الأحد 29 مارس 2015 / 08:44

الخيار العسكري بين الضرورة والرفض

عائشة سلطان - الاتحاد

تدخلان عسكريان حدثا مؤخراً في المنطقة العربية، شكك البعض في أهدافهما وشرعيتهما، بينما اتفقت معظم الدول والمؤسسات على أن حدوثهما كان ضرورياً بمقدار النتائج التي ترتبت عليهما

الأول هو تدخل الجيش المصري في الحياة السياسية المصرية بعد سلسلة مواجهات بين الإخوان والشعب انتهت بتنحية مرسي عن الرئاسة، وتحويله للمحاكمة، حيث يقبع اليوم في أحد السجون، وفض اعتصام رابعة العدوية بالقوة والقبض على قيادات الجماعة.

لقد جاء محمد مرسي لحكم مصر عبر صناديق الاقتراع ومثل لفترة محدودة الرئيس الشرعي للبلاد، ولكنه لم ينجح يوما في أن يكون رئيساً لمصر ولكل المصريين بقدر ما توحد مع انتمائه وأيدلوجيته الإخوانية، ما قاد البلاد لحالة اختناق سياسي واقتصادي واجتماعي مخيف جعل مصر على شفير حرب أهلية كانت تلوح في الأفق!

لولا تدخل الجيش (بعد فشل كل محاولات الإقناع والمفاوضات المباشرة معه للتنحي حفاظا على مصلحة البلاد) لكانت النتيجة حرباً أهلية طاحنة ولكانت مصر صورة أخرى للعراق وسوريا وليبيا! وهو الهدف الذي كان مخططاً لزج مصر فيه! لقد كان مبدأ دفع المفسدة وجلب المنفعة يقضي بأن يختفي مرسي من الحياة السياسية لتحل محله سلطة شرعية اكثر حرصا على وحدة وسلامة مصر، برغم المواقف المؤيدة لمرسي، التي يمكن تفسيرها وفهمها بسهولة!

الحدث الآخر هو الحملة العسكرية على اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، والمعروفة بـ (عاصفة الحزم) هذه الحملة لم تأت من فراغ، فبخلاف تدمير الدولة ووحدة المجتمع وزج اليمن في حرب أهلية داخلية مدمرة ستجعله نسخة مكررة من السيناريو السوري والعراقي، فإن محاولة الاعتداء على السعودية جنوباً وعدم رضوخ الحوثيين لأيٍ من نداءات العقل للحوار أو التفاوض والاستقواء بالمدد الإيراني هو ما قاد السعودية وبقية الدول للتدخل حماية لليمن ولتوازنات القوة في الإقليم وعدم ترك المجال لإيران للإضرار بمصالح الدول باستيلائها على باب المندب!

إن الحرب كريهة وبشعة، وهي خيار مرفوض وغير محبذ حتى لمن يتخذ قرارها، لكنها تبقى الخيار الأخير حين تغلق كل أبواب السياسة والدبلوماسية، الحرب في النهاية ليست سوى أداة من أدوات السياسة على صعوبتها وما تسببه من دمار وخسائر!