إحدى عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط (أرشيف)
إحدى عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط (أرشيف)
الأحد 2 نوفمبر 2014 / 13:04

غارديان: إنهاء إيطاليا مهمة الإنقاذ في "المتوسط" يهدد حياة الآلاف

24 - إعداد: ميسون جحا

حذرت صحيفة غارديان البريطانية أمس السبت، من ارتفاع عدد الغرقى من المهاجرين عبر البحر المتوسط، بعدما أعلنت إيطاليا عن إنهاء مهمة الإنقاذ التي بدأت قبل عام في تنفيذها في المنطقة.

وتشير الصحيفة إلى تحذير أوروبا من خطر فقدان العديد من الأشخاص غرقاً في المتوسط، عند تطبيق القرار الإيطالي، فضلاً عن الخشية من عدم إحلال الاتحاد الأوروبي لقوة إنقاذ بديلة.

لا تنازل
وتشير الصحيفة إلى إصرار إيطاليا على أنها "لن تتنازل" عن واجباتها في عمليات الإنقاذ في البحر، حيث نجحت بحريتها في إنقاذ أكثر من مئة ألف مهاجر، إثر تحطم قواربهم في عرض البحر، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكن الحكومة الإيطالية أعلنت عن إنهاء مهمة "ميرنوسترام"، والتي كلفتها ٩ مليون يورو. ونتيجة لذلك، حذر خبراء من ارتفاع عدد الغرقى في البحر الأبيض المتوسط خلال العام الجاري، وخاصة أنه في العام الماضي، شهد هذا البحر أسوأ مواسمه مأساوية، من حيث ارتفاع عدد المهاجرين الغرقى في مياهه.

عملية تريتون
وتلفت غارديان إلى أنه "استجابة لمطالب متكررة صدرت عن روما، بأن يرفع الاتحاد الأوروبي من مستوى تواجده في المتوسط، حيث توفي أكثر من ٣٠٠٠ آلاف لاجئ خلال العام الحالي، بدأت وكالة "فرونتيكس" للحدود الأوروبية، يوم أمس السبت، التنسيق لتنفيذ عملية جديدة أطلق عليها اسم "تريتون". ولكن، بدلاً من محاكاة المهمة الإيطالية، والتي نفذت عملية بحث وإنقاذ استباقية، عبر مساحة تزيد عن ٤٠ كيلومتراً مربعاً في عرض البحر، سوف تركز مهمة تريتون على مراقبة الحدود، والعمل ضمن مسافة ٥٤ كم على طول الشاطئ الإيطالي وحسب. وسوف تبلغ كلفة المهمة ٢,٩ مليون يورو، أي أقل من ثلث تكلفة سابقتها.

تواجد بحري
وتقول غارديان أن إنهاء مهمة "مير نوستروم"، لا يعني، وفق وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي، نهاية التواجد البحري الإيطالي في البحر الأبيض المتوسط، بل سيكون خلال مرحلة انتقالية تدوم شهرين أقل مستوى مما كان عليه سابقاً".

وتمضي غارديان للقول "وقد رفضت وزيرة الدفاع الإيطالية ووزير الداخلية، أنجيلينو ألفانو، الاتهامات الموجهة لحكومتهما، والتي تشير إلى تعرض حياة آلاف الأشخاص للخطر جراء القرار الأخير بوقف عملية الإنقاذ السابقة". وقال ألفانو "ما سيجري الآن كان دوماً هو ما يتم في البحر قبل أكتوبر الماضي، وسوف نحترم الالتزامات النابعة من قوانين البحر، ولن نتنازل عن واجباتنا".

لكن الهيئات والمنظمات غير الحكومية لم ترضى عن ذلك القرار، وترى أن مهمة "تريتون" لن تكون بديلاً لعملية "مير نوستروم"، ويرى مسؤولوها أن غياب التواجد البحري الإيطالي الواسع النطاق، سيؤدي لارتفاع أعداد الوفيات في البحر المتوسط، خلال الفترة المقبلة.

تنبيه جديد
وتلفت غارديان إلى خطورة الوضع، وإلى الحاجة لوجود قوات إنقاذ سريع، وخاصة بعدما انقلب، قبل أيام، قارب محمل باللاجئين، كان قد غادر ليبيا، مما أدى لغرق ما لا يقل عن ٢٠ شخصاً.

وفي هذا السياق، قال المحقق الخاص للجنة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا تينيك ستريك "ندرك أنه، في ظل عملية تريتون، ستكون هناك فجوات وفراغ في المياه الإقليمية الليبية خاصة، وحيث تقع معظم حوادث الغرق".

وقال فرونتيكس "سنقوم بالطبع بعمليات بحث وإنقاذ، ولكن عندما نفتقر للإمكانيات اللازمة، كيف يمكن لنا التواجد في المناطق الخطرة على مدار الساعة؟. ولذا أتوقع أن يشهد البحر المزيد من الخسائر البشرية، لحظة توقف عملية مير نوستروم".