الجمعة 27 مارس 2015 / 09:23

قف عند حدّك

الخليج- شيخة الجابري

نقولها لكل من تسوّل له نفسه الاقتراب من أي حدود لنا، سواء حدود الخليج أو حدود الوطن، نقولها ومعنا الله تعالى قبل كل شيء، ثم قيادات قوية، واثقة، وقادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وحولها رجال أخلصوا و"صدقوا ما عاهدوا الله عليه" يقودون الأسراب نحو النهار، ويشقون ستر الليل وعتمة القلوب العجاف بالتوكل على الله، واليقين بالنصر، والتفوق، والإنجاز الحقيقي على الأرض التي يعيدها لأصحابها من دون فضلٍ أو منّة.

"قف عند خطوتك الأولى" نقولها لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الخليج، ومياهه، وحريته، فهذا الخليج واهب "اللؤلؤ والمحار والردى" سيرديهم جميعاً في قراره، وسيضعهم على حافة الانهيار الذي لا رجعة بعده، واليمن جزء من الخليج، في اطمئنان أهله اطمئنان لنا، وفي سلامهم سلام لنا، وفي حريتهم حرية لكل الشعوب المضطهدة، ويوم يقف العرب وقفة رجل واحد سيبزغ الفجر، ويطلع الصباح ناشراً الضوء والفرح.

إن "عاصفة الحزم" التي انطلقت تحفها عين الله التي لا تنام، وترعاها عنايته التي وسعت كل شيء رحمة، ومحبة، وسلاماً، هي العمل العسكري الذي سيردع الحوثي ومن هم على شاكلته وفي زمرته، وستعيد لليمن أمنه وأمانه واطمئنانه، وسيعطي لكل الذين يحاولون القفز فوق الحق، والحقيقة، درساً لن يستطيعوا نسيانه طول الدهر، وسيؤكد لهم أن اليمن ليس وحده، وأن هناك إخوة له وأشقاء دم وهوية وثقافة ودين مشترك لن يقفوا وقفة المتفرج أو المشاهد لما يحدث حولهم، بل إنهم سينتصرون للحق ولا شيء آخر غيره.

ولاشك في أن أبناء الخليج اليوم يشعرون بالفرح لهذه الهبّة العربية الواثقة، إننا نشعر بعودة الدماء العربية الخالصة إلى عروقنا من جديد، فها هي مصر إلى جانب الأردن والسودان وغيرها من الدول العربية تقف وقفة رجل واحد في سبيل نصرة الحق، وإعادة الأوضاع في اليمن السعيد إلى ما كانت عليه قبل العدوان الحوثي الغاشم الذي تدعمه إيران من دون اعتبار لجوار، أو علاقات دبلوماسية بينها وبين دول الخليج .
إنها هبّة الرجال الأوفياء، والقادة الحكماء الذين يعرفون تماماً أن لا صوت يعلو فوق صوت الوطن، والحق، فاللهم احفظ قادتنا وأوطاننا وأبناءنا في مهماتهم البطولية والإنسانية في المقام الأول، اللهم آمين.