الجمعة 27 فبراير 2015 / 19:05

داعش.. بل اثنان أو ثلاثة وأكثر



في سوريا والعراق، داعش على جانبي الحدود، وداعش في دمشق. وفي اليمن داعش حوثي. وعلى جانبي مصر في سيناء وليبيا، هنالك داعش يترعرع. وفي لبنان داعش ممتد من جنوبه إلى بيروت متصلاً بطهران.

في سوريا، وفي الرقة تحديداً، عدَّل داعش المناهج السابقة، وتم إلغاء بعض المواد. أضافوا للرياضيات والفيزياء والكيمياء عبارات مثل "إن شاء الله". وتم إلغاء التاريخ والجغرافيا والتربية القومية والفلسفة. وفي اللغة العربية يُتوقع إلغاء الشعر. أما اللغات الإنجليزية والفرنسية فهي ملغاة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية. بينما يتسقط ناشطون في الرقة شائعات عن رغبة "وزارة التربية الداعشية" بتأجيل افتتاح المدارس الثانوية إلى حين إتمام الشباب الصغار في المرحلة الإعدادية دراستهم ليكونوا مغسولي الدماغ، وعندها تفتح لهم المدارس الثانوية والجامعية.

أما المعلمون، والمدرسون، فعليهم أن يتوبوا عن مبادئ حزب البعث حتى لو لم يكونوا بعثيين، ليتم استيعابهم في الملاك التعليمي لداعش. هذا بعد خضوعهم لدورات شرعية.

ألعاب الأطفال وتسليتهم في الروضات والمرحلة الابتدائية تمثلت في عرض أفلام على شاشات كبيرة لمشاهد المعارك والأناشيد الجهادية.

امتنع بعدها كثير من الأهالي عن إرسال أطفالهم خوفاً عليهم من تلك المشاهد.

في الجانب الآخر من دواعش سوريا، وهو النظام السوري، ننقل عن كتاب "غرفة في جبل شحشبو" (ص 69) لمؤلفه مصعب الحمادي، ودون تعليق: في 28 آذار 2011، وإثر إطلاق أول مظاهرة مناوئة للنظام في مدينة أفاميا (قلعة المضيق) في ريف حماة، وصل رئيس مفرزة الأمن العسكري في منطقة الغاب إلى سوق الحميدية ليجد عدداً من الشبان كانوا لايزالون متجمهرين هناك بعد انفضاض المظاهرة، فتوجه إليهم قائلاً: "شو بدكن بالمظاهرات يا شباب؟ يا أخي هي الآثار قدامكن... اطلعوا احفروها وشوفو رزقتكن أحسن من وجع هالراس".

في اليمن، لغة المنتصر بالسلاح هي الطاغية. هنالك داعشي آخر أكثر "شياكة" حتى الآن من الداعشيين الأول والثاني؛ داعشي يدعي الثورة ويجلس على طاولة مفاوضات يخفي تحتها سلاحه.

في سيناء، اقتصرت الداعشية، حتى الآن، على مهاجمة الجيش المصري. وفي ليبيا، هاجم التنظيم الوليد مصر بذبح 21 قبطياً مصرياً.

شعارا "باقية وتتمدد"، و"بالذبح جئناكم" احتل شاشات العالم. لكن رد الفعل لم يتجاوز عبارات الاشمئزاز والشجب، والكتابات الفياضة بالمشاعر المتعاطفة مع الضحايا.

داعش المتمدد يفعل الأفاعيل على الأرض، بالأمس في متحف نينوى، وقبل أمس يأسر ويسبي الآشوريين/ السريان في قراهم على نهر الخابور، بينما ينتقي الطيران الأمريكي نزهات طياريه في سماء بعيدة عن أرض داعش، ويخطط لمعركة على الأرض تمتد لثلاث سنوات، لكنه لم يقل متى ستبدأ. واختار من شعوب المنطقة الأكراد فقط ليكونوا الأمناء على الأرض، فارتاح الأمناء لحلم الدولة الكردية، وبدؤوا برسم خريطة غرب كردستان متضمنة منطقة تل أبيض (10 آلاف كم2) ليصلوا جغرافياً بين القامشلي وعين العرب - كوباني، علماً بأن عدد قرى الأكراد في هذ المنطقة 27 قرية من بين 630 قرية في منطقة تل أبيض (انظر إلى مقالة خليلي الهملو "المعركة المقبلة في تل أبيض... والأكراد يستعدون" – صحيفة الحياة – الجمعة – 27 فبراير 2015).

هذا داعش آخر مستتر.