السبت 28 فبراير 2015 / 16:41

دايلي بيست: داعش يعتبر المسيحيين "أسوأ من القتلة"

24 - إعداد: فاطمة غنيم

تناولت الكاتبة سارة نعماني، في مقال لها نشره موقع "ديلي بيست" الأمريكي، معاملة تنظيم داعش للمسيحيين الذين يقعون في الأسر، مشيرةً إلى أن "التنظيم يستخدم تفسيره المتشدد لآيات في القرآن لتبرير هجماته على المسيحيين وإساءة معاملتهم".

داعش استخدم تفسيره للشرك لوضع "قشرة من الأيديولوجيا والتقوى" على اختطاف النساء من جماعة دينية أخرى

وذكرت الكاتبة أن اختطاف داعش لـ 90 مسيحياً سورياً هذا الأسبوع كان له وقع الصدمة في جميع أنحاء العالم، وكان مقاتلو داعش يعلنون لعدة أشهر أنهم يتبعون تفسير الإسلام الذي يبارك، حسبما يفيد القرآن (9 : 5)، "اعتقال وحصار" كل المشركين، ويرى داعش أن المسيحيين يندرجون تحت هذه الفئة.

وفي الفيديو الشنيع الذي يعرض إعدام داعش في ليبيا لـ 21 قبطياً مصرياً أخيراً، ومضت كتابات عربية على الفيديو (في الدقيقة 3:28 حتي 3:40)، تقول: "ينادون ربهم ويموتون مشركين".

استهداف المسيحيين
وترى الكاتبة أن الاستهداف الوحشي للمسيحيين يسلط الضوء على قضية لاهوتية عميقة بين المسلمين، وهي "الشرك" أو مساواة أي كائن بالله، وتعرّف الترجمات المختلفة للشرك بأنه "الوثنية" أو "تعدد الآلهة"، ويعود الشرك إلى الممارسات الشركية التي سادت قبل الإسلام في القرن السابع بمكة المكرمة، قبل أن يبدأ النبي محمد (ص) بالتبشير بإله واحد وعقيدة التوحيد.

وتتابع الكاتبة بأن القرآن يوضح أن الشرك "خطيئة كبرى" كما في الآية: "ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً" (4:48)، وفي الحديث، الشرك أسوأ من القتل.

وبينما ينظر معظم المسلمين للمسيحيين واليهود على أنهم أهل كتاب، فإن بعض العقائد المسيحية - مثل تأليه المسيح، بالاعتقاد في "الآب والابن والروح القدس"، وتبجيل القديسين وأيقونات مريم ويسوع - تجعل من المسيحيين هدفاً للمتطرفين الذين يعتبرونهم مشركين من هذا المنظور، كما يفعل داعش.

وتقول نعماني إنه "بالنسبة للمسلمين الليبراليين، من أمثالي، الذين يؤمنون برسالة القرآن "لا إكراه في الدين"، نرى الشرك في الواقع عبارة عن خطيئة مجازية تعبر عن عبادة الرذائل السلبية في هذا العالم، مثل العنف والقوة، ولكن هناك آخرين، من أمثال داعش، لديهم تصنيفات أخرى تعتبر جميع المسلمين في المذهب الشيعي والصوفي مشركين".

قشرة الأيدولوجيا
وأوضحت الكاتبة أن داعش استخدم تفسيره للشرك لوضع "قشرة من الأيديولوجيا والتقوى" على اختطاف النساء من جماعة دينية أخرى، وهي الأقلية العراقية اليزيدية في العراق وسوريا، حسب نشرة لمؤسسة "توني بلير للعقيدة"، وهي مجموعة غير ربحية تأسست من قبل رئيس الوزراء البريطاني السابق.

وفي الإصدار الرابع لمجلة داعش التي تحمل اسم "دابق" في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعنوان "الحملة الصليبية الفاشلة"، نشر داعش مقالاً بعنوان "إحياء الرق قبل قيام الساعة"، حيث برر فيه استعباده للنساء من الأقلية اليزيدية العرق من العراق وسوريا بقوله إن اليزيديين "مشركين"، وأن أوامر القرآن تحث على استعباد اليزيديين وبيعهم، كما كان يفعل صحابة النبي في القرن السابع، واستخدم التنظيم حديثاً نبوياً يأمر المسلمين بإعادة الرق كشرط لقيام الساعة.

وحثّت الكاتبة في ختام مقالها على ضرورة قيام قادة الفكر الإسلامي بالقضاء على هذا "التسييس" لمعنى الشرك، بما يجعل المسلمين في كل مكان يعيشون في تعايش سلمي دون أن يتحكم أحد في معتقداتهم، معتبرة أن "معظمنا يرفض بكل تأكيد أي تفسيرات للقرآن تُستخدم لفرض العنف ضد "المشركين".