الأحد 23 نوفمبر 2014 / 11:47

قائمة الإمارات للإرهاب ووضوح الموقف



فإمَّا أنْ تكونَ أخى بحقٍّ ... فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني

وإلاَّ فاطَّرحني واتخذنى ... عَدُوًّا أَتَّقيكَ وتَتَّقيني


هكذا وبكل وضوح، أعلنت الإمارات قائمتها، انطلاقاً من ثوابتها وقناعاتها، وحفاظاً على مكتسباتها وإنجازاتها، والتزاماً بأمنها وأمن العالم. جاء الإعلان والاعتماد لقائمة الجهات الداعمة للإرهاب من المؤسسة الأولى في الدولة: مجلس الوزراء، لإيصال رسالتين هامتين: أن الموضوع جد هام، وأن الدولة دولة مؤسسات.

جاء الإعلان، فغضب من غضب، وشكك من شكك، واشتعل تويتر، ثم انطفأ. فالحملات العدائية كالموج هادر وثائر، لكنه سرعان ما يهدأ. أما القانون فإنه ربان ماهر يقود الأمم إلى بر الأمان.

إنها الإمارات. عصية على التصنيف، وتحسنه. تسعى للإنصاف، وتعلنه. ليس يضرها الغاضبون والمشككون والمتربصون، فثمة أناس في الكون رأيهم سقيم، وجدالهم عقيم. وفي جميع الأحوال يرون أنفسهم على صواب، ويرون الآخر قد حاد عن الجادة. فلو كانت القائمة قد صدرت من أمريكا لكانت الاتهامات بالتبعية أو بالعمالة جاهزة، لكننا اليوم أمام لائحة جديدة من الاتهامات، وفرية أخرى عظيمة: حرب على الإسلام. وكأن الإسلام وكالة حصرية لعشاق الدم والمؤمراة والانحراف العقدي.

إن البيت الإسلامي يحتاج إلى ترتيب من الداخل. يجتمع على هذا الأمر الفرقاء جميعاً، لكن بعضهم يحرم الآخرين منه، ويجعله حقاً له وحده، ويتطرف في استخدامه. كل يمارس التصنيف على هواه، بعضهم لم يكتف بالتصنيف بل تعداه إلى الإقصاء، وفي مرحلة أبشع إلى القضاء على الآخر، سكين بغي تمرر على رقبة المعارضين، وطلقات ظلم وإبادة لأهل الدين الواحد باسم الدين. ليرسم صورة بشعة للإسلام السمح وجب على أصحاب العقول البصيرة أن يوضحوها ويعلنوها. ولهذا كان الإعلان.

ويبقى أن يعرف الجميع أن تحديد المواقف الرسمية ليست سلطة سياسية تمارس على الفكر والحرية، بل هي التزام من الدولة تجاه الشعب، ليعرف الشعب واجباته، ويحدد خياراته، ولكي لا يبقى عذر لجاهل أو مخدوع. قد عرفت المحذور فاجتب، وأبصرت الطريق فالزمه. رسالة شفافة في زمن لا يقبل إلا الشفافية.

وهي أيضاً التزام من الدولة بالحفاظ على أمن الشعب ورفاهه وسعادته، وسعياً لتوفير ظروف حياة تصنع للأمة مجداً، لا ظروف موت تدمر مقدرات الشعوب.

ليست كل جماعة دعوية صافية النية، وليست كل مؤسسة خيرية سليمة المقاصد، رب كلمة حق أريد بها باطل، ورب حافظ للقرآن والقرآن يلعنه. ثمة دعاة على أبواب جهنم، وثمة زكوات دفعت لإحياء النفوس فماتت منها أنفس. وقفة صادقة مع الذات، لن تكون كفيلة بإصلاح الذات فحسب، بل بإحياء المجتمعات. وهذا هو المقصود.