الاحتجاجات في فرغسون (أ ف ب)
الاحتجاجات في فرغسون (أ ف ب)
الخميس 27 نوفمبر 2014 / 14:11

هدوء في فيرغسون الأمريكية وغضب في لندن

تراجعت حدة التوتر مساء أمس الأربعاء في فيرغسون على ما يبدو، عشية عيد الشكر العيد العائلي الذي يحظى باحترام شديد في الولايات المتحدة، بعد إسقاط الملاحقات القضائية بحق شرطي أبيض قتل شاباً أسود، مما أدى إلى تظاهرات عفوية عمت سائر أرجاء الولايات المتحدة، ووصلت حتى إلى لندن.

وقال حاكم ميزوري جاي نيكسون إن "أعداداً كبيرة من قوات الأمن، ستعمل خلال عيد الشكر لحماية الناس والممتلكات"، معرباً عن ارتياحه لهدوء ساد الليلة السابقة بعد انتشار 200 عنصر من الحرس الوطني في المدينة.

كذلك قد يؤدي البرد والثلج الذي تساقط على المدينة، إلى التخفيف من اندفاع المتظاهرين الذين يحتجون منذ الإثنين، على قرار هيئة تحكيم شعبية بإسقاط الملاحقات القضائية عن الشرطي دارين ويلسون، الذي قتل في التاسع من أغسطس (آب) الشاب الأسود مايكل براون.

لندن
وترددت أصداء الغضب حتى في لندن أمس الأربعاء، حيث تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة الولايات المتحدة، وكرروا شعارات رفعت في فرغسون "حياة السود غالية" و "ارفع يديك ولا تطلق النار".

وعشية العشاء التقليدي لعيد الشكر الذي يجمع العائلات الأمريكية كل سنة يوم الخميس الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، جاء ذوو مايكل براون إلى نيويورك للصلاة مع عائلتي شابين أسودين آخرين قتلتهما الشرطة في الفترة الأخيرة.

وانضموا إلى زوجة ووالدة اريك غارنر، رب العائلة الذي يبلغ 43 (عاماً)، وقتل في ستايتن ايلند في يوليو (تموز) خلال عملية اعتقال متوترة، وحضرت أيضا صديقة أكاي غورلي، الاسود الذي يبلغ (28 عاماً) وقتل بطريق الخطأ الأسبوع الماضي، في غرفة الدرج المظلمة لمسكن في بروكلين برصاص شرطي مبتدئ.

مقتل صبي آخر
وتأججت مأساة فرغسون، من جراء مقتل صبي أسود في الثانية عشرة من عمره السبت في كليفلاند برصاص شرطي، بينما كان يلهو بسلاح زائف، فقد أطلق عليه الشرطي النار بعد ثوان على وصوله، كما تبين من شريط فيديو بثته الشرطة الأربعاء.

والحادث الوحيد خلال النهار حصل في سانت لويس التي تعد فرغسون إحدى ضواحيها، عندما فرقت الشرطة متظاهرين كانوا يريدون الدخول إلى دار البلدية واعتقلت ثلاثة أشخاص، كما ذكرت الشرطة.

المشاهير
وخفف من غضب سكان فرغسون أمس الأربعاء، عدد من المشاهير منهم نجم الهيب هوب راسل سايمونز، الذين أيدوا دعوة إلى مقاطعة "الجمعة الأسود" وهو اليوم السنوي للمبيعات في المتاجر، غداة عيد الشكر للاحتجاج على تبرئة الشرطي.

وكانت هذه التظاهرات سلمية بالإجمال، لكن الشرطة في لوس أنجليس اعتقلت أكثر من 180 شخصاً، أغلقوا طريقاً سريعاً، واعتقل أيضاً عشرات الأشخاص في نيويورك.

توتر عرقي
وأدت التظاهرات المشحونة بالتوتر العرقي إلى زيادة استثنائية لمبيعات الأسلحة، إلى أشخاص من البيض خصوصاً، في أحد ابرز مراكز الرماية في البلاد قرب المدينة الأمريكية الصغيرة.

وفي مركز "التيميت ديفنس فايرينغ رينج اند ترايننغ سنتر" في سانت بيتر قرب سانت لويس بولاية ميزوري، بات عدد قطع الأسلحة التي تباع يومياً يتراوح بين 20 و30، في مقابل ثلاث إلى خمس قطع يومياً في السابق.

وقد تستأنف التظاهرات بعد عيد الشكر، بعدما دعا الناشط الشعبي للحقوق المدنية آل شاربتون إلى يوم من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، السبت.

وأججت غضب المتظاهرين أيضاً المقابلات الأولى التي أجريت مع الشرطي، وقال دارين ويلسون الذي يؤكد أن الشاب الأسود هاجمه، أنه "مرتاح الضمير" وأنه قام بما يمليه عليه واجبه.

إلا أن ذوي الشاب الأسود يحتجون على هذه الرواية، وفي تصريح لشبكة (أن بي سي) قال مايكل براون سنيور "أولاً، كان ابني يحترم قوات الشرطة، ثم أي شخص عاقل يجرؤ على مهاجمة شرطي مسلح؟"، وأكدت والدته ليسلي ماكسبادن "لا أصدق أي كلمة قيلت ... لم يكن ممكناً أن يفعل ذلك، كان يسعى إلى تأمين حياته".