الجمعة 27 فبراير 2015 / 20:24

فرنسا وبريطانيا ترفضان دعوات لإعادة العلاقات مع الأسد

رفضت فرنسا وبريطانيا اليوم الجمعة، أي اقتراح بإعادة العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقالتا إن هذا من المرجح أن يقضي على كل الآمال في انتقال سياسي ويدفع المعتدلين للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة.

وفي ظل صعود مقاتلي تنظيم داعش، يقول دبلوماسيون إن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تنتقد موقف باريس ولندن، وتقول إن الوقت ربما قد حان لاستئناف الاتصالات مع دمشق، في ضوء فشل الانتفاضة التي بدأت قبل 4 سنوات في الإطاحة بالأسد.

ورد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ونظيره البريطاني فيليب هاموند في مقال نشرته صحيفتا الحياة الصادرة باللغة العربية ولوموند الفرنسية، على من يطالبون بالتقارب مع الأسد قائلين، إنه "يستغل الخوف من تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا لاستعادة الدعم الدولي".

وأضاف وزيرا الخارجية "يستغل الأسد فظائع المتطرفين ليطرح نفسه شريكاً لنا في مواجهة فوضى بلاده، ويبدو أن البعض يميلون إلى ذلك قائلين إن ظلم الأسد ودكتاتوريته في وجه التطرف أفضل من الفوضى، لكن الأسد هو نفسه في واقع الأمر من يغذي الظلم والفوضى والتطرف، وفرنسا والمملكة المتحدة عازمتان على الوقوف معاً لمواجهة هذه الأمور الثلاثة".

وكان بعض السياسيين والمسؤولين السابقين في البلدين دعوا إلى استراتيجية جديدة أيضاً، وزار 4 مشرعين فرنسيين سوريا هذا الأسبوع، والتقى بعضهم مع الأسد، مما أثار جدلاً وطنياً حول القضية.

وقال القائد السابق للجيش البريطاني اللورد دانانت في السابق، إنه سيتعين على الدول العمل مع الأسد لهزيمة داعش، كما قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا في وقت سابق هذا الشهر، إن "الأسد يجب أن يكون جزءاً من الحل للصراع في سوريا".

وقال فابيوس وهاموند: "بعد سقوط 220 ألف قتيل واضطرار ملايين السوريين إلى النزوح، من الغباء والسذاجة افتراض أن غالبية السوريين على استعداد للعيش بإرادتهم تحت سيطرة من أحال حياتهم عذاباً، وسيكون عمدنا إلى تحطيم أحلامهم في أن يكون لهم مستقبل أفضل من دون الأسد عاملاً في تحول مزيد من السوريين إلى التطرف، ودفع المعتدلين نحو التطرف بدل العكس وتثبيت موطئ قدم الجهاديين في سوريا".

وكانت احتجاجات سلمية على نظام الأسد، تحولت إلى حرب أهلية تسببت في معاناة دفعت بعض الدبلوماسيين إلى تبرير الاتصال بدمشق، سعياً لحل سياسي.

وترى بريطانيا وفرنسا أن رحيل الأسد عن السلطة شرط مسبق لمفاوضات السلام، لكن انهيار نظامه صار أقل ترجيحاً مع استمرار الحرب دون حسم.

وكتب فابيوس وهاموند في المقال: "للحفاظ على أمننا القومي علينا هزيمة داعش في سوريا، ونحن بحاجة إلى شريك في سوريا للعمل معه لمواجهة المتطرفين، وهذا يعني تسوية سياسية تتفق عليها الأطراف السورية، وستكون هناك حاجة إلى حل وسط بين عناصر في الحكومة الحالية ومعارضين معتدلين نسبياً".