السبت 21 مارس 2015 / 00:25

رحيل الكاتب الروسي الكبير فالنتين راسبوتين

24- إعداد: أحمد ضيف

بعد صراع طويل مع المرض، وقبل يوم واحد من بلوغه الـ 78 عاماً، رحل الكاتب الروسي الكبير، وأحد أبرز الأسماء الأدبية في القرن العشرين، فالنتين راسبوتين، عانى الكاتب الروسي من مرض السرطان ودخل العناية المركزة في حالة "كوما" قبل أن يودّع الحياة بيومين.

يعتبر راسبوتين عموداً رئيسياً في حركة "نثر القرية" التي ينتمي إليها كُتّاب مثل فاسيلي بيلوف وفيودور أبراموف، وهي الحركة السردية التي ظهرت في مرحلة "إذابة الثلج" وممثلتها نيكيتا خروشوف، وعلى عكس الواقعية الاشتراكية السائدة حينذاك، كانت تهدف لنقد المجتمع، إذ انتقد ممثلو هذا الاتجاه الأدبي من خلال أعمالهم وضع الفلاح والاختفاء التدريجي للقرى بأسلوب الحياة الروسي التقليدي وخصوصياته، وقدموا هذه الحياة الخاصة في صورة مثالية.

يمكن ضم فالنتين راسبوتين، بحسب "الباييس" الإسبانية، إلى البيئيين الأوائل في روسيا، إذ حارب فكرة تغيير الأنهار السيبيرية وناضل لحماية بحيرة بيكال، المهددة بالتلوث الصناعي.

كان راسبوتين، لأفكاره السياسية، قومياً ورجعياً، وجهاً مضاداً لجورباتشوف، وانتقد بشكل عام تحديث بلده، ما يمكن تفسيره بنظرة معادية لاختفاء قريته التي عاش فيها حتى سن العاشرة، وكان بالتالي، مناهضاً لليبرالية، ومعارضاً لمجتمع الاستهلاك، ومن أشد المعجبين بستالين، كما كان راسبوتين شديد التدين بعمق.

ولد راسبوتين في 15 مارس عام 37 في قرية أوست-أودا، في سيبيريا الشرقية، التي تحولت الآن لمحافظة إركوتسك، إذ عاش أول عامين في حياته، بعدها انتقلت عائلته إلى أتالانكا، درس بكلية التاريخ وفقه اللغة بجامعة إركوتسك، وفي تلك الفترة بدأ في كتابة أولى تحقيقاته الصحفية، وعقب الانتهاء من دراسته الجامعية عام 1959، عمل في جرائد متنوعة، ثم صدر كتابه الأول "أرض بجانب نفس السماء" عام 1966.

وأنتج راسبوتين عدداً من الأعمال، أهمها: قصة "دروس الفرنسية" 1973، والروايات القصيرة "عش وتذكر" 1974، "وداعاً ميتيورا" 1976، وكلها تحولت للسينما، كذلك من أبرز أعماله "أموال من أجل ماريا" 1976، وكان آخر عمل له في 2003.

واشتهر عنه حصوله على الكثير من الجوائز، منها جائزة دولة الاتحاد السوفيتي، وجائزة ديستويفيسكي.