الأربعاء 25 فبراير 2015 / 23:57

الفكر الذي يهددنا


إن المشاركة في "الحملة العالمية لمواجهة داعش" هي واجبة على كل مسلم محب لدينه لا يرضى له التشويه، وعلى كل شخص يؤمن بمبدأ الإنسانية. فلا بد من وقفة حازمة وجدية للقضاء على هذا التنظيم الذي يسمي نفسه بـ "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، لأن من يعتبر القتل يقربه إلى الله عز وجل لا يستحق أن يعتبر إنساناً.

في المقابل فإن ديننا الحنيف أوصانا بالمعاملة الحسنة والطيبة مع الآخرين وبالذات الغير مسلمين، فهذا هو المفتاح لقلوبهم والطريقة الصحيحة لتقريبهم للإسلام. فعندما كان الرسول يدعو الناس للدين، آذوه وضربوه حتى سال الدم من قدمييه الشريفتين، فقابل إساءتهم له بالمسامحة والمعاملة الحسنة، وقال لهم في فتح مكة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".


هناك العديد من الأمثلة على سماحة وعظمة ديننا الاسلامي لا يسعني ذكرها جميعها. من هذا المنطلق نحن كمسلمين لن نقف مكتوفي الأيدي أمام إجرام داعش وما يفعله من تشويه واستغلال لدين الله من أجل خلافة وهمية يريد أن يبنيها على جثث الأبرياء. فكل شخص يصمت عن هذا التنظيم المتطرف وهذا الفكر الظلامي هو مشارك وداعم له بطريقة غير مباشرة. لأن هذه الجماعات الإرهابية تعتبر انتكاسة فكرية لمجتمعاتنا وتمزق سياسي لدولنا وامتهان شنيع لديننا.


فمواجهة الفكر بالفكر لا تقل أهمية عن المواجهة الميدانية، والتصدي له يكون عن طريق حملات توعوية على جميع مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي المسموع والمقروء. فالأشخاص يموتون لكن الفكر لا يموت وانتشاره السريع يشكل خطراً على الأجيال القادمة. ومثل هذه الأفكار المتطرفة تستطيع أن تخلق لنا تنظيمات إرهابية مشابهة له, فبالأمس كانت لدينا القاعدة واليوم لدينا داعش.



لذلك، فإن بناء أجيال صحية من الناحية الفكرية يكون بتحصين الشباب والمجتمعات، بنشر الوعي الصحيح الغير المتشدد، فهو الحل الذي ستبصر العقول من خلالهبالمفاهيم السليمة للإسلام، ويعزز في النفوس حرمة الدماء ويحميهم من الانزلاق في هاوية الضلال والإجرام.