أعلام حزب الله في غزة (المصدر)
أعلام حزب الله في غزة (المصدر)
الأربعاء 4 فبراير 2015 / 00:30

تقارب حماس مع إيران وحزب الله يثير انقسامات داخل الحركة

يثير التقارب الواضح بين حركة حماس من جهة، وإيران وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، غضباً متزايداً بين شريحة عريضة من أنصار حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط مخاوف داخل الحركة من تدحرج الأزمة ووصولها إلى حدوث انشقاقات غير مسبوقة.

وبعد قطيعة استمرت لعدة سنوات عادت حماس لتطبيع علاقاتها بشكل كامل مع إيران، متجاهلة الغضب الشعبي من الدولة التي يري يرى الفلسطينيون في مجملهم أنها اليد التي تسببت بموت مئات الآلاف من السوريين على مدى السنوات الأربعة الماضية.

ومؤخراً شهدت علاقة حماس مع حزب الله اللبناني تقارباً بات قريباً لأن يصل لمرحلة التنسيق الكامل، مع غزل متبادل كان أبرز تجلياته الرسالة التي بعث قائد كتائب القسام الذراع العسكري لحماس "محمد الضيف" إلى الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله"، يعزيه من خلالها بقتلى الحزب الذين سقطوا في "القنيطرة".

وبعد أن ظل قادة حماس يؤكدون باستمرار وقوفهم إلى جانب الثورة السورية ومطالب الشعب السوري العادلة، يبدو أن الموقف انقلب تماماً، وعادت الأمور إلى طبيعتها مع إيران وحزب الله، وسط تقارير عن استئناف طهران دعمها المالي للحركة الإسلامية.

غضب عارم
هذا التقارب لم يتسبب بحالة من الغضب في الشارع الفلسطيني فحسب، بل في أوساط حماس نفسها، إذ لم يعد يخفى على أحد في الضفة الغربية وقطاع غزة وجود حالة من التذمر والاستياء بين أنصار حماس، وشعور بأن الحركة انحرفت عن المسار الصحيح، ولم يعد يُعرف ما الذي تريده بالضبط، وفي أي اتجاه تسير.

ووفقاً لمعلومات حصل عليها 24 من مصدر في حماس، فإن ثمة مخاوف داخل قادة الصف الأول في حماس من تداعيات خطيرة لعودة الحركة لحلفها القديم، مثل حدوث انشقاقات قد تحدث من قبل تيار واسع لا يؤمن بسياسات حماس الحالية، ويرفض بشكل قاطع التحالف مع إيران وحزب الله، مهما كانت المبررات.

ولعل ما يزيد من تلك المخاوف -بحسب مصدر 24- هو أن شريحة كبيرة من أنصار الحركة لم يعد ولائهم بنفس القدر الذي كان عليه في السابق لأسباب واعتبارات عديدة، من بينها عدم دفع الحركة لرواتب ومخصصات عشرات الآلاف منهم على مدى أشهر طويلة، ورهن مصير أعداد كبيرة من هؤلاء بحكومة الوفاق.

فقدان الولاء
لكن العامل الفكري يبدو أكثر بروزاً في هذا الجانب، فالحركة، كما تقول المصادر، لم تعد قادرة على إقناع أنصارها بمبررات تحولاتها المستمرة وإلقاء نفسها تارة في أحضان إيران، وأخرى في قطر، فيما ينمو وبشكل واضح تيار "سلفي" قديم داخل الحركة، تكاد لا تختلف أفكاره عن تلك التي تتبناها الجماعات المتشددة لـ"داعش" وغيرها.

وإزاء هذا الوضع، لا يستبعد المصدر تلاحق الأحداث داخل حركة حماس في الفترة القادمة، وصولاً إلى إعلان قادة في الحركة انشقاقهم وتكوين حزب جديد، على غرار ما حدث قبل سنوات حين انشقت مجموعة كبيرة عقب دخول الحركة في العملية السياسية وخوض الانتخابات، حيث ظهر تنظيم أُطلق عليه محلياً اسم "جلجلت".

ويقول المصدر إن حماس -التي كانت قوية داخلياً في غزة تمكنت من القضاء تقريباً على التنظيم الذي انشق عنها، وقام بعمليات عديدة وحاول في إحدى المرات اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر خلال زيارته لغزة- قد لا تبدو الآن بنفس القوة، وربما تعجز عن فعل الأمر ذاته.