الجمعة 30 يناير 2015 / 21:59

نصر الله في حسابات نتانياهو الانتخابية!!



يسعي نتانياهو بأقصى ما يستطيع ليجعل عناوين الانتخابات الإسرائيلية القادمة ذات طابع أمني ـ سياسي، ولهذا نلاحظ أن إيران وخطرها النووي أو حزب الله والتهويل في تهديده لأمن إسرائيل، أو حتى موضوع الإرهاب وغزة وحماس كلها مواضيع يطرحها يومياً في تصريحاته المتكررة ، وعملية القنيطرة ورد الفعل "المحسوب" لحسن نصرالله وحزبه عليها هي من الناحية العملية صبت وتصب في صالح هذا المخطط.

لربما كان نتانياهو يريد رد فعل أكثر عنفاً من نصرالله، مثل ضرب المدن شمالي فلسطين المحتلة بعدد من الصواريخ لأهداف منتقاة ليخلق أجواء عامة في اسرائيل تكون أقرب لأجواء الحرب التي سوف تساهم في دفع الجمهور الإسرائيلي المتردد للتصويت له ولحزب الليكود، لكن نصرالله ولحسابات مختلفة تتعلق بظروف لبنان وظروف إيران لم ينغمس تماماً، فيما خطط له نتانياهو وبخاصة من ناحية خوفه الدخول في حرب أخرى علي غرار حرب تموز 2006 التي أرهقت لبنان وأرهقت الحزب وقيدته بقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701.

ولذا كانت محصلة عملية القنيطرة والرد عليها في شبعا أشبه ما تكون بصفقة بين نتانياهو ونصرالله، حيث انتهت المواجهة عند معادلة الفعل ورد الفعل فقط، حصل خلالها نتانياهو على صناعة أجواء من الحرب تسخن معركته الانتخابية القادمة وتحرج خصومه، فيما أعاد حسن نصرالله إنتاج صورته أمام الشارع العربي والإسلامي كمقاوم لإسرائيل بعد أن غاص في وحل الحرب الطائفية في سوريا.

نتانياهو لن يتوقف عن صناعة هذه الأجواء حتى موعد الانتخابات وبخاصة في ظل حالة عامة في إسرائيل باتت تنظر للوضع الاجتماعي والاقتصادي على أنه يشكل الأولوية في الانتخابات القادمة، فقد أظهر استطلاع أجرته القناة العاشرة الإسرائيلية قبل أسابيع معدودة، أن 48% - تقريباً نصف الإسرائيليين- سيقررون لمن سيصوتون وفقاً لمسألة غلاء المعيشة ومواضيع الرفاه وهذا يعني أن على نتانياهو أن يقلق ويعد الخطط لمواجهة هذا الأمر الخطير داخلياً.

وهو ما يعني أيضاً أن مرشحين منافسين لنتانياهو أمثال موشيه كحلون الذي يركز في خطابه الموجه للجمهور الإسرائيلي علي غلاء المعيشة والبطالة والفقر ستزداد فرصه في الانتخابات القادمة في حال ما إذا كانت الأوضاع الأمنية والعسكرية بين إسرائيل من جهة وكل من حزب الله وحماس من جهة أخرى هادئة، وهو أمر أشك في أن نتانياهو سيتركه أو يتجاهله، بل على الأقل سيقوم بالتصعيد السياسي ضد الحركتين وضد إيران لكي يُبقي الأولوية لدى الناخب الإسرائيلي أولوية أمنية قبل كل شيء.

نجح كل من نتانياهو ويعلون في جعل عملية القنيطرة في الجولان السوري "ورقة انتخابية" بامتياز خاصة بعد أن نجحت تقديراتهم في أن رد نصرالله عليها سيكون محدوداً ولا يكسر قواعد الاشتباك المتبعة منذ عام 2006 والالتزام بالقرار 1701، واشعلت العملية ورد نصرالله عليها في مزارع شبعا الهواجس الأمنية لدى الشارع في إسرائيل ودفعت حتى المعارضة إلى الوقوف وراء القرار الذي سيتخذه نتانياهو.

خطاب نصر الله الذي تضمن تهديدات عدة لإسرائيل رغم اعترافه بعدم رغبة حزبه خوض حرب معها، كان هذا الخطاب هو الآخر من النتائج المهمة لصالح نتانياهو وأعطى الانطباع المطلوب وهو أن إسرائيل مازالت في خطر وأن الموضوع الأمني سيبقي الأولوية .

• نجح نتانياهو في استهدافه حزب الله في تغيير صورة حسن نصرالله من زعيم لحزب طائفي يدافع عن نظام طائفي في سوريا إلى زعيم للمقاومة خلال ساعات، وفي المقابل هاهو حسن نصرالله يزيد من أسهم نتانياهو كزعيم إسرائيلي يدافع عن أمن إسرائيل ومواطنيها، فهل هذه صدفة؟ أم تبادل للمنافع والمصالح؟؟