسلحة ضد روسيا، قبل أن تقبض جورجيا على أكثرهم، ما دفع بعدد كبير منهم بالهرب إلى الخارج، مثل أفغانستان وباكستان وسوريا والعراق أيضاً.

وفي السجن تعرف الشيشاني إلى الإسلام، وهو الذي لم يدخل مسجداً أو يعرف الدين الإسلامي قبل ذلك، وعن طريق بعض الجهاديين القدامى من ذوي العلاقات والشبكات، بدأ  تجربة، خاصة بعد الوعود بالحصول على مكافأة مالية ضخمة من جهة وممارسة هوايته الأولى "القتل".

باربروس
وفي داعش الذي التحق به في أواخر 2012، تسلم الشيشاني بفضل خبرته السابقة في الجيش الجورجي، إمارة الجبهة الشمالية في سوريا، وبفضل النجاحات التي حققها، أثار انتباه البغدادي وقيادات التنظيم، ما سمح بالارتقاء لمنصب الأمير العسكري للتنظيم، ورغم "تجاوزاته" الشخصية الكثيرة وتجاوزات دائرته المقربة المتألفة من عصابة من المجرمين الإسلاميين وفق ما جاء على لسان الباحث والمتخصص في شؤون الإرهاب الإسلامي والتطرف، ميرباك فاتشاغيف، الذي تابع مسيرة "باربروس"صاحب اللحية الحمراء، في إشارة إلى القرصان العثماني المتوحش الشهير في القرن السابع عشر، فإن البغدادي الذي يبدو شديد الإعجاب بقائده العسكري، خاصة بعد نجاحه في قيادة غزوة الموصل، مستعد للتغاضي عن أخطائه الكثيرة وعن أخطاء رجاله، الذي تدفقوا من الشيشان ومن كامل القوقاز وحتى من بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة للحاق بالجورجي السابق، الذي تحول إلى "مسلم مجاهد" من أشرس طراز.