جانب من النساء والأطفال الذين أنقذهم الجيش النيجيري أخيراً من براثن بوكو حرام(رويترز)
جانب من النساء والأطفال الذين أنقذهم الجيش النيجيري أخيراً من براثن بوكو حرام(رويترز)
الثلاثاء 5 مايو 2015 / 10:08

تقرير: تصدع في صفوف بوكو حرام لنقص الأسلحة والوقود

قالت نسوة أنقذتهن القوات النيجيرية من أيدي جماعة بوكو حرام، إن الجماعة الإسلامية المتشددة تتصدع بسبب تزايد التوتر بين مقاتليها العاديين وقادتها، نتيجة نقص الأسلحة والوقود.

قتلت الجماعة الآلاف وأجبرت 1.5 مليون شخص على النزوح عن منازلهم وأثارت احتجاجاً عالمياً حين خطفت أكثر من 200 تلميذة من بلدة تشيبوك

وخطفت الجماعة حوالي ألفي امرأة وفتاة العام الماضي، مع سعيها لإقامة دولة إسلامية في شمال شرق نيجيريا، صاحبة أكبر اقتصاد في أفريقيا، وأطلق الجيش سراح حوالي 700 امرأة على مدى الأسبوع المنصرم، مع زحفه إلى المعقل الأخير لبوكو حرام في غابة سامبيسا مترامية الأطراف.

بين الوقود والعصيّ
وقالت امرأتان من المفرج عنهن إن المتشددين بدأوا الشكوى للمحتجزين لديهم من نقص الأسلحة النارية والذخيرة الشهر الماضي، واضطر كثيرون منهم الى الاكتفاء بحمل العصي، في حين تعطلت بعض عرباتهم أو نفد منها الوقود.

وذكرت عائشة عباس (45 عاماً)، وهي أم لطفلين أخذت من ديكوا في أبريل (نيسان) الماضي، أن المقاتلين كانوا جميعاً يحملون أسلحة نارية في البداية، لكن أخيراً كانت لدى بعضهم فقط بنادق.

وأفادت امرأتان أنه حتى زوجة زعيم محتجزيهم، أدام بيتري، انتقدته صراحة ثم فرت، ووصفت إحداهن بيتري بأنه "قصير وبدين وملتحٍ".

استغلال الأطفال
ونقل 275 أسيراً أفرج عنهم إلى مخيم تديره الحكومة للنازحين في قرية مالكوهي، على مشارف يولا عاصمة ولاية أداماوا، وكان بينهم 61 فقط أكبر من 18 عاماً، وكان كثير من الأطفال الصغار يعرجون في سيرهم، فيما بدا عليهم الهزال.

وقالت النسوة إن الأطفال حبسوا، وأحياناً كان يحضر لهم طعام، وفي بعض الأحيان يضربون بقسوة.

وسمح للأطفال بالجري من مكان لآخر، أو أداء مهام لبوكو حرام، في حين كان يجري تدريب أبناء المقاتلين على استخدام الأسلحة النارية.

اعتراف
وذكرت بنت إبراهيم (18 عاماً)، من ولاية أداماوا الشمالية: "في أمسية في أبريل، وقف أتباع بوكو حرام أمامنا، وقالوا: قادتنا لا يريدون أن يعطونا ما يكفي من الوقود والبنادق، والآن الجنود يطبقون علينا في سامبيسا، سوف نترككم".

وأضافت: "هددونا، لكن بعد أن رحلوا كنا سعداء، ودعونا أن يأتي الجنود وينقذوننا".

وقالت النسوة إنه بمجرد أن لمح المتشددون طائرتي هليكوبتر تحلقان وقت الظهر في يوم الإنقاذ، بدأوا محاولة بيع النساء مقابل ما يصل الى ألفي نايرا (حوالي عشرة دولارات) لكل منهن، ونحو المساء اقترب الجيش ورفض المحتجزون الفرار مع مقاتلي بوكو حرام الذين بدأوا رجمهم بالحجارة، لكنهم فروا بعدئذ.

ألغام
ومنذ بدأت بوكو حرام حملتها العنيفة قبل ست سنوات، قتل الآلاف وأجبر 1.5 مليون شخص على النزوح عن منازلهم، وأثارت الجماعة احتجاجاً عالمياً حين خطفت أكثر من 200 تلميذة من بلدة تشيبوك العام الماضي.

ورغم أن الجيش النيجيري، الذي بدأ هجومه المضاد في يناير( كانون الثاني)، واثق من أنه طوق الجماعة في محمية سامبيسا الطبيعية، إلا أن الألغام ما زالت تعرقل الهجوم الأخير لتطهير المنطقة منهم.