الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 / 11:25

بالصور: مخاوف من انتشار إنفلونزا الخنازير في غزة

24- غزة - محمد عـرب

حصل 24 على وثائق تؤكد إصابة عدد من الفلسطينيين بفيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1) في محافظات جنوب قطاع غزة، الأمر الذي كانت وزارة الصحة الفلسطينية تحاول إخفاءه.

وتابع مراسل 24 في قطاع غزة كافة خيوط القضية، وتأكد من وجود الفيروس في محافظات القطاع الجنوبية.

أول حالة وفاة
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر طبية وفاة المواطن أحمد الفرا بعد إصابته بالمرض، وعدم قدرة الطواقم الطبية في مستشفى ناصر بخان يونس على التعامل مع الحالة الصحية للمريض.



وأكد ابن عم المتوفى، عماد الفرا، أن وفاة أحمد كانت بسبب الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أنه دخل إلى مستشفى ناصر الطبي بسبب السعال، نافياً أن يكون تم اكتشاف الحالة منذ الدقائق الأولى.

وأطلع الفرا 24 على صور التقارير الطبية التي تؤكد إصابة المتوفى أحمد بالفيروس، وتشرح حالته الصحية وكيفية التعامل معها.

وقال الفرا بحديث مع مراسل 24 في غزة: "تفاجأنا في اليوم الثاني لدخول أحمد إلى المستشفى بأنه تم تحوليه من قسم الباطنة، إلى العناية المكثفة"، موجهاً أصابع الاتهام إلى الطواقم الطبية بمستشفى ناصر بالمسؤولية عن وفاة ابن عمه.



وعن الأسباب التي تدفعه إلى تحميل المسؤولية للطواقم الطبية قال الفرا إن "غرفة العناية المركزة في مستشفى ناصر أشبه ببازار يمكن لأي شخص أن يدخلها دون تعقيم، ووصلت نسبة الأوكسجين في دم ابن عمي قبل وفاته إلى 30%، ما يعني أن الأجواء التي وضع فيها كانت غير صالحة للعناية الطبية".

كما أشار إلى أن أحمد لم يأخذ جرعة من علاج (التامي فلو) المعروف بأنه يعطى لمرضى إنفلونزا الخنازير، لعدم وجوده في مخازن وزارة الصحة.

وقال: "بحثنا عن التامي فلو في كل صيدليات القطاع، ولم نجد سوى علبة واحدة فقط، طلب ثمنها الصيدلي 1000 شيكل (300 دولار أمريكي)، رغم أن تاريخ صلاحيتها منته منذ عام تقريباً".

ومن بين المصابين بالفيروس في القطاع أخصائي النساء والولادة بمستشفى ناصر بخان يونس محمد أبو علي، الذي بدأ يتماثل للشفاء بعد تلقيه العلاج في رام الله.



تجنب إثارة البلبلة 
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني برام الله أسامة النجار، أن هناك بالفعل إصابات بفيروس (H1N1) وصلت إلى رام الله من مشافي جنوب القطاع، مشيراً إلى أن الوزارة فضلت في البداية عدم إثارة البلبلة من خلال الإعلان عن انتشار الفيروس، خاصة أن عدد المصابين لم يتجاوز الأربعة.

وقال النجار: "كنا نعلم بوجود الإصابات في غزة، وهي 4 حالات تعالج في مستشفى المقاصد بالقدس، بعضها يتماثل للشفاء والبعض الآخر ما زال تحت العلاج المكثف"، مشيراً إلى أن الحالات الموجودة هي لكبار في السن أو مصابين بأمراض أخرى ما يجعل فترة علاجهم تمتد إلى عدة أسابيع".

وأبدى النجار استغرابه من التقارير الطبية التي تفيد بوفاة المواطن أحمد الفرا بغزة نتيجة إصابته بالفيروس، نظراً لاعتقاده بتوفر علاج التامي فلو في مخازن وزارة الصحة بالقطاع.

وقال: "الدواء متوافر في مخازن وزارة الصحة برام الله، ولا يوجد أي طلب رسمي من المخازن في القطاع بإرسال أي كميات من علاج التامي فلو"، محملاً المسؤولية "لبعض الموظفين الذي لا يكنون الولاء للحكومة العاملة، بل يعملون وفقاً لأجندات حزبية ضيقة".

الجدير بالذكر أن مشافي قطاع غزة تعاني من عدة أزمات، آخرها امتناع عمال النظافة عن العمل، الأمر الذي أدى إلى تكدس أكوام القمامة في أروقة المشافي والأقسام، مما بات يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض.