حاتم حافظ: أمريكا قامت على فكرة تغيير الهوية ونفي الآخر

انتهى الكاتب المصري حاتم حافظ من كتاب بعنوان "أمريكا.. حكايات التأسيس" وسلمه إلى دار "روافد" ليصدر قريباً.

يقول حاتم إن فكرة الكتاب مبنية على الحكايات المؤسِّسة للثقافة الأمريكية، معلقاً: "لحظة اكتشاف أمريكا نفسها كانت ملتبسة، وبالتالي تعريف الثقافة الأمريكية ظل ملتبساً طوال الوقت، والمدهش أن كولومبوس على سبيل المثال ظل حتى وفاته يتخيل أنه في الهند، رغم أنه كان في أمريكا".

صاحب مجموعة "بسكويت وعسل أسود" قال إن "كولومبوس ظل في كل مرة يذهب فيها إلى مكان جديد من أمريكا يسميه باسم جديد، في فترة كان يُطلق على الأماكن أسماء دينية، أسماء قديسين، ثم بدأ في إطلاق أسماء البلاط الإسباني عليها، وهو ما أسهم في تغيير الهوية، والمؤكد أن أمريكا قامت على فكرة تغيير الهوية ونفي الآخر أو إبعاده".

وخص حاتم 24 بجزء من مقدمة الكتاب: "بداية من عام 2000 تقريبا وجدتني مهتما بالطريقة التي تُصنع بها الحكاية. وأيضا بالطريقة التي تجعل من حكاية ما ممكنة أو غير ممكنة. قبلها بعشر سنوات تقريبا كنت قد وقعت في أسر قصة الخلق باعتبارها مفتاح حكاية العالم. النص القرآني بالخصوص كان دافعي لاقتفاء كل نسخة من القصة، في الأديان السماوية وغير السماوية. في كل حكاية نقطة ابتداء، ولكل حكاية عتبة ما، عتبة تجعل من الحكاية نفسها محتملة أو غير محتملة".

وأضاف: "ثمة حقيقة مهمة: الحكايات تُصنع. وهي تُصنع لتؤسس لنفسها ركنا في العالم. ما يعني أن الحفر في الحكاية يجعلنا نفهم لماذا صُنعت على هذا النحو، ولماذا كانت تلك الحكاية ممكنة. هذا الكتاب محاولة للحفر في الحكاية ـ أو الحكايات ـ المؤسسة لما سمي بـ "أمريكا". هذا الكتاب لاكتشاف هذه الحكاية، أو الحكايات".

كما يعمل حاتم على كتاب آخر بعنوان "إسلام أم إسلامات.. قراءة في الإسلام المعاصر". يقول: "بداية هذا الكتاب مجموعة مقالات نشرتها تباعاً في (أخبار الأدب) ووقتها قالت لي عبلة الرويني رئيسة التحرير في ذلك التوقيت إن عليَّ جمع تلك المقالات في كتاب واحد، وقد اقتنعت بهذا، وشرعت فيه فعلاً، وهو يدور حول فكرة الإسلام المعاصر، وهل هناك إسلام صحيح؟ كل طائفة تتحدث عن الإسلام بـ(ال) التعريف، ولا يوجد إسلام وحيد، ولهذا فإن الكتاب دعوة لتجاور كل صور الإسلام".