الأربعاء 4 مارس 2015 / 10:01

ناشونال بوست: الاتفاق النووي الوشيك مع إيران يقدم تنازلات لطهران دون مقابل

24 - إعداد: ميسون جحا

تحت عنوان" لا تثقوا بطهران" رأت صحيفة ناشونال بوست، الكندية، بأنه على الطريق نحو التوصل لاتفاق شامل مع إيران بشأن برنامجها النووي، يكمن الشيطان في التفاصيل.

وتقول الصحيفة: "بالرغم من وجود عدة توقعات بأن تكون الخلافات بين القوى الخمس + ١، مجموعة القوى الكبرى التي تقودها الولايات المتحدة ، وبين إيران، قد ذللت قبل حلول الموعد النهائي في ٣١ مارس( آذار) الجاري، فإن الحقيقة البديهية توحي بأن من يعرفون لا يقولون، ومن يقولون لا يعرفون شيئاً".

عرقلة الاتفاق
وتلفت ناشونال بوست إلى أنه في حين "ينقل عن البيت الأبيض سعيه لعقد صفقة مدتها من ١٠ إلى ١٥ عاماً مع إيران بشأن برنامجها النووي، يهدد زعماء جمهوريون في الكونغرس بعرقلة الاتفاق عاجلاً وربما - خلال الأشهر الأخيرة من عهد أوباما، أو فور انتهاء رئاسته".

وتشير الصحيفة إلى أنه "تبعاً لعدة تقارير إخبارية مستندة لتسريبات من داخل المفاوضات، يمهد الاتفاق المعروض على إيران لتخفيف القيود على برنامجها النووي، ويرخي العقوبات على اقتصادها على عدة مراحل، خلال عشر سنوات على الأقل. وبالنظر لعزم أوباما على عدم السعي للحصول على موافقة الكونغرس بشأن أي اتفاق، خشية من احتمال رفضه، فإنه سوف يستخدم، عوضاً عن ذلك، سلطاته التنفيذية، وتنازلاته الأمنية لتعليق أية عقوبات بحيث لا يستطيع الكونغرس إبطالها".

هدف طويل الأجل
وتقول ناشونال بوست: "قد يستطيع أوباما تسيير الأمور بهذه الطريقة حتى عام ٢٠١٧، وقد لا يكون الرئيس القادم قادراً، أو غير مستعد لاستخدام تلك السلطات، ولكن إن كان ذلك الرئيس جمهوري، فمن الأرجح أن يدير حملته الرئاسية على أساس معارضة الاتفاق المذكور. لكن في حين يتركز الهدف الرئيسي من المفاوضات لإعاقة سعي النظام الإيراني للحصول على الأسلحة النووية، يلوح من خلال عناوين الأخبار نبرة الانتصار الحربي، والذي من شأنه أن يضع إيران على عتبة أن تصبح دولة نووية".

وتضيف الصحيفة: "لطالما كان هدف المجتمع الدولي القضاء على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، والتحقق من تدمير برنامجها النووي. ولكن، اليوم قاد هدف أقل طموحاً للقبول بمطالب إيران المتطرفة، والذي من شأنه إعطاء الفرصة الكافية لطهران لأن تنتج قنبلة نووية. ومن المتوقع أن تؤدي الصفقة للحد فقط من نشاطات إيران في تخصيب اليورانيوم لمدة وجيزة، وربما لمدة لا تزيد عن ١٠ إلى ١٥ عاماً. ومن المتوقع أن يسمح الاتفاق أيضاً لإيران بالاحتفاظ بما لا يقل عن ٦٥٠٠ جهازاً من أجهزة الطرد المركزي، إلى جانب الاحتفاظ بما تملكه من مواد إنشطارية متطورة، وإنهاء عمليات التفتيش".

قبول رسمي
وتقول ناشونال بوست: "كل ذلك يعني أن تحصل إيران على استحسان رسمي بكونها قوة نووية في ظل معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وفي تلك الحالة، سوف يسمح لطهران بتطبيق برنامج تخصيب صناعي غير محدود لليورانيوم يعتقد الخبراء أنه لن يكون بالإمكان وقفه. كما ينص الاتفاق المقترح على رفع جزئي للعقوبات التي كان لها الدور الأكبر في جلب إيران إلى مائدة المفاوضات، فضلاً عن رفع جزئي للقيود على برنامجها لتخصيب اليورانيوم، مما سيمنحها الفرصة لتسريع تسليح برنامجها خلال السنوات الأخيرة للاتفاق، وبالتالي إنتاج الأسلحة النووية بسرعة".

تخفيف مبكر للعقوبات
ووفقاً لرأي الصحيفة "كان الهدف من العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على قطاعات إيران النووية والبترولية والمالية والعسكرية، يرمي لدفع إيران للخضوع للقانون الدولي. ولكن، بدلاً من ذلك، منحت إيران تخفيفاً مبكراً من تلك العقوبات، مما عزز اقتصادها، وقلل من نسب التضخم داخل البلاد، وثبت قيمة عملتها. فقد منعت العقوبات، سابقاً، وصول مليارات الدولارات لتقوية النظام الإيراني، لكن تم التخلي عن تلك الفائدة دون مقابل يذكر".

مساع غير شفافة
وتقول الصحيفة: "بالرغم من ادعاء إيران بأن نشاطاتها سلمية الأهداف، فإن مساعيها لطالما كانت غير شفافة. فإن برنامجها النووي محاط بالسرية، إلى حد كبير، ويوحي بأن له أبعاد عسكرية، كما يمنع مفتشو وكالة الطاقة الذرية من الدخول إلى مواقعه الحساسة. وتقول وكالة الطاقة الذرية أنها عاجزة عن استنتاج بأن جميع المواد النووية في إيران مخصصة للأغراض السلمية".