السبت 4 يوليو 2015 / 22:44

الإرهاب يأكل أحلام البسطاء



الإرهاب يأكل أحلام البسطاء. والذي يجعلهم يصبرون علي عناء الحياة وتحملها هو حلم الأمان وحلم أن تصير حياتهم سعيدة في يوم ما. لا طعام ولا صحة ولا تعليم ولكنهم ينتظرون تحقيق أحلامهم، وكل ما يملكونه الآن هو الانتظار. وكل يوم تستطيع الجماعات الإرهابية أن تقتنص أحد أحلام البسطاء، يصنعون شبحاً يخيف من يفكر ضدهم وضد حلم الخلافة.

ما يحدث الآن هو تنفيذ ما وعدونا به في اعتصام رابعة، قالوا سنحرق مصر وهاهم يفعلون، يحرقون ويقتلون، لن ننسي البلتاجي وهو ويقول: "إذا انسحب السيسي وسلم السلطة لنا ولمرسي ستتوقف العمليات في سيناء الآن".. تهديدات مسجلة بالصوت والصورة، ولكن الجيش يقف لهم بالمرصاد، ستقول إنك تعترض علي بعض أفعال السلطة الحالية وأنا معك، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف، هو وقت التحدي والحرب ضد إرهاب غاشم، يأكل الأخضر واليابس، يأكل ابتسامة طفلة تنتظر والدها في النافذة ليرجع لها بعد عناء العمل طوال اليوم بلعبة فقيرة تسعدها، يأكل حلم فتاة في ليلة الزفاف وهي تنتظر فتاها بعد خدمته المقدسة في الجيش، هذا وقت التصدي للوحش الذي يكبر في العالم.

لقد وصلنا للمرحلة الأخطر في سيرة وتاريخ هذه الجماعات وهي محاولة استهداف شخصيات بعينها، لا أظن أن استشهاد المستشار هشام بركات سيكون الأخير بل سيكون الأول وأن لديهم أسماء يريدون التخلص منها، وهذه شريعتهم في الاختلاف، من ليس معنا فهو ضدنا، من ليس معنا فهو كافر بالضرورة لأنه لا يطبق أحكام الدين كما يزعمون، من ليس معنا لا يستحق الحياة ويجب قتله.

أفكار تدعو للظلام، أفكار ترجع بك إلى الماضي، أفكار لا تحب المستقبل، تقول لهم نريد حاكماً مصرياً يقود المرحلة نحو مستقبل أفضل يقولون لك نريد صلاح الدين الأيوبي، يالبؤس خيالهم الفقير .. كيف سنأتي لكم بالاموات ليحكمونا؟ أو تسألهم ماذا تريدون الآن؟ يقولون نريد محمد مرسي رئيساً، لا يملكون رؤى سياسية واضحة إنهم أغبياء لأن السلطة الآن ليست معهم ومحمد مرسي في انتظار الإعدام هو وباقي القيادات.

الفكر الذي يقتل الخازندار والنقراشي باشا والشيخ الذهبي والسادات وفرج فودة ويحاول أن يقتل نجيب محفوظ ويقوم بحريق القاهرة ويعتصم بميدان رابعة ويرسلون رسائل تهديد بإحراق مصر، هو نفس الفكر الذي يقتل هشام بركات ويقتل غيره، هو نفس الفكر الذي يقتل جنودنا في سيناء في رمضان وهو شهر حرم فيه القتال، هو نفس الفكر الذي يفجر مستشفيات الأطفال والعجائز والبسطاء.

سيقول أحدهم الآن وهو يقرأ المقال إن الإخوان غير باقي الجماعات الإسلامية، ولكني سأقول لك أيها الإرهابي الصغير إن الجماعات بعنفها خرجت من عباءة الإخوان، هناك من يفصح عن أفكاره وهناك من يتجنب الحديث وينفذ أفكاره الشاذة دون إعلان، فالإرهابي الصغير يتعلم ويتتلمذ علي يد سيد قطب إمام داعش الحقيقي.

لا وقت الآن إلا للحرب ضد الارهاب والقضاء علي،ه وبعدها سنختلف مع السلطة كما نشاء.