الخميس 13 نوفمبر 2014 / 21:18

الحبس عقوبة "السرقة الأدبية" في باراغواي

ترجمة ـ أحمد شافعي

نيلسن أغويليرا كاتب ومعلم وعضو في نادي القلم في باراغواي، حكم عليه في الرابع من نوفمبر الجاري بالسجن ثلاثين شهرا بزعم السرقة الأدبية. ونادي القلم الدولي يتبنى قضيته ساعيا إلى تحريره. وهذه رسالة مفتوحة من "لويسا فالنزويلا" إليه نشرتها صحيفة غارديان البريطانية

عزيزي نيلسن أغويليرا

أريد أن أعرب لك عن كامل تضامني وكثيرين من زملائي الكتاب. قضيتك هذه أشبه بحرق الساحرات، بعيدة كل البعد عن الجدل الأدبي. وإنني لأعتقد، شأن كثير من الخبراء، أن لا علاقة للأمر من قريب أو بعيد بالسرقة الأدبية، بل هو أقرب إلى التناول المتتشابه لقضايا شائعة في المجال العام. ولما كان الزمن هو موضوع كتبك، فلنتخيل إتش جي ويلز ـ وهو رئيس سابق لنادي القلم الدولي ـ وهو يدين ماريا إغوينيا غاراي (التي أقامت دعوى السرقة الأدبية ضد أغويليرا). وكأنما لم يكن التناص جزءاً معهوداً في الإبداع الأدبي.

وليس ذلك وحسب: فبفرض أن القضاة لهم رأي مستقر في هذه المسألة، فإن العقوبة المقترحة لا تتناسب مطلقا و"الجريمة"، لا في مدتها ولا في مكانها، فما نحن بغافلين عن سمعة سجن تاكومبو المشينة. وإنني لأخشى أن يكون هذا الحكم مناورة سياسية غايتها تهديد أحد أهم الحقوق الإنسانية الأساسية.

ولكنني أرجو أشد الرجاء أن يتغير كل شيء إلى الأفضل، والأعدل. فلا يمكنني أن أتصور أن يختل ميزان العدالة هذا الخلل الفادح في بلد فضح أرشيف " العملية نسر". وكم تبدو هذه القضية كلها مخجلة.

(وعملية النسر عبارة عن حملة من القمع السياسي وإرهاب الدولة واغتيال الخصوم السياسيين بدأت رسميا سنة 1975 على أيدي أنظمة الحكم المستبدة في بعض دول أمركيا الجنوبية).

عزيزي نيلسن

أفهم تماماً أن يضع كاتب ـ له مثل أعمالك ـ نفسه أمام فوهة المدفع دفاعاً عن معتقداته (ولقد رأينا دليل ذلك في روايتك القصيرة التي تظهر براعتها حتى في العنوان: "اسم الأطفال ... في الشارع"). ولكن الحال هنا مختلف. فما هم يقاضونك الآن من أجل محتوى الكتاب الذي ألفته للأطفال، فهذا أمر غير مسموح به في بلدك الديمقراطي. وما أنت بالمتهم في أفكارك بل في تأويل لها، وهو تأويل لا يقوم إلا على دليل واه لدرجة أن يمكن اعتباره ضربا من ضروب الرقابة. ولهذا السبب أتمنى منك الاصطفاف مع الدعوات الدولية المطالبة بالعدالة من أجلك.

فنحن لا نرجو فقط أن نراك طليقاً، بل ومبرَّأ، وسالماً من كل عار.

ولك مني أطيب أمنياتي، وعناق حار

لويسا فالنزويلا