السبت 21 مارس 2015 / 16:04

تقرير: شكوك حول تعهد أوباما بحماية إسرائيل

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إحدى المرات إنه "سيحمي إسرائيل دائماً"، لكنه قد يعيد النظر في هذا الوعد إذ يدرس مساعدوه الخيارات رداً على تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من حل الدولتين، لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه "بعد تحذير أوباما من أن الولايات المتحدة (ستعيد تقييم) علاقتها مع إسرائيل فإن الإدارة الأمريكية لا تعيد التفكير في الغطاء الدبلوماسي الذي تقدمه منذ وقت طويل لإسرائيل في الأمم المتحدة، فحسب وإنما تبحث أيضاً عدداً من الاحتمالات الأخرى للضغط على حليفتها التاريخية الوثيقة".

الاستيطان 
وقد يشمل هذا حماية إسرائيل بقدر أقل في المنتديات الدولية، وإيجاد سبل جديدة لتعزيز معارضة الولايات المتحدة لتوسيع المستوطنات اليهودية.

ومع استمرار المناقشات الداخلية أمس الجمعة فإن البيت الأبيض لم يتعجل فيما يبدو لتخفيف حدة أسوأ أزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ عقود، والتي تفجرت بعد إعلان الحملة الانتخابية لنتانياهو قبل انتخابه مرةً أخرى أن إقامة دولة فلسطينية لن تكون على جدول أعماله.

وأوضح البيت الأبيض لليوم الثاني على التوالي أنه "لا يثق كثيراً في جهود نتانياهو لتغيير موقفه منذ أن فاز بالانتخابات يوم الثلاثاء، إذ أكد على أنه يؤيد حل الدولتين الذي يمثل حجر الزاوية لسياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط".

لكن لم تظهر إشارة على أي خطوة وشيكة لتحويل لهجة تصريحات الإدارة الأمريكية الحادة ضد نتانياهو إلى تغيير ملموس في السياسة.

ونتيجة ذلك تساءل بعض المحللين عما إذا كانت واشنطن ستكتفي بوضع رئيس الوزراء الإسرائيلي في موضع الدفاع، بينما تلوح في الأفق مهلة آخر مارس (آذار) الخاصة بجهود تقودها واشنطن للتوصل إلى اتفاق إطار نووي مع إيران، وهو ما يعارضه نتانياهو بشدة.

وقال  السفير الأمريكي السابق في إسرائيل، دانيال كيرتزر إن "الإدارة تضع كل شيء على الطاولة باستثناء المساعدة الأمنية، وسيمنح هذا نتانياهو الوقت للتراجع عن تصريحاته بمصداقية أكبر".

وأضاف "لن أتوقع أيضاً أي قرارات قبل أن يصبح الموقف فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران أوضح".

أموال الضرائب
وفي الأحاديث الخاصة يدرك المسؤولون الأمريكيون أن العاصفة الدبلوماسية قد تؤدي إلى تفاقم الشقاق بين الإدارة والمعسكر القوي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة، وقد تثير المشاكل للديمقراطيين الذين ينتمي إليهم أوباما مع اقتراب الحملة الانتخابية الرئاسية في 2016.

 وعبر مسؤول أمريكي عن تشككه في أن تغير الإدارة موقفها تجاه إسرائيل بدرجة كبيرة، قائلاً إنه "رغم انزعاج البيت الأبيض من نتانياهو فإن الثمن السياسي الداخلي لإبعاد الأمريكيين الموالين لإسرائيل سيكون باهظاً بشدة على الأرجح".

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية: "لا أثق في إعادة التقييم".

لكن دينيس روس كبير مستشاري أوباما السابق في الشرق الأوسط قال إن "ضغط البيت الأبيض له دوافع أخرى أيضاً"..

وأشار إلى رغبة الولايات المتحدة في أن "تفرج إسرائيل عن أموال الضرائب الفلسطينية المجمدة وغير ذلك من بوادر حسن النوايا، وقال: " هناك جهد لممارسة النفوذ على الإسرائيليين حتى يتحرك رئيس الوزراء بشأن بعض الأمور عندما يشكل حكومة جديدة".

 الغطاء الأمريكي بالأمم المتحدة
وسيكون تغير موقف واشنطن في الأمم المتحدة من بين المخاطر الجسيمة على إسرائيل.

وتعارض الولايات المتحدة منذ وقت طويل جهود الفلسطينيين لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يعترف بالدولة الفلسطينية، ولوحت باستخدام حق النقض (الفيتو)، كما وفرت لإسرائيل الحماية من جهود لعزلها دولياً، لكن الحكومات الأوروبية الساخطة من تصريحات نتانياهو أثناء الحملة الانتخابية، ضد قيام الدولة الفلسطينية قد تنضم إلى مسعى جديد وراء مثل هذا القرار.

وقال  وهو عضو سابق في فريق أوباما في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ديفيد ماكوفسكي إن "السؤال هو هل ستفكر الولايات المتحدة في عدم استخدام الفيتو بدلاً من اتفاق للوضع النهائي مع الفلسطينيين؟".

وأضاف ماكوفسكي الذي يعمل حالياً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "لا يوجد شك أن هذا الأسلوب سيؤدي إلى عاصفة بين الحكومتين إذا مضى قدماً".

وقال مسؤول أمريكي إن "خياراً آخر قد يكون قيد البحث ومثيراً للجدل أيضاً، فربما يتضمن تقرير تقدمه الإدارة للكونغرس في الأسابيع المقبلة عبارات تنتقد البناء في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، وسيتناول القرار ضمانات القروض الأمريكية لإسرائيل، بما في ذلك المبلغ الذي ينفق على المستوطنات".

جرائم حرب
وليس من المرجح أن تغير واشنطن معارضتها لانضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية الشهر المقبل، لكنها قد تصبح أقل حدة في انتقاد الخطوة. وهدد بعض أعضاء الكونغرس بالفعل بالسعي لوقف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، إذا مضت الأخيرة في تهديدها بالسعي لتوجيه اتهامات جرائم حرب إلى إسرائيل، فيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة العام الماضي.

وتشمل الاحتمالات الأخرى أن يحجم أوباما عن اللقاءات الثنائية مع نتانياهو.

ولم يدع مسؤولو البيت الأبيض مجالاً كبيراً للشك في أن السفير الإسرائيلي في واشنطن، دون ديرمر، أصبح منبوذاً إلى حد كبير من قبل قطاعات في الإدارة، بسبب دوره في التخطيط للكلمة التي ألقاها نتانياهو أمام الكونغرس هذا الشهر، وانتقد فيها سياسة أوباما تجاه إيران.