السبت 22 نوفمبر 2014 / 23:30

جييرمو مارتينيث يفوز بجائزة ماركيز في القصة القصيرة

إعداد: أحمد ضيف

قبل رحيل الكاتب الكولومبي الشهير جابرييل جارثيا ماركيز في أبريل الماضي، كان هناك تفكير في التأسيس لجائزة تحمل اسمه، وأن تكون الجائزة في القصة القصيرة تحديداً، ليس فقط لأنه من أشهر المجددين فيها، بل أيضاً لإهمال هذا النوع الأدبي من جانب الكُتّاب ودور النشر وسوق القراءة. وعقب رحيله، لم يمر شهر حتى تم الإعلان عن الجائزة وشروطها والجهات التي تمولها وقيمتها التي وصلت لـ 100 ألف دولار، وهو الرقم المقصود به منحه لكاتب قصة موهوب ليتمكن من التفرغ بعدها للكتابة.

وبعد الإعلان عن القائمة القصيرة التي ضمت خمسة كتّاب، أعلنت الجائزة أمس من بوجوتا، كولومبيا، فوز الكاتب الأرجنتيني جييرمو مارتينيث عن مجموعته "سعادة منفّرة"، التي تضم 11 قصة تتراوح حجمها ما بين الصفحتين إلى الخمسين صفحة، والتي صدرت من قبل عن دار نشر "بلانيتا"، بحضور ممثلين عن وزارة الثقافة الكولومبية والمكتبة الوطنية ومعهد ثربانتس بإسبانيا، وهي الجهات الممولة لها، بالإضافة لحضور عائلة ماركيز.

وجييرمو مارتينيث (بائيا بلانكا-1962) دكتور في علم الرياضيات، لكنه متفرغ تماماً للأدب، وتم اختياره من بين 123 عنواناً مقدماً ومنشوراً في إسبانيا وأمريكا اللاتينية. والعمل الفائز، بحسب لجنة التحكيم، يتناول الخط الواهن الذي يفصل الجنون عن الرصانة، الصدفة عن الإتفاق، الحلم عن الكابوس"، وأضافت: "كذلك يقدم التوحد في مقابل الصلابة والتوازن، كميزة في نثره، ما يجعله متمكناً من الفن الذي يقدمه".

لجنة التحكيم أضافت أن المجموعة القصصية: "تعكس أيضاً نظرة خاصة في العبث والرعب والفانتازي والغرائبي منطلقاً مما هو يومي، ومعالجة كل ذلك بأستاذية مطلقة".

الجائزة التي أعلنت مساء أمس، الجمعة، تعتبر إحدى الطرق التي أرادت بها كولومبيا تكريم كاتبها الكبير، صاحب الأعمال الشهيرة مثل "مئة عام من العزلة"، وقالت مديرة المكتبة الوطنية كونسويلو جايتان أثناء الحفل:"القصة الآن تتمتع بجائزة تليق بها".

القائمة القصيرة
بالإضافة للفائز، ضمت القائمة القصيرة التي أعلن منها منذ شهر تقريباً أربعة أسماء أخرى: الأرجنتينية كارولينا بروك بمجموعتها "الأخريات"، والمكسيكي إكتور مانخاريث بـ "بالأمس نمت في الجبل"، والإسباني أوسكار سيبان بـ "آه لو أن لي صوت ليونارد كوهين لأطلب منك أن ترحلى"، والكاتب التشيلي أليخاندرو ثامبرا بمجموعته "ملفاتي".

وعند تسلمه الجائزة، قال مارتيتيث إن القصة كنوع أدبي مطرود قليلاً من عالم النشر، لكنه كان يثق أن مبادرات مثل هذه الجائزة ستدعم وجودهها. كما تذكر أباه المتوفي وقال: "كان يفكر أن الأدب لا يمكن أن يفى بمتطلبات الحياة، رغم أنه من ألهمني وألهم إخوتي بحب الأدب".

وقال المؤلف، لجريدة الباييس الإسبانية، إن قصص الكتاب كُتبت على مدار عشر سنوات، وأن العامل المشترك فيها التشويق، مضيفًا: "إنها قصص عما هو يومي، لكن في لحظة ما تتحول إلى شيء قريب من الشر، الكابوس، الجنون، من أن شيئاً فظيعاً سيقع".

وأضاف مارتينيث "إحدى القصص تتناول اليوم الأخير في حياة تروتسكي، وأخرى عن أم لتوفر لابنها كامل الحماية تربيه بعيدًا عن النور. أما حجم القصص يختلف، وإن كانت أكبر قصة تعتبر نوفيللا، إذ تصل إلى 50 صفحة، وأغلق بها الكتاب".

وجييرمو مارتينيث يكتب منذ كان في الرابعة عشرة، وهو صاحب مجموعتين قصصيتين "الجحيم الكبير" و"سعادة منفرة"، وروايات "بالقرب من رودرير" "زوجة الأستاذ" "جرائم غير مدركة" "موت لوثيانا البطيء" و"أنا أيضًا كان لي خطيبة بايسكشوال"، بالإضافة لكتاب بحثي بعنوان "بورخس والرياضيات".

وفاز مارتينيث من قبل بجائزة بلانيتا في الرواية، وكذلك جائزة الصندوق الوطني للفنون بالأرجنتين، ويعد أحد أكثر كُتّاب جيله ترجمةً إلى اللغات الأخرى، والآن، بالإضافة للكتابة، يقوم بتدريس كورس في الكتابة الإبداعية بالجامعة الوطنية ترس دي فبريرو.

ترأس لجنة تحكيم الجائزة الكاتبة الإسبانية كريستينا فرنانديث كوباس، وبعضوية الكاتب ورسام الكاريكاتير والصحفي الكولومبي أنطونيو كابايرو، والسلفادوري أوراثيو كاستيانوس مويا، والأرجنتيني ميمبو جاردينيللي، والمكسيكي إجناثيو بادييا.