الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 / 18:02

غزيون يجازفون بحياتهم للعمل داخل الأراضي المحتلة

تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، ظاهرة إقدام عشرات الشبان من غزة، على محاولة اجتياز الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، بحثاً عن فرص عمل بسيطة، رغم ما يكتنف تلك المحاولات من خطورة بالغة على حياتهم. وفي معظم الحالات يكون مصير هؤلاء الشبان اليائسين، الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي الذي عادة ما يطلق النار عليهم، وفي أكثر من مرة سقط بينهم جرحى، أصبحوا "معوقين" بعدما كان طموحهم إيجاد فرصة عمل تعيل أطفالهم.

وشهدت الحدود الشرقية لمدينة خانيونس الواقعة جنوب قطاع غزة، على وجه الخصوص معظم الحالات، إذ لا يكاد يمر يوم واحد دون محاولة مجموعة من الشبان التسلل إلى خارج غزة، ومعظم هؤلاء المتسللين، من العمّال الذين فقدوا الأمل في تحسن الأوضاع في القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة خلال الأيام الماضية عن اعتقال متسللين من غزة، حيث يتم نقلهم إلى مراكز التحقيق، وبعضهم يبقى في الأسر، والبعض الآخر يتم إطلاق سراحه وإعادته إلى غزة.

يأس وإحباط
ولعل أكثر من لا يكون الحظ حليفاً له في تلك المغامرة، هم من يعودون من المناطق الشرقية عبر سيارات الإسعاف، ومن بينهم شاباً أصيب برصاصة في ساقه، نُقل على أثرها لمستشفى "أبو يوسف النجار" في رفح.

رفض هذا الشاب نشر اسمه، لكنه تحدث لـ24 عن مبررات إقدامه على هذا الفعل الخطير، وقال إنه متعطل عن العمل منذ سنوات وأصيب بحالة من اليأس والإحباط في ظل تجاهل الجهات المسؤولة له ولغيره من مئات الآلاف من العمال، فلم يكن أمامه سوى المغامرة لعله يتمكن من الحصول على فرصة عمل.

ويضيف الشاب الثلاثيني: "قبل أن أذهب إلى الشريط الحدودي ومحاولتي التسلل ودّعت أطفالي، وكنت مدركاً أن فرصة قتلي متساوية تماماً لفرصة نجاحي في تحقيق مبتغاي، ورغم ذلك لم أتردد البتّة، وحاولت اجتياز الحدود للعمل في مجال الزراعة داخل الأراضي المحتلة".

من المسؤول؟
ورغم أن البعض يلقي باللوم على هؤلاء الشبان، بفعل إلقاء أنفسهم إلى التهلكة عبر محاولة اجتياز الحدود، رغم تواجد الجيش الإسرائيلي، فإن آخرون يعتقدون أن المتسبب الأول بوصول الأمر إلى هذه الدرجة، من المجازفة بالحياة، هي الجهات المسؤولية، وعلى رأسها حركة حماس، التي تسيطر فعلياً على القطاع، رغم وجود حكومة التوافق.

ويقول في هذا الصدد شاباً آخر، حاول بدوره اجتياز الحدود، لكنه عاد على وقع إطلاق النار من الجيش الإسرائيلي: "نحن نموت كل يوم ولا يوجد حد أدنى من الأمل بتحسن أوضاعنا، في وقت يستمر الصراع بين المسؤولين، دون أدنى اعتبار لنا كعمّال نعاني ظروفاً بالغة السوء".

ومع تزايد أعداد الساعين لتجاوز الحدود والوصول إلى مبتغاهم، فإن الخشية من موت العشرات تتزايد، إذ أن الجيش الإسرائيلي لا يتوان في إطلاق النار على أي جسم متحرك بالقرب من الحدود, وهو أمر يدق ناقوس الخطر، ويتطلب تحركاً من الحكومة وحركة حماس، للاهتمام بشؤون سكان غزة الذين بلغ اليأس بينهم مستويات غير مسبوقة.