الخميس 28 مايو 2015 / 17:33

هذه هي خصال النجباء



الأمر السار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بالإفراج عن المواطنين القطريين، عبر عن خصال من أنجبتهم صحراء العزة والكرامة والشأن الرفيع، فهذه هي الإمارات دائماً ما تكون اليد البيضاء ممدودة للشقيق والصديق، وهي الروح التي لا تضيق ولا تحيق، والقلب الذي يفتح أجنحة المودة، سعياً إلى عالم تسكنه ملائكة الرحمن، وإلى كون يبسط راحة الدفء والحنان للبعيد والقريب.

هذه هي الامارات وضعت نفسها منذ التأسيس أمام مسؤوليات الحفاظ على العلاقات السليمة والصحيحة مع جميع دول العالم ملتزمة بأخلاق المؤسسين، ذاهبة بأشواق المحبين نحو آفاق التلاحم والانسجام ودحض كل ما يؤرق وكل ما يفرق وكل ما يهرطق، متوازنة مع مسيرة الكواكب والنجوم، متوائمة مع نثر السحابات، وبث الأقمار وحث الأنهار.

الإمارات إذ تؤمن بذلك، فإنما هي تنطلق من مبادئ الدين الحنيف ومن القيم الإنسانية العالية، ومن تقاليد هذا الشعب العريق الذي بنى علاقاته مع العالم منذ الأزل على أسس الاحترام المتبادل وعدم التعدي على سيادة الغير، وعدم خيانة الشقيق أو الصديق.

هذه هي الإمارات عندما تعفو عن أبناء الشقيق، إنما تقدم درساً وافياً شافياً كافياً، لأن تكون هي المثال والنموذج وهي القدوة التي تحتذى في مجال التصالح مع النفس، وعدم الخوف من الآخر، بل إن الآخر يشكل فضاءً جديداً من خلاله تطلق الإمارات طيور محبتها ومن خلاله تحدق في الآفاق البعيدة، لترى مالا يراه الآخرون.

الإمارات بهذا القرار الشجاع، وهذه الخطوة المباركة إنما تقدم للوعي الإنساني رسالة مفادها أن الإنسانية بإمكانها أن تعيش بسلام ووئام إذ ما تخلصت من البغضاء والشحناء،وأن الإنسانية بإمكانها أن تصنع غدها المضيء إذا ما كشفت عن العتمة بمصابيح الوعي، وإذا ما هزمت الظلمة بقناديل المحبة، وإذا ما أجهضت أنياب الحقد بسلاح التسامح والتواصل بقلب صاف معافى من درن الضنك. الإمارات ستظل هكذا عوناً للشقيق، وصرنا للعلاقات بين أخوة الدم والتاريخ والمصير المشترك، لأن في وعي الإمارات أنه لاشي يفرق بين الأشقاء سوى الجهل.

الإمارات بهذا القرار إنما تفتح نافذة لحلم عربي ملون بأخلاق الذين يزرعون حقول الحياة بالتين والزيتون، وأجمل ما يجول في عمر السنين... حفظ الله الامارات و أهلها.