برلماني ليبي لـ24:  أي دور عسكري لمصر في ليبيا سيكون خلال المنظومة العربية (24)
برلماني ليبي لـ24: أي دور عسكري لمصر في ليبيا سيكون خلال المنظومة العربية (24)
الجمعة 19 ديسمبر 2014 / 17:14

برلماني ليبي لـ24: أي دور عسكري لمصر في ليبيا سيكون خلال المنظومة العربية

24 - القاهرة - أحمد علي

انتقد عضو مجلس النواب الليبي بالبرلمان العربي الدكتور عبد السلام نصية، مبعوث الأمين العام للجامعة العربية لحل الأزمة في ليبيا السفير ناصر القدوة، خاصة مع عدم عقده مقابلات منذ أن تم تعيينه في 18 مايو (أيار) 2014، مع مجلس النواب الليبي، الممثل الشرعي للشعب الليبي، وكذلك عدم زيارته لعدد من المدن الليبية المهمة، مشيداً في ذات الوقت بما يقوم به المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا "برناردينو ليون"، الذي وصفه بأنه أكثر نشاطاً وتأثيراً وحضوراً على الساحة الليبية.

ودعا "نصية"، في حواره مع 24، إلى الحوار الوطني في ليبيا مع السياسيين، مشدداً على أنّه لا مكان للحوار مع "المجرمين الذين يقتلون الشعب الليبي على الهوية"، مُقراً بوجود تنظيم داعش في ليبيا ليس بالضرورة بمسمَّاه التنظيمي ولكن بالأفكار والأفعال الإرهابية... وإلى نص الحوار:

*بداية، ما هي الرسالة التي وجهتموها أمام البرلمان العربي حول الأوضاع لديكم؟

- على صعيد العمل العربي طلبنا أن يكون البرلمان العربي بالفعل ممثلاً للشعوب العربية، وأن يرقى بمستوى هذا التمثيل، وبمعالجة قضاياه، وأن تكون قراراته ملزمة للدول العربية والشعوب العربية... وعلى المستوى الإقليمي والدولة الليبية، طلبنا إصدار بيان لتأييد مجلس النواب الليبي والحكومة المنبثقة عنه، كما طالبنا الأشقاء في الدول العربية، بمساعدة الشعب الليبي للخروج من هذه المحنة التي هو فيها.
كما طمأنا إخوتنا في البرلمان العربي، أن لدينا إرادة قوية لبناء دولة يسودها العدل والقانون في ليبيا، وأن هذه الإرادة إن شاء الله ستنتهي ببناء هذه الدولة.

*وهل ترى مشاركتكم في أعمال البرلمان العربي هو حصول على تأكيد لشرعية مجلس النواب الليبي؟
-الشرعية أخذها مجلس النواب الليبي من الشعب الليبي، في انتخابات 25 يونيو (حزيران) 2013، ونعتبر وجودنا في البرلمان العربي ممثلين عن ليبيا، بمثابة تأكيد لهذه الشرعية، من ممثلي الشعوب العربية نواب البرلمان العربي، وهذا فخر لنا وتأكيد على أننا جزء من هذه الأمة، التي تعنينا ونعنيها أكثر من أي أحد أخر.

*وكيف ترى الوضع الميداني في ليبيا؟
-الوضع الميداني جيد، والجيش الليبي بات يتقدم في مدينة بني غازي، لكن لا تزال مدينة طرابلس خارج سيطرة الدولة، ونتمنى أن تعاد السيطرة عليها قريباً، لكن في المجمل هناك تحسن.

*وماذا عن دعوات المصالحة الوطنية ومستقبلها؟
- لا أحد يعترض على الحوار والمصالحة في ليبيا، وأي عاقل يدرك أنّه لا مخرج من الأزمة الحالية في ليبيا إلا بالحوار، ولكن قبل هذا يجب ردع الظالم وإيقاف المجرمين، فلا يمكن أن يكون هناك حوار مع مجرم... لا بد للوصول إلى حل سياسي بتوافق الجميع، شرط أن يكون على أساس الشرعية والدستور والقوانين، وأعتقد أن الكل ينادي بهذا ونتمنى أن يكون هناك خير الأيام القادمة.

*وكيف تردون على اتهام مصر بالتدخل العسكري في ليبيا؟
- هذا غير صحيح، وهذا كلام يردده الانقلابيون، الذين انقلبوا على السلطة والانتخابات في ليبيا... مصر شقيقة كبرى والعرب لا شيء بدون مصر، وموقف مصر سياسي داعم للشرعية والبرلمان والحكومة، وصرحت به مصر علناً، لكن غير ذلك لن يكون لمصر أي دور عسكري في ليبيا، إلا من خلال المنظومة العربية ومن خلال طلب الشرعية الليبية... نحن نقدر موقف الإخوة في مصر، لأنهم عبّروا عن موقف سياسي داعم للشرعية في البلاد.

*وماذا عن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني إلى مصر في ظل العلاقات بين البلدين؟
-نحن إخوة ودائماً نعول على مصر ودورها الإقليمي في المنطقة، بما لها من تاريخ وحضارة وجيرة، ولا يمكن أن نستغني عن الدور المصري في دعم استقرار ليبيا، ومساعدتها بكل شيء من خبرات وتدريب وكذلك باقي الدعم العربي... هذه زيارة مهمة ويجب أن تتكرر، لكن الأهم عندي هو ما بعد الزيارة، وأن ننفذ ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة.

*وكيف تقيمون دور السفير ناصر القدوة مبعوث الأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا؟
- سمعت أن الجامعة العربية خصصت مبعوث لها إلى ليبيا وهو السيد ناصر القدوة، ولكن للأسف الشديد لم يكن له تحرك واضح أو كبير لحل الأزمة الليبية... في الحقيقة كنا نعول أن يكون تحركه أفضل من تحرك المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا "برناردينو ليون"، خاصةً وأن ليبيا قضية عربية ودولة عربية... كما كنا نتوقع أن يكون نشاط "القدوة" أكثر فعالية، باعتبار أنه على دراية وفهم وشعور بنا، لكن في الواقع "القدوة" دوره بسيط جداً، ولا يرقى إلى طموحات الليبيين والشعب العربي كمبعوث عن الجامعة العربية.

*وما المطلوب منه، برأيك؟
- أتمنى من ناصر القدوة التحرك بقوة في محاولة حل المشكلة، كما يتحرك المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون... هل تعلم أن ناصر القدوة لم يزر مجلس النواب الليبي في طبرق ولا مرة، كي يسمع من البرلمان الشرعي؟... هذه واحدة من المآخذ عليه... أيضاً لم يزر مناطق التوتر والدمار ليطلع على الوضع الإنساني، خاصة مناطق الزنتان ورشفانا وبني غازي وطبرق، كنا نظن أنه أقرب منا من أي أحد أخر وأننا نستطيع أن نتحدث معه بكل أريحية خاصة وانه مبعوث العرب... ، وفي المقابل زار "برناردينو ليون" الزنتان ومصراته وطرابلس وطبرق، واجتمع أكثر من مرة مع مجلس النواب، لكن القدوة لم يزر ولا مرة واستغرب حقيقة هذا الشيء.

*وهل ترى وجود لما يسمى بتنظيم الدولة أو داعش في ليبيا؟
- أعتقد أنه موجود وليس شرطاً بأسماء تنظيمية ولكن بالأفكار، فالإرهاب ليس مربوطاً باسم معين، ولكن بفعل ومن يفعله فهو إرهابي...، وأتصور أن تلك الأفكار تتواجد أكثر في مناطق درنة وبني غازي وغرب ليبيا.

*وهل تستطيعون مواجهة ذلك أم تحتاجون دعماً عسكرياً من التحالف الدولي للتصدي لمواجهة "داعش"؟
- نتمنى أن يحدث حوار ليبي وتحل المشكلة ليبيا، دون أن تكون هناك أي تدخلات خارجية، ولكن ما نخشاه أن يهدد المواطن الليبي أو أن يقتل على الهوية، فعند ذلك سنضطر إلى كل الوسائل التي تحفظ الدم الليبي، رغم أمنيتنا أن يجلس الجميع للتفاهم وبناء الدولة التي بالتأكيد خيراتها ستعم الجميع.