الثلاثاء 4 نوفمبر 2014 / 12:44

بالفيديو والصور: كيف يهرب داعش النفط السوري تحت سمع ونظر الأمن التركي

24 - إعداد: ريتا دبابنه

تنطوي الحدود بين سوريا وتركيا على جانبين متناقضين، ففي حين يستعر القتال في عين العرب في الجزء الشمالي من الحدود السورية بين عناصر تنظيم الدولة اللا-إسلامية (داعش) وأهالي البلدة بالإضافة إلى جنود البشمركة الكردية، تمضي الحياة على الطرف الآخر، في قرى صغيرة في الجزء الجنوبي من الجانب التركي من الحدود على واقع مناقض تماماً، لكن الهدوء الذي يشهده ذلك الجانب ليس إلا ستاراً يخفي عمليات تمويل داعش من خلال تهريب النفط.

عمر: لا يمكنك القول إنني أهرب النفط فهذه عملية مكشوفة من كلا الجانبين السوري والتركي

وبحسب موقع "بازفييد" الأمريكي، تم كشف الحجاب عن تلك القرى، وتبين أنها تعج بعمليات تهريب النفط التي تقوم بها جماعات يبدو أنها تتعامل مع داعش منذ مدة، وهناك مصالح مشتركة تجمعهم، وتشمل تلك العمليات بيع وشراء ملايين براميل النفط.

عملية التهريب
وكشف الموقع كيف تتم عمليات التهريب، من خلال قصة أحد التجار، ويدعى عمر، وهو يعمل على بيع براميل النفط التي يهربها عناصر داعش، والذي يأتي إلى قرية "بيسسلان" كل أسبوع مع جماعته للتفاوض مع داعش على عمليات البيع، وكان عمر أحد مؤيدي الحرب ضد النظام السوري، لكنه تحول إلى ممول للإرهابيين، حيث أن التنظيم يجني ملايين الدولارات يومياً من خلال عمليات التهريب هذه.




ويوم السبت الماضي تم جمع أكثر من 100 برميل نفط، وحصل عمر على سعر 11.1 دولار للتر الواحد ما يعني أنه أرخص من السعر الاعتيادي بنسبة 42%، وتم تهريب تلك البراميل إلى تركيا عبر أنابيب وضعها تنظيم داعش تحت الأرض تمتد من الحدود السورية إلى قرية بيسسلان والعكس، ومنها يشتري تجار مثل عمر النفط من داعش ويسلمها إلى رجال أعمال محليين في تركيا، وبعدها تباع سراً لمحطات الغاز وإنشاء النفط الغير مشروعة.





طرق أخرى
وهناك طرق أخرى يستخدمها داعش لتهريب النفط، حيث أكدت مصادر أن ما لا يقل عن 200 شاحنة محملة ببراميل النفط تخرج يومياً من الحدود السورية إلى تركيا، فضلاً عن البراميل المكدسة في السيارات.

وذكر الموقع أن العديد من السكان الذين يعانون ضيق الأوضاع المادية، يشاركون في عمليات التهريب حيث يجنون منها الكثير من المال.

ولا يقتصر اعتماد داعش على تركيا في النفط فقط، بل تعتبر تركيا نقطة محورية لدى التنظيم حيث يدخل من خلالها مئات المجاهدين يومياً إلى سوريا ومنها للعراق للانضمام إلى صفوفه.

وفي الآونة الأخير، تعهدت الحكومة التركية باتخاذ إجراءات صارمة على حقول النفط غير المشروعة، وأن الشرطة التركية قامت بضبط من يهرب النفط لداعش واستهدفت الأنفاق وخطوط الأنابيب ودمرتها، إلا أن قرية بيسلان وقرى أخرى ما زالت تشهد عمليات تهريب النفط يومياً.

تجار أتراك
وقام عمر الذي طلب أن يخفي اسمه الحقيقي حماية له، بتصوير عملية التهريب في قرية بيسلان سراً، عبر هاتفه المحمول، والتقط عمر صوراً عديدة تظهر براميل النفط وتبادل أموال وأنابيب محفورة في أنفاق تحت الأرض، إضافة إلى شريط فيديو يظهر بعض الرجال المشاركين في العملية وكيف يتسلمون البراميل ويتم نقلها.



وقالت مصادر أخرى تشارك في تهريب النفط السوري إلى تركيا من بينهم رجال أعمال وتجار غير شرعيين، إن "تنظيم الدولة اللا-إسلامية، كانت وما زالت ولن تتوقف عن تهريب النفط إلى تركيا" وقال أحد رجال الأعمال، بشرط عدم ذكر اسمه "وكأنه لا وجود لحرس الحدود أو كأنهم يغضون الطرف عما يجري".



وأشار الموقع إلى أن الحدود بين تركيا وسوريا تشهد بكثافة تهريب النفط منذ فترة طويلة، حتى قبل اندلاع الحرب في سوريا في مارس (آذار)2011، وذكر مهرب تركي أن كل ما كنا نحتاجه هو "إذن" من الشرطة والقوات التركية التي تسيطر على الحدود، على شكل رشى صغيرة.

وبدأت تجارة تهريب النفط تزدهر مع اندلاع الحرب في سوريا. حيث كانت الجماعات المتمردة تستهدف الموارد النفطية من النظام في معارك واشتباكات دامية، بالتحديد في محافظتي الرقة ودير الزور، حيث المصافي وحقول النفط الرئيسية في الدولة. ومع مضي الوقت انضم عمر في أوائل عام 2013 لقائمة مهربي النفط، بحجة حاجته وأسرته للمال.



الحدود منطقة حرة..
ويروي عمر كيف تتم عملية التواصل معه لإبرام الصفقات، حيث قال إنه يتلقى في وقت متأخر من الليل اتصالاً من قائد في الجيش السوري الحر يأمره بالتوجه إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، حيث يتم تمهيد الطريق له من قبل الأمن التركي، وتتم عملية دخول الشاحنات والمدرعات المثقلة بالبراميل ومن ثم يجرعمر البراميل إلى المركبات التي تكون في انتظاره على الجانب الآخر من الحدود، وأشار عمر إلى أن تلك العملية تتم أكثر من 20 مرة في اليوم، إضافة إلى مئات التجار الآخرين الذين يتاجرون بتهريب الماشية والمواد الغذائية، وقال عمر "منطقة الحدود تبدو أشبه بالسوق الحرة".

وذكر عمر أنه يجني حوالي 1500 دولار يومياً، لكنه يعطي 500 دولار منها لقائد الجيش الحر الذي يتواصل معه و500 دولار لحرس الحدود التركية، وقال "لا يمكنك القول إنني أهرب النفط، فهذه عملية مكشوفة من كلا الجانبين السوري والتركي".