الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الافغانية (أرشيف)
الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الافغانية (أرشيف)
الجمعة 29 مايو 2015 / 11:41

غلوبال بوست: مخاوف من عودة قاتل أول جندي أمريكي إلى أفغانستان

24. إعداد: ميسون جحا

بين أعشاب ضارة نمت داخل أسوار قلعة قديمة في مزار شريف في أفغانستان، هناك نصب صنع من الرخام الأسود تخليداً لذكرى جوني مايك سبان، أول أمريكي سقط فيما سيصبح لاحقاً أطول حروب خاضتها الولايات المتحدة.

وقد ورد في تقرير لصحيفة "غلوبال بوست" الأمريكية، بأن سبان (٣٢ عاماً)، كان جندياً سابقاً في قوات المارينز، من ثم خدم في وكالة الاستخبارات الأمريكية، سي آي إيه، وقد قتل في ٢٥ نوفمبر( تشرين الثاني) ٢٠٠١ فيما كان يحقق مع قرابة ٣٠٠ سجين من قوات طالبان، ممن عرضوا التفاوض، لكنهم خططوا لانتفاضة قتل أثناءها سبان بواسطة رصاصتين في الرأس.

حرب طويلة
وبحسب الصحيفة، كانت تلك الانتفاضة أحد أكبر المعارك التي شهدتها الحرب في أفغانستان، وقد تمت داخل حصن مصنوع من حجر طيني يصل ارتفاعه إلى تسعة أمتار، وقد بني في القرن التاسع عشر، واشتهر باسم قلعة جانجي، أي" بيت الحرب".

واليوم بات القائد العسكري لحركة طالبان سابقاً، والذي يعتقد كثيرون بأن كان مسؤولاً عن الأحداث التي قادت لمقتل سبان، طليقاً، ويخشى من احتمال عودته لشن هجمات جديدة داخل أفغانستان، تلك المخاوف عبر عنها أعضاء في الكونغرس الأمريكي، ومسؤولون في الحكومة الأفغانية ووالد سبان نفسه.

وتقول وزارة الخارجية الأمريكية "إنها تعمل على منع حدوث ذلك، حسب تعبير أحد المسؤولين الأمريكيين" والذي قال: "ليس من مصلحة أحد السماح لأمثال أولئك المجرمين بالعودة إلى ساحة القتال".

عملية تبادل
وتشير غلوبال بوست إلى أن القائد العسكري في طالبان الملا محمد فاضل، أطلق سراحه في العام الماضي من سجن غوانتانامو في عملية تبادل بين خمسة من كبار مسؤولي طالبان مقابل تحرير السيرجنت الأمريكي بوي بيرغدال بعد خمس سنوات أمضاها في السجن لدى حركة طالبان.

وكان بيرغدال خرج في عام ٢٠٠٩ من ثكنته وابتعد قليلاً فاختطفته شبكة حقاني واحتفظت به إلى أن أطلق سراحه في ٣١ مايو( أيار) ٢٠١٤، وهو نفس اليوم الذي نال فيه فضل، وأربعة زعماء آخرين من حركة طالبان، حريتهم.

وبناء على بنود صفقة وقعت بين الولايات المتحدة وطالبان، تم نقل فضل ورفاقه إلى قطر، حيث منعوا من مغادرة البلاد قبل مضي عام، وها قد جاء موعد سفرهم، ونتيجة لذلك يخشى عدد من الأفغان وآخرين من الجيش والاستخبارات الأمريكية أن يعود فضل إلى القتال، ويتساءل هؤلاء عن الحكمة من إطلاق واشنطن لسراحه.

انتفاضة القلعة
وبحسب الصحيفة الأمريكية، شغل فضل منصب نائب وزير الدفاع في حركة طالبان، وهو الذي قاد حوالي ٣٠٠٠ مقاتل إلى الخطوط الأمامية في شمال أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر.

 وكان من بين من كانوا تحت إمرته قرابة ٦٠٠ من المقاتلتين الأجانب في طالبان، ومعظمهم جاءوا من دول مجاورة، أوزبكستان وطاجيكاستان وباكستان، وهم الذين شنوا انتفاضة القلعة.

 وتشير وثائق وتقارير استخباراتية، وأخرى صادرة عن الكونغرس، وتتعلق بالتحقيقات مع فضل وزعماء آخرين في حركة طالبان، بأن الانتفاضة كانت بمثابة "حصان طروادة"، كما وصفتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي في تقرير نشرته في نوفمبر (تشرين الثاني) ٢٠٠٩.

وبكلمات أخرى، كانت تلك خطة للتظاهر بالاستسلام، ومن ثم السيطرة على مخزن للأسلحة في القلعة، واستعادة السيطرة على المنطقة، وإخراج أول دفعة من القوات الأمريكية وحلفائها وصلت إلى أفغانستان.

مناورة
وتلفت غلوبال بوست إلى تواجد فضل داخل القلعة قبل أيام من الانتفاضة في إطار مفاوضات استسلام لقوات التحالف الشمالي، وبعد تمرد السجناء، أعيد فضل إلى القلعة واعتقل فوراً بوصفه مقاتلاً مسلحاً، ومن ثم نقل إلى معتقل غوانتانامو،وقد ورد في مذكرة صدرت في ٢٣ فبراير( شباط) ٢٠٠٨، عن وزارة الدفاع الأمريكي، بأنه" في حال أفرج عنه سوف يعود السجين للانضمام إلى حركة طالبان، وسيقيم علاقات مع الميليشيات المناهضة للتحالف العسكري، والتي تشارك في شن هجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان".

وقد ثبت بأن فضل جمع ثروة مالية من خلال عمله الوثيق مع الحركة الإسلامية في أوزبكستان ومع شبكة حقاني.

ووفقاً لنتائج بحث صادر عن وزارة العدل الأفغانية، كان فضل مسؤولاً أيضاً عن عملية إعدام سريعة نفذت بحق مدنيين اتهموا بمعارضة طالبان، فضلاً عن تدمير عشوائي لمنازل وممتلكات ممن وصفوا بأعداء طالبان، وطرد مدنيين ما أدى لهجرة قسرية لما يزيد عن ٣٠٠ ألف شخص من منطقة وادي شومالي، شمال كابول.

ومن هنا، تقول غلوبال بوست، يزداد القلق في أوساط القيادة الأمريكية والأفغانية، بشأن احتمال عودة فضل وأربعة زعماء آخرين من طالبان إلى أفغانستان، ومواجهة سلسلة جديدة من المواجهات الدموية.