الأربعاء 15 أبريل 2015 / 14:04

جائزة حكيمة وفائز حكيم

إنه القائد الذي يدرك تماماً أن الثقافة جزء لا يتجزأ من بناء الإنسان والأوطان.

وبإعلان جائزة الشيخ زايد للكتاب عن اختيارها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شخصية العام الثقافية في دورتها التاسعة، فإنها تؤكد أن اختياراتها تذهب إلى أصحاب الإنجازات الكبيرة والعالمية على الصعيد الثقافي والإنساني.

وهل الثقافة إلا جزء من حضارة البشر؟

وكيف تتكون شخصية الإنسان القيادي بمعزل عن الثقافة؟ كيف يكون سياسياً ناجحاً وقائداً ملهما دون ثقافة وعلم ووعي؟

ومن يتأمل مسيرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يجد أن هذا القائد لم يكن في يوم من الأيام بمعزل عن الثقافة وحراكها في المجتمع، بل إنه أحد أهم المؤثرين في الحراك الثقافي المحلي والعربي والعالمي.

قرض الشيخ محمد بن راشد الشعر مبكراً، بشقيه الفصيح والنبطي، وكان لألغازه الشعرية النبطية التي يطرحها في الساحة دور كبير في حراك الساحة الشعرية في العالم العربي، كما كان في تفاعله شعرياً مع مختلف القضايا المحلية والعربية والعالمية، تأكيد على وعيه وإداركه بدور الشعر في تسجيل المواقف وتحليل مختلف القضايا.

إن الحراك الثقافي الذي شهدته -ولا تزال تشهده- دولة الإمارات تحت إشرافه واهتمامه ورعايته ودعمه وحضوره، يؤكد أن الثقافة تحظى لديه بمكانة غير عادية، وذلك على صعيد بناء الوطن والمواطن، ومد جسور التواصل مع الآخر، بما يحقق الرؤية الإنسانية المحبة للسلام والتسامح على مختلف الأصعدة.

وكل هذا الاهتمام والحراك الذي نتحدث عنه، يحظى بمتابعة حقيقية وفعلية من الشيخ بن راشد، إذ نجده حاضراً في قلب الأحداث الثقافية ومتفعلاً معها، فتارة يعلن عن مبادرة شخصية منه لخدمة اللغة العربية أو الثقافة بشكل عام، وتارة يعلن عن مشروع ثقافي للدولة، وتارة حاضراً في أمسية شعرية، وتارة في معرض للكتاب، وتارة في ملتقى إعلامي، وتارة في مهرجان ثقافي، يجلس مع الحضور، يناقشهم ويشجعهم ويتفاعل معهم.

إن المنظومة الثقافية التي يعمل الشيخ محمد بن راشد على ديمومة حراكها تقوم في جانب كبير منها على مشاركة كافة أجيال المجتمع وشرائحه فيها، بتفاعل وحضور مباشر منه. كما تقوم في جانب آخر منها على المبادرات المستمرة منه للاهتمام بالقضايا الفكرية والثقافية لمختلف الأجيال، وإعطائهم الفرصة الكافية لمساهمتهم في بناء المجتمع فكرياً وثقافياً.

هكذا تتكامل صفات القائد الناجح، وهكذا يبني القادة أوطانهم. هكذا ينشرون مبادئ السلام. هكذا يمدون أيديهم إلى العالم كي تعم المحبة بينهم، وكي يعيشوا في عالم مليء بالتسامح والأمان.

كل هذا ليس بمستغرب من قائد نشأ وعاش وتعلّم من مدرسة قائدين عظيمين، هما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراهما.

لقد ذهب اختيار الجائزة في دورتها الحالية إلى قائد كبير، حقق من الإنجازات الثقافية ما يجعلنا نهنئ أنفسنا على اختيار الجائزة له.