دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
الإثنين 1 يونيو 2015 / 16:29

إفتاء مصر: إثارة النعرات الطائفية وسيلة الجماعات الإرهابية لضرب المجتمعات والدول

24- القاهرة – عبدالله حماد

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن "إثارة النعرات الطائفية والعنصرية والصراعات المذهبية هي إحدى وسائل تنظيم «داعش» لضرب المجتمعات والدول وزرع الشقاق بين أبنائها وهدم السلام الاجتماعي والديني".

وحذر المرصد من هذه التنظيمات التي تأمل في أن تقوم مقام الدول، ولتتحول المنطقة العربية والإسلامية كلها إلى ساحة للاقتتال الطائفي والمذهبي مما يؤدي إلى الفوضى والدمار.

جاء ذلك رداً على تهديد تنظيم (داعش) عبر أحد أذرعه الإعلامية التي تسمى إعلام "ولاية نجد" للشيعة في السعودية بالقتل والتشريد، ودعوة أهل السنة في السعودية إلى قتل أبناء وطنهم من الشيعة أينما وجدوا، في مسعى جديد من التنظيم الإرهابي لإثارة الفتن والاضطرابات وهدم الدول والمجتمعات القائمة.

وأكد مرصد الإفتاء أن المواطنة تمثل رباطاً ورابطة تجمع كافة أبناء الشعوب معاً، من أجل الحفاظ على دولهم وصد الأخطار المحدقة بها.

وأضاف تقرير المرصد: "لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يسعى بعض المواطنين إلى قتل وتشريد البعض الآخر بدعوى الاختلاف الطائفي أو المذهبي، بل على النقيض تماماً، ينبغي أن يكون التعايش والتآلف والتراحم هو أساس العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، تجمعهم المصلحة العليا للدين والوطن، والدفاع عنه ضد ما يتهدده من أخطار، والسعي نحو تحقيق الصالح العام ودعم جهود الدولة في حفظ الأمن وتحقيق التنمية".

ولفت المرصد إلى أن تنظيم داعش يُعادي فكر المواطنة ويُحاربه بضراوة،لما يحمله المبدأ من أسس والتزامات تَحوُل بين التنظيم وبين تحقيق العديد من أهدافه، فالمواطنة تقوم على أساس المساواة في الحقوق والواجبات دون النظر إلى العرق أو المذهب أو اللون. 

وأوضح أن تنظيمات التكفير تقوم على الفرقة وإثارة النعرات والصراعات المذهبية والعرقية، وتقوم الحركات والتنظيمات التكفيرية على أسس الولاء للحركة والانتماء العرقي والطائفي والمذهبي في إطار دويلات متناحرة تنشر الفوضى والاضطرابات، لذا فإن تنظيمات التكفير تظل دوماً تُنكر المفهوم وتحاربه وتحاول القضاء على كافة الرموز الدالة عليه والمؤسسة له.

ودعا المرصد، في بيانه، كافة أبناء المجتمعات العربية إلى نبذ كافة الأفكار المتطرفة التي يحاول تنظيم (داعش) زرعها، والحفاظ على التماسك الوطني وقيم التآخي والتراحم السائدة بينهم، والوقوف خلف مؤسسات الدولة في جهودها لمكافحة هذا الفكر التكفيري الذي بات يهدد العالم الإسلامي كله، ويمثل خطراً محدقاً بالدول القائمة والكيانات الاجتماعية في مختلف أرجاء العالم الإسلامي.