سيدا: موسكو تسعى لاستغلال وضع المعارضة السيء لتمرير مشروع إعادة تأهيل نظام الأسد(أرشيف)
سيدا: موسكو تسعى لاستغلال وضع المعارضة السيء لتمرير مشروع إعادة تأهيل نظام الأسد(أرشيف)
الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 / 17:47

رئيس المجلس الوطني السوري السابق لـ 24: لامجال لحل لا يُقصي بشار

24-القاهرة- محمد فرج

كشف رئيس المجلس الوطني السابق وعضو الائتلاف السوري المعارض عبد الباسط سيدا، في حوار مع 24، الدور البارز الذي تسببت فيه المواقف الغربية سلباً أو إيجاباً على الملف السوري، معتبراً أن هذه الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب "مُقلقة"، بسبب تركيزها على مواجهة داعش على حساب معالجة سبب الأزمة، أي نظام بشار الأسد.

استراتيجية التحالف غير ناجعة وغير فعالة ولاتعالج سبب المشكلة نظام بشار الأسد

 وقال سيدا في حديثه لـ24، إن الضربات الجوية للتحالف الدولي في مواجهة داعش فشلت في تحقيق الهدف منها بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بداية الضربات.

داعش والنظام
وقال المعارض السوري: "ما زال داعش قادراً على التمدد، والسيطرة على مزيد من المناطق، والقتال على أكثر من جبهة، ما يكشف افتقار الضربات إلى الفعالية اللازمة، وإلى الجهود الميدانية الفاعلة، بما أن المفروض هو أن يكون هدف القصف الجوي، تطهير الأرض من داعش، وهزيمته".

وأضاف: "من جانب آخر، تثير ضبابية الاستراتيجية المعتمدة في مواجهة داعش، إلى إثارة الكثير من الشكوك ما يضمن لداعش حاضنةً شعبيةً هامةً، تسمح له بالاستمرار وبالتمدد، والسيطرة على مناطق جديدة" وأكد في هذا الصدد على أهمية توفر: "استراتيجية واضحة لدى الائتلاف الدولي، تقوم على مناهضة الإرهاب بكل أشكاله، وبكل مصادره، بما في ذلك إرهاب النظام السوري نفسه".

وقال سيدا إن "إرهاب داعش، نتيجة لإرهاب النظام، وما لم يُعالج هذا الموضوع بالطريقة المناسبة سبتقى المشكلة قائمة، إذا لم تتطور في اتجاه أبعادٍ أخرى،وحتى إذا نجح التحالف الدولي في القضاء على داعش، سيعمد النظام إذا ظل قائماً بالتعاون مع المتحالفين معه، إلى خلق مجموعات إرهابية جديدة، لمساومة المجتمع الدولي وابتزازه".

ورغم وعي المجتمع الدولي بهذه الحقائق، إلا أن سيدا يرى أن "تقاطع المصالح، يؤدي إلى غض النظر عن العديد من المسائل، وسبق أن حذرنا من ذلك قبل ظهور الإرهاب بفترة طويلة، وقلنا إنه إذا بقيت الأمور على حالها فإن الإرهاب قادم، قلنا ذلك في وقت لم يكن فيه الوضع على هذه الدرجة من التعقيد، الذي نعيشه اليوم".

موسكو ووضع المعارضة
وفي سياق الكلام عن الجهود الدولية ودورها، مثل المقترحات الروسية الأخيرة، قال سيدا، إن "روسيا قوة دولية عظمى لها مصالح في المنطقة، ودور في الذي يجرى فيها، فغطت النظام سياسياً في مجلس الأمن، وزوّدته، ولا تزال، بالأسلحة، وأنقذته من الضربة الأمريكية التي كان أوباما يهدّد بتوجيهها، عند استعمال الكيميائي" وقال سيدا في هذا السياق:" تواصلنا دائماً مع الروس، لإقناعهم بالتفكير في علاقات مستقبلية على أساس احترام المصالح والتطلعات بين الشعبين السوري والروسي، ولكننا فشلنا في التأثير على الموقف الروسي".

وعن وساطة موسكو الجديدة، قال المعارض السوري: "هناك جهود روسية جديدة، لجمع المعارضة من مختلف الأطياف، لدفعها نحو التوافق على قواسم مشتركة، تمهيداً للجلوس مع النظام، ويبدو أن روسيا تستغل واقع المعارضة غير المريح، وضعفها نتيجة تدني مستوى الدعم من جانب الأصدقاء والأشقاء".

الحل سياسي وبلا بشار
ولكن ذلك حسب عبد الباسط سيدا، لا يشكل مخرجاً من الأزمة بما أنه "لا توجد في الوقت الحالي أي فرصة لإقناع السوريين بالقبول بإعادة تأهيل الأسد ونظامه، ورغم أن الشعب السوري عاجز عن تحقيق انتصار سريع على النظام، لكنه لن يستسلم، وسيتسمر في المقاومة، بعد أن امتلك القدرة على الصمود التحمّل، والخبرة المناسبة على امتداد أربع سنوات من الثورة، ومستفيداً من تردي أوضاع النظام الاقتصادية والعسكرية الميدانية".

وبسؤاله عن الحل للأزمة السورية، قال سيدا: "الحل العملي في سوريا، سياسي أو لايكون، وأن أي وضع لا ينتهي بخروج بشار الأسد وجماعته المسؤولة عن القتل والخراب في سوريا من العملية السياسية القادمة، ولن يكون مقبولًا لا من قبلنا ولا من عموم الشعب السوري" مشدداً على أنه في صورة التوصل إلى هذا الحلّ:" لن تكون لنا مشكلة مع أجهزة الدولة بأقسامها المختلفة، و لابد من طمأنة الجميع في المعارضة والموالاة، لكن بعد محاسبة القتلة".

 سياسة إيران
وعن الدور الإيراني في الأزمة السورية، قال سيدا إن:" النظام الإيراني يقف إلى جانب النظام السوري، ويغطيه سياسيًا، وعسكريا ومالياً" مضيفاً أن:"إيران قوة إقليمية هامة، نريد أفضل العلاقات معها وعلى أساس الاحترام المتبادل للمصالح والتطلعات، فالانتصارات العسكرية، لن تستمر في ظلّ موقف شعبي عربي وإسلامي يرفض السياسة الإيرانية في سوريا".

وضع صعب
وبتعرضه للائتلاف السوري المعارض، قال سيدا إن:"الائتلاف يعاني أزمةً كبرى، و بلغ الأمر ببعض الأطراف داخله إلى الاستقواء بالأشقاء لتعزيز مواقعهم ضمنه، الائتلاف، ما أدى إلى الاستقطاب الذي أضعف الائتلاف، وأنهكه، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه"، وأضاف أن "الائتلاف يعاني وضعٍاً صعباً لم يعرفه حتى المجلس الوطني السوري، حتى بعد تشكيك بعض الدول في مصداقية تمثيله".

وأردف قائلاً "سيكون تجاوز الائتلاف، إن حصل، ضربة كبيرة للعمل السوري المعارض، وذلك رغم أن الوضع الحالي للائتلاف مرفوض وغير مقبول إطلاقاً".