احتفالات بذكرى رحيل غابو الأولى في كولومبيا (أرشيف)
احتفالات بذكرى رحيل غابو الأولى في كولومبيا (أرشيف)
السبت 18 أبريل 2015 / 21:05

ماركيز يعيش مجدداً بين الكولومبيين

24- إعداد: أحمد ضيف

في الذكرى الأول لرحيل الكاتب الكولومبي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، بدأ الكولومبيون الاحتفال بحياته وأعماله بكل أنواع التكريم، ومنها قراءة كتبه.

وعرضت المكتبة الوطنية آلة كاتبة استخدمها الكاتب الحائز على جائزة نوبل للأدب، وكانت من نوع "سميث كورونا"، اشتراها عام 64 من مكسيكو سيتي، وكتب عليها عمله الأشهر "مائة عام من العزلة".

كما عرضت المكتبة الشهادة والميدالية التي تلقاها ماركيز عام 82 عند فوزه بجائزة نوبل، وهي الهدية التي تلقتها كولومبيا من عائلته، وفقاً لوصيته.

وتع هذه المكتبة، التي تقع في مركز بوغوتا، وكان غابو أحد روادها المستديمين ظهيرة كل سبت، لقراءة الشعراء العظام من العصر الذهبي الإسباني، وتضم 1200 كتاباً من طبعات مختلفة لكاتب نوبل، بالإضافة لأرشيفات سمعية خاصة به أو تتناول أعماله، ومن بينها 321 نسخة من ترجمات أعماله لأكثر من 20 لغة، ليجدها محبي الكاتب على شكل معرض كتاب مخصص لماركيز.

بينما فضلت باقي مكتبات كولومبيا، التي تتجاوز 1400 مكتبة، طؤيقة مبتكرة للاحتفاء، فقررت أن يلعب الأطفال والشباب على "آلة الذاكرة" في البحث عن تنشيط لمعنى بعض الكلمات التي استخدمها غابو في عالمه الأسطوري ماكوندو، وهو تدريب شارك فيه مئات الكولومبيين.
وكتب أحدهم أن "كلمة سلام تعني حالة تعيشها الأشياء حتى لا تموت أثناء المحاولة"، فيما كتب آخر أن "مكتبة هي مكان تعثر فيه على كل التعاويذ السحرية ضد التعاسة والضجر".

وفي مسقط رأسه أراكاتاكا، جرى الاحتفاء بذكرى رحيله الأولى، منذ الساعة الرابعة فجراً، حيث خرج مئات الأشخاص إلى الشارع في مهرجان غنائي راقص نظمته مؤسسة "الواقعية السحرية" والمحافظة وجامعة ماجدالينا.

وفي الصباح، كوّن أهل أراكاتاكا، خاصة الأطفال، مائدة مستديرة حول تراث غابو في مكتبة ريميديوس الجميلة، تكريماً لواحدة من شخصياته الفانتازية.

ووقت الظهيرة، اجتمع الكتاب والمؤرخون في المدرسة التي تحمل اسمه للحديث عن أثر قريته ومسقط رأسه في رواياته.

وفي مدينة بارانكيا، حيث بدأ غابو مشواره الصحافي، تم افتتاح منشأة شاهد فيها الزوار أشياء تنتمي لعالم ماكوندو، وفي وسط البلد، في بوجوتا الباردة التي وصفها الكاتب بأنها "أرض المطر المثلج حيث كان يعيش الشعراء"، أقام المهندسون جدارا شاهقاً وملوناً بصورة الفائز بنوبل متوجاً بكلمة "ماكوندو"، موزعة حروفها على بناية من ثمانية طوابق.

فيما أوضح العمدة جوستابو بيترا، المشرف على العمل، أنهم كانوا يريدون تكريم ماركيز وعالمه، إذ أنه "عالم كولومبي كاريبي، عالم ماكوندو، إنها الواقعية السحرية التي تبرهن أننا كنا عنيفون لأننا كنا في حرب، لكننا أيضاً كنا نستحق فرصة أخرى على الأرض".

وكل ذلك مجرد فاتحة، أما الطبق الرئيسي فسيبدأ الثلاثاء المقبل، عند فتح أبواب معرض بوغوتا الدولي للكتاب، إذ لأول مرة في تاريخه، وكسراً للعادة، قرر أن يكون ضيف الشرف هذا العام هي قرية ماكوندو الأسطورية.