زيادة عدد هروب شباب غزة إلى إسرائيل بعد الحرب (أرشيف)
زيادة عدد هروب شباب غزة إلى إسرائيل بعد الحرب (أرشيف)
الأربعاء 26 نوفمبر 2014 / 19:30

24 يكشف أسباب هروب شباب غزة إلى إسرائيل

24 - غزة - محمد عـرب

تعددت في الآونة الأخيرة حالات تهريب الشباب الفلسطيني من قطاع غزة إلى إسرائيل، رغم المخاطر الأمنية الكبيرة التي تصل إلى درجة الموت أحياناً برصاص جنود الاحتلال المرابطين على طول الخط الحدودي الفاصل إلى الشرق من القطاع، أو على أقل تقدير الحبس في سجون الاحتلال.

ورصد مراسل 24 في غزة حوالي 12 حالة تهريب أعلنت عنها السلطات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي، بواقع شابين أو ثلاثة في كل واقعة.

وحالة الشاب محمود صالح من مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، كانت من بين تلك الحالات التي نجحت في اجتياز السياج الحدودي الفاصل شرقاً، ولكن رحلته انتهت بين يدي جنود الاحتلال الذين ألقوا القبض عليه بعد دقائق من تجاوزه الحدود الشرقية للقطاع.

صعوبة المعيشة
وبزيارة قصيرة لمنزل عائلة الشاب صالح في مخيم جباليا تتضح الأسباب التي دفعته والعشرات غيره إلى المغامرة بحياتهم للخروج من قطاع غزة.



المنزل لا يتجاوز الـ 100 متر مربع ويحتوي على أكثر من 20 شخصاً بين طفل وشاب وفتاة، إضافة إلى الأب والأم العاجزين عن تقديم يد العون لأبنائهما في ظل ظروف القطاع الحالية.





وقال والد الشاب صالح لـ24 : "ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها محمود اجتياز الحدود ليصل إلى داخل الخط الأخضر للعمل، فقد نجح قبل ذلك وأيضاً ألقي القبض عليه وحكم عليه بالسجن المؤقت 6 شهور".

وعن الأسباب التي تدفع بشاب في مقتبل العمر إلى الموت على السياج الفاصل أضاف الوالد أن ابنه يبلغ من العمر 18 عاماً ولم يستطع العمل ولو لمرة واحدة في القطاع، ولم يدخل جيبه أي شيكل منذ فترة طويلة.

وتساءل "كيف يمكن أن أصف حالة ابني النفسية، فقد تمنى الموت أكثر من مرة، وفي كل ليلة كنت أراه يبكي في زاوية البيت دون أن أستطيع مساعدته ولو بالقليل".

بحثاً عن عمل
أما والدة محمود فقد كانت تنظر إلينا من بعيد بعيون تملؤها الحسرة على ابنها الذي ذهب ولا يعلم إلا الله متى قد يعود وقاطعتنا أثناء حوارنا مع زوجها وقالت: "محمود خرج بسبب البطالة".

اللافت في قصة عائلة صالح، أن محمود ليس أول فرد يحاول الوصول إلى إسرائيل بحثاً عن العمل، فقد سبقه في ذلك شقيقه الأصغر منذر 14 عاماً الذي ألقي القبض عليه بعد تجاوزه الحدود ولكن صغر عمره منع الشرطة الإسرائيلية من محاكمته على اعتبار أنه قاصر.

تجدر الإشارة إلى أن حالات التهريب إلى إسرائيل قد ازدادت في أعقاب حرب "الجرف الصامد" الأخيرة على قطاع غزة، فقد سجلت الدوائر الرسمية أكثر من 136 حالة منذ توقف الحرب وفق اتفاق الهدنة الموقع بين الفصائل وإسرائيل برعاية مصرية.