الدبابة الجديدة أرماتا عند تعطلها في الساحة الحمراء (أرشيف)
الدبابة الجديدة أرماتا عند تعطلها في الساحة الحمراء (أرشيف)
الخميس 28 مايو 2015 / 23:04

تقرير: هل تفلس روسيا بسبب دبابة؟

يُتوقع أن تنفق روسيا على قواتها المسلحة في 2015، أكثر مما أنفقته في أي سنة أخرى في تاريخه الحديث، منذ انهيار السوفياتي، وفقاً لمجلة فوربس، التي قالت إنها ستنفق ما يعادل 5.34 % من ناتجها الاقتصادي على الدفاع في 2015.

ويستند هذا التقدير على فرضية انكماش الاقتصاد الروسي بـ 3 %، وزيادة حقيقية بـ15 %  في القيمة الحقيقية للميزانية العسكرية.

تخفيض
ولكن تقديراُ آخر لصحيفة وول ستريت جورنال، واستناداً إلى بيانات حكومية روسية،  يؤكد أن الناتج الإجمالي المحلي الروسي، ربما ينخفض بـ 4.6%، خاصة بسبب انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية.

وبناءً على ذلك أعلن رئيس الوزراء، ديمتري مدفيدف منذ وقت قريب، ضرورة خفض الميزانية العسكرية البالغة 3.3 ترليون روبل، بـ5 %  أو 157 مليار روبل.

ولكن الأسوأ هو أن النفقات العسكرية، وفقاً لبيانات الميزانية في الأشهر الثلاثة الأولى من 2015، تجاوزت 9 % من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من السنة، أي أنها تقارب ضعفي المبلغ المنشور في مجلة فوربس.

وتسمح هذه الأرقام باستنتاج بسيط، يتمثل في أن روسيا لا تتحمل نفقات عسكرية  بهذا المستوى على المدى البعيد.

ويقول تحليل حديث لمركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات إن :"الاقتصاد الروسي الحديث ببساطة لا يدرّ موارد كافية لتمويل البرنامج الحالي لإعادة التسلح بين 2011 و 2020، ما يُقلص بدرجة خطيرة القدرة على تجديد عتاد القوات المسلحة الروسية بكفاءة".

إسراف
وفي هذا الإطار قالت مجلة "ذا دبلومات" إن السبيل الوحيد أمام روسيا لتموّل نفقاتها العسكرية المتزايدة في الوقت الحالي، اللجوء إلى صندوق الاحتياطي، الذي يوفر أموالاً ادخرها الكرملين على مدى السنوات القليلة الماضية عندما كانت أسعار النفط مرتفعة، لتخفيف آثار الصدمات التي يتعرض لها الاقتصاد.

 ووفقًا للخبير الاقتصادي سيرغيه غوريف، تستطيع روسيا بمساعدة صندوق الاحتياطي، الذي يعادل 6% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، أن تُبقي على عجز بـ 3.7 % لفترة تقل عن السنتين.

ومع ذلك يعترف الأكاديمي المولود في روسيا بأن هذه الحسابات ربما كانت مبالغةً في التفاؤل، إذا أخذنا في الاعتبار، إسراف الكرملين في الإنفاق على الدفاع.

ويقول: "أنفقت روسيا بالفعل أكثر من نصف ميزانيتها العسكرية الإجمالية لـ 2015، وعلى هذا النسق، سينفد صندوقها الاحتياطي قبل نهاية السنة".

الدبابة أرماتا
وينقل الخبير في مقال آخر نشر له حديثاً، ما قاله بعض المعلقين الروس عندما تعطلت أحدث دبابة قتال رئيسة في روسيا "أرماتا تي 14"، أثناء الاستعراض العسكري الكبيرفب موسكو في الساحة الحمراء في 9 مايو (أيار) عند الاحتفال بذكرى انتصار روسيا على ألمانيا النازية: "تملك الأرماتا قدرة تدميرية غير مسبوقة، فكتيبة منها قادرة على تدمير الميزانية الروسية بأكملها!".

وتخطط روسيا لإنتاج 2300 نموذج من الدبابة أرماتا "تي 14" بحلول 2020، علماً أن كُلفة الواحدة منها نحو 8 ملايين دولار.

 ويعتزم الجيش الروسي إحلال 70 %  من فيالق دباباته بالآلية الجديدة، لتحل محل الدبابتين الرئيستين "تي 72" و"تي 90".

 وبشكل عام دعت خطة الإنفاق العسكري الروسية إلى تحديث 30% من أسلحة القوات المسلحة في 2015.

ولفت تقرير المجلة، إلى تدشين الرئيس فلاديمير بوتين في 2010 مشروعاً ضخماً للتحديث العسكري بـ 20 ترليون روبل، لتجديد 70% من العتاد العسكري الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية بحلول 2020، بما في ذلك 50 سفينة حربية جديدة ، ومئات المقاتلات النفاثة الجديدة لسلاح الجو، والآلاف من الآليات الجديدة للقوات البرية.

ولكن بوتين اعترف في أبريل (نيسان) بأن: "صناعة الدفاع ليست جاهزة تماماً لإنتاج أنواع معينة من الأسلحة في الوقت المحدد" قبل أن  يضيف: "لكن البرنامج سيُنفذ بلا شك".

وحسب الخبير العسكري الروسي، ديمتري غورينبورغ، ربما ترغب روسيا في إبطاء الشراء، في انتظار تعافى أسعار النفط "ففي ظل تجاوزات التكاليف التقديرية، فربما لن تكفي الأموال المخصصة لبناء ما يريدون".

وأضاف الخبير الروسي:"إنهم لن يحصلوا على العدد الذي يريدونه من القطع، وربما يستغرقون وقتاً أطول في بنائها، ولكن البرنامج سيستمر كما هو الحال الآن".

تجمد
ولكن تقرير المجلة يرى أن استنتاج سيرغيه غوريف، الخاص بالإنفاق العسكري الروسي، في حال استمراره بالمعدلات الحالية، متشائم، إذ يقول: "إذا كانت روسيا عاجزة عن تحمل ميزانية دفاعية بـ 4 % من الناتج المحلي الإجمالي في زمن الرخاء، فكيف يمكنها إدارة مثل هذا المعدل المرتفع من الإنفاق العسكري اليوم،  مع انحدار أسعار النفط والعقوبات الغربية والركود الاقتصادي" قبل أن يُضيف:" ربما كانت حظوظ بوتين على وشك التجمد مثل "تي 14" في الساحة الحمراء".