رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الخميس 26 مارس 2015 / 23:42

واشنطن بوست: ليس بوسع إسرائيل البقاء دون وجود دولة فلسطينية

24 - إعداد: فاطمة غنيم

قال الكاتب والمحلل السياسي دانا ميلبانك، في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه ليس بوسع إسرائيل البقاء دون قيام دولة فلسطينية، منوهاً إلى أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحتفظ بكل من هويتها اليهودية وديمقراطيتها في آنٍ واحد.

وأوضح الكاتب أنه في حال ضمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية ومنحت الفلسطينيين كافة حقوقهم كمواطنين داخل دولتها، لن تكون إسرائيل منقسمة بالتساوي بين اليهود والعرب، وإذا ضمت الأراضي الفلسطينية وقمعت حقوق العرب، لن تغدو دولة ديمقراطية.

اليهود سيصبحون مجرد أقلية
ولفت الكاتب إلى أن معدلات النمو السكاني ونسب المواليد الفلسطينية العالية تشير إلى أن اليهود سيصبحون مجرد أقلية داخل إسرائيل في غضون سنوات معدودة. ويشكك بعض اليمينيين المتشددين في هذه التقديرات ويؤكدون أنه بإستطاعة إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية والحفاظ على هويتها كدولة يهودية ديمقراطية، وينتمي هؤلاء إلى نوع الناخبين الذي كان يسعى نتانياهو لاستمالتهم عندما أعلن عن رفضه لفكرة الدولة الفلسطينية.

واستدرك الكاتب بقوله أنه لا سبيل لبقاء إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية في نهاية المطاف دون قيام دولة فلسطينية بجوارها.

وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل كانت على الدوام ملاذاً آمناً لليهود في أنحاء العالم كافة يمكن اللجوء إليه في حالة ظهور أية تهديدات ضد وجودهم، حيث يضمن قانون العودة، الذي سنته حكومة رئيس الوزراء السابق دافيد بن غوريون في عام 1950، منح الجنسية الإسرائيلية لجميع اليهود الذين ينتقلون للعيش داخل إسرائيل. وكان هذا القانون يهدف للحفاظ على بقاء إسرائيل كدولة يهودية، لكنه كان يعني وجود مكان آمن يمكن أن يذهب إليه اليهود بعد المحرقة والشتات والاضطهاد الذي عانوا منه طويلاً.

وعزا الكاتب أسباب ذلك إلى أن تصرفات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية، التي جرت مؤخاً، كانت وحشية للغاية. ففي مناورة ناجحة لجذب المزيد من أصوات الأحزاب اليمينية المتطرفة، تعهد نتانياهو بأنه لن يسمح ببناء دولة فلسطينية طيلة فترة بقائه في السلطة.

نية نتانياهو
وساعد هذا التصريح في كشف القناع عن الحقيقة التي شك فيها كثيرون، ألا وهي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يبالي بحل الدولتين. وسارع نتانياهو بالتراجع عن هذا الموقف عقب الانتخابات، مطمئناً القنوات الإخبارية التلفزيونية الأمريكية بأنه ما زال يؤيد حل الدولتين من الناحية النظرية.

ورأى الكاتب أن تريحات نتنياهو افتقرت إلى الصدق بشكل واضح، لكنها كانت مطمئنة نظراً إلى أن التخلي عن فكرة الدولة الفلسطينية يعني تدمير الدولة اليهودية.

وأشار الكاتب إلى أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، غولدا مائير، أبلغت نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل وقت طويل أن "السلاح السري" الذي تمتلكه إسرائيل يتمثل في عدم امتلاك اليهود لمكان آخر يذهبون إليه.

ولفت الكاتب إلى إن اليهود يعيشون في أمن وسعادة داخل الولايات المتحدة اليوم، لكن من الممكن أن يتغير هذا الوضع، لذا كان تنصل نتانياهو من حل الدولتين حدثاً مروعاً بالنسبة لكثير من اليهود.

وأكد دانا ميلبانك أنه لن يكون هناك وجود لدولة يهودية دون حل الدولتين.