الخميس 26 مارس 2015 / 13:17

عاصفة الحزم.. تغير موازين القوى

24 - إعداد: راما الخضراء

في منتصف الليل الأربعاء/الخميس، أعطى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز شارة البدء لانطلاق عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، بغارات جوية على مواقع عسكرية تسيطر عليها جماعة الحوثي في صنعاء، ضمن تحالف خليجي عربي لحماية الشرعية في اليمن، تلبيةً لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بحماية البلاد من المتمردين الحوثيين الذين أصبحوا على وشك الاستيلاء على عدن.

وكانت وسائل إعلام تداولت أمس الأربعاء، أنباء عن استعداد خليجي وعربي للتدخل عسكرياً، بعد أن باتت ميليشيات الحوثي على مشارف مدينة عدن إثر انسحاب اللجان الشعبية من مدخلها الشمالي، في وقت تضاربت فيه الأنباء عن مغادرة هادي البلاد.

 ووسط تسارع دراماتيكي للأحداث، قصفت ميليشيات الحوثي عدن والقصر الرئاسي مقر إقامة هادي، وسيطرت على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية بمحافظة لحج شمال عدن، وبينما أعلن إغلاق مطار عدن باليمن وإلغاء كل الرحلات لدواعٍ أمنية، قال الحوثيون إنهم اعتقلوا وزير الدفاع اليمني وبعض القيادات اليمنية الشرعية.

إعلان سعودي
في الوقت نفسه، أعلن المقاتلون الحوثيون المتحالفون مع إيران والرئيس السابق علي عبدالله صالح، عزمهم الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، وسادت أجواء التوتر والتحدي في المدينة التجارية المهمة التي يسكنها مليون نسمة، ليأتي الرد السعودي بالإعلان عن شن عملية عسكرية في اليمن ضمن تحالف إقليمي من 10 دول.

وتقتصر العملية حتى الآن على غارات جوية على عدة أهداف، لكن باقي القوات العسكرية بحالة تعبئة، وأعلن السفير السعودي بالولايات المتحدة عادل جبير أن التحالف "سيقوم بكل ما هو لازم" لإنجاز أهداف هذه العملية.

بيان خليجي
وستحمي 5 دول خليجية الرئيس اليمني من الحوثيين، الذين أصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن معقله التي لجأ اليها بعد فراره من العاصمة صنعاء.

وجاء في بيان للدول الخمس وهي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والكويت: "قررت دولنا الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية، التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق".

الدول المشاركة
ويشارك السعودية في "عاصفة الحزم" مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان، التي تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية إلى جانب الإمارات والكويت وقطر والبحرين.

وإلى جانب 100 طائرة سعودية تشارك في العملية، و150 ألف من القوات السعودية، تشارك دول الخليج والدول العربية الأخرى بطائراتها المقاتلة في تنسيق مع القيادة السعودية.

وبالنسبة لبقية دول مجلس التعاون، فتشارك الإمارات بـ 30 مقاتلة والكويت بـ 15 والبحرين بـ 15 وقطر بـ 10، أما الأردن فاستعدت قواتها بإرسال 6 مقاتلات إلا أنها لم تشارك حتى الأن في القتال، والمغرب 6 طائرات مقاتلة، والسودان 3 طائرات مقاتلة.

وأبدت دول مصر والأردن والسودان وباكستان استعدادها للمشاركة في هجوم بري، ولم يصدر تأكيد من الرياض حول العمليات البرية.

أما مصر فحركت عدداً من القطع البحرية العسكرية من السويس باتجاه جنوب البحر الأحمر في إجراء احتياطي، أعربت القاهرة عن استعدادها للمشاركة في الحملة جوياً وبحرياً وبرياً أيضاً إذا لزم الأمر، حيث بدأت عملياتها بقوات بحرية من خلال كاسحتي ألغام وفرقاطة ومدمره، وأما القوات الجوية فلم تحدد حتى هذه اللحظة.

فيما يشارك الأسطول المغربي بكامل قطعه البحرية في عمليات الحظر البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لم تبدأ المشاركة الباكستانية بعد رغم إعلان باكستان استعداد قواتها.

المواقع المستهدفة
وأهم الأهداف التي تم توجيه ضربات جوية لها هي قاعدة الديلمي والشرطة العسكرية والقصر الرئاسي والفرقة المدرعة الأولى والقوات الخاصة، قيادة قوات الاحتياط في صنعاء، قاعدة العند الجوية في لحج جنوبي اليمن، ومواقع عسكرية في صعدة معقل الحوثيين، وفق شهود عيان ومصادر أمنية.

وذكرت مواقع تابعة للحوثيين أن 4 مدنيين قتلوا جراء قصف منزلهم بالقرب من معسكر الصباحة بالعاصمة، وأعلن مسؤول في وزارة الصحة اليمنية، التي يسيطر عليها الحوثيون، مقتل 25 مدنياً وإصابة 40 آخرين في إحصائية أولية جراء القصف الجوي لـ"عاصفة الحزم" على حي السنبلة شمالي صنعاء.

النتائج الأولية
في أول بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، جاء أن العملية أدت إلى "تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الدليمي العسكرية الملاصقة لمطار صنعاء، وتدمير بطاريات صواريخ سام و4 طائرات مقاتلة".

وأشارت تقارير أولية، إلى أن القوات الموالية للرئيس هادي استعادت السيطرة على مطار عدن.

العملية أسفرت عن هروب قيادات عسكرية موالية لصالح من عدة مواقع في صنعاء، وبينها قاعدة الديلمي الجوية، قوات الاحتياط، معسكر القوات الخاصة، بالإضافة إلى معسكر ريمة حُميد، وذلك نتيجة للغارات.

في حين كانت المعركة تبدو محسومة للحوثيين وحلفائهم، فإن "عاصفة الحزم" ستغير موازين القوى بطريقة غير متوقعة، على أمل إعادة الأمن والاستقرار لليمن "السعيد" الذي مزقته الصرعات والحروب الدموية.