تتويج مصر بكأس أفريقيا (أرشيف)
تتويج مصر بكأس أفريقيا (أرشيف)
الخميس 29 يناير 2015 / 00:27

الأمجاد المنسية في الرياضة المصرية

يرتبط مفهوم الرياضة في وجدان المصريين بكرة القدم لدرجة تجعل البعض يظن أنها المجال الوحيد الذي تمكنوا فيه من حصد ألقاب، لكن التاريخ والواقع يقولان غير هذا، إذ أن "الفراعنة" نجحوا في رياضات أخرى وحققوا إنجازات عالمية تخطت حدود "القارة السمراء".

وتصاب الجماهير المصرية في بعض الأحيان بـ"حمى اهتمام موسمية" يتابعون فيها منتخباتهم ولاعبيهم في بقية الرياضات الأخرى، إذا ما تأهلت لبطولة عالمية، لكن هذا الحماس يبدأ في الخفوت تدريجياً مع أول سقوط سواء كان في الأدوار المبكرة أو المتقدمة.

وشعرت الكثير من الجماهير المصرية بالتفاؤل عقب الأداء المشرف لمنتخب اليد في دور المجموعات بكأس العالم الذي تحتضنه قطر، ثم تحولت كل كلمات الإشادة والاهتمام "الوقتية" بالفريق إلى انتقادات وتجاهل عقب خروجه في ربع النهائي على يد نظيره الألماني.

وتقول دفاتر وسجلات التاريخ إن إنجازات الرياضة المصرية، لا تقتصر على تلك التي تحفظها الجماهير عن ظهر قلب مثل التتويج بكأس الأمم الأفريقية في كرة القدم 7 مرات، أو ذهبية كرم جابر في المصارعة الأوليمبية بأوليمبياد أثينا، بل إنها تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك.

أبطال أوروبا:
يعد هذا من ضمن أقل إنجازات الرياضة المصرية شهرة وربما أغربها، إذ توج "الفراعنة" بكأس أوروبا لكرة السلة عام 1949، إذ كان نظام البطولة حينها يسمح بمشاركة دول مدعوة من خارج "القارة العجوز".

ولم يتعلق الأمر فقط بفوز مصر بالبطولة بل كانت هي الدولة المستضيفة، ولهذا الأمر قصة طويلة، إذ أن الاتحاد السوفيتي كان يفترض أن يستضيف نسخة 1949 بصفته بطل كأس أوروبا في نسخة 1947، لكنه اعتذر عن عدم المشاركة.

وتقرر حينها إسناد شرف التنظيم لمصر بصفتها صاحب المركز الثالث في نسخة 1947، لأن تشيكوسلوفاكيا وصيف هذه البطولة والتي كان يحق لها تلقائياً بعد اعتذار الاتحاد السوفيتي عن عدم  تنظيم نسخة 1949، كانت الدولة المستضيفة للنسخة السابقة.

وشارك في النسخة التي احتضنتها مصر 7 منتخبات ضمت بجانب "الفراعنة" دولتين عربيتين هما سوريا ولبنان، بجانب 4 منتخبات أوروبية هي فرنسا واليونان وتركيا وهولندا.

وفاز الفريق المصري باللقب عقب خوض مباراة الميدالية الذهبية مع فرنسا والفوز عليهم بنتيجة 57-36، مع العلم بأنه لم يوجد بالفريق سوى لاعب أجنبي واحد هو غابرييل آرماند كاتافاغو، كما أنه تمكن بعدها بعام في 1950 من احتلال المركز الخامس في كأس العالم لكرة السلة التي احتضنتها العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس.

المصري المجنس:
مثلما نجحت فرنسا في التتويج بكأس العالم 1998 بمنتخب أغلب لاعبيه من أصول أفريقية، وتأهل قطر لنصف نهائي مونديال اليد على أرضها بفريق أغلب قوامه مجنسين، فإن مصر لها 3 ألقاب في بطولات الغراند سلام الكبرى جاءت بنفس الطريقة.

ياروسلاف دروبني: الاسم يتحدث عن نفسه، فهو لا يحمل أي طابع مصري من قريب أو بعيد، لكنه على الرغم من هذا سجل اسم مصر في البطولات الكبرى للعبة الأمراء، حينما توج في 1951 و1952 ببطولة فرنسا المفتوحة و1954 ببطولة ويمبلدون.

وتحمل قصة دروبني في طياتها معلومات شيقة، إذ أن اللاعب كان رياضياً من الطراز الأول، بل وسبق له الحصول في 1947 على بطولة العالم لهوكي الجليد مع تشيكوسلوفاكيا، والميدالية الفضية في دورة لندن الأوليمبية عام 1948 في نفس الرياضة.

وكان اللاعب يتم استخدامه في صورة دعائية من قبل النظام الشيوعي التشيكوسلوفاكي حينها، لكنه سأم من الأمر وقرر الهروب من بلاده، إذ سعى في البداية للحصول على الجنسيات السويسرية والأمريكية والأسترالية لكنه فشل، حتى عرضت مصر عليه جنسيتها فوافق.

ولعب دروبني، الذي كان اللاعب الوحيد في عصره الذي يخوض مبارياته بنظارة طبية نتيجة لإصابة كان تعرض لها في عينه أثناء مسيرته في عالم هوكي الجليد، باسم مصر في التنس منذ 1950 وحتى 1959، لكنه كان مقيماً في بريطانيا التي لم يبدأ في اللعب باسمها سوى في ويمبلدون 1960 بعد حصوله على جنسيتها.

الهيمنة التامة:
وبعيداً عن سجلات التاريخ، فإن الرياضة المصرية حققت إنجازات أخرى "منسية" ليس بسبب البعد الزمني، بل غياب الاهتمام الإعلامي بصورة كبيرة جداً، وأخرها نجاح رامي عشور في حصد ثالث ألقابه خلال بطولة العالم للإسكواش، التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة.

ولا يتعلق الأمر في الإسكواش بانجاز فردي للاعب، بل بحالة أشبه بالهيمنة التامة على اللعبة، إذ أن لمصر في التصنيف العالمي للإسكواش 5 لاعبين في أول 10 مراكز.

وتعد مصر الأكثر تمثيلاً في قائمة العشر الأوائل بالتصنيف العالمي للإسكواش بهذه الطريقة، وتأتي بعدها إنجلترا بلاعبين اثنين فقط.

ويتصدر التصنيف اللاعب المصري محمد الشوربجي، فيما يأتي في المركز الثالث عمرو شبانة، والخامس رامي عشور، والسابع طارق مؤمن، والتاسع عمر مسعد.

ولا يتوقف الأمر فقط عند منافسات الرجال، بل يذهب أيضاً لتصنيف السيدات، إذ تعد مصر أيضاً الأكثر تمثيلاً في قائمة العشر الأوليات بأربع لاعبات، تليها كل من إنجلترا وماليزيا بلاعبتين.

وتضم هذه القائمة رنيم الوليلي في المركز الثاني، ونور الشربيني بالمرتبة الرابعة، وأيضاً نور الطيب في المركز الثامن، وأمنية عبد القوي في المركز التاسع.