الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الأحد 5 يوليو 2015 / 23:32

فورين بوليسي: هل سينجح أوباما بتسويق الصفقة الإيرانية؟

24- إعداد: مروة هاشم

مع بدء العد التنازلي للوصول إلى القرار النهائي بمحادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، في ظل مخاوف البعض من أن رفع العقوبات عن طهران سيزيد من نفوذها داخل منطقة الشرق الأوسط، تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في مقال منشور على موقعها الإلكتروني، حول مدى نجاح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تسويق صفقة إيران النووية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حال الفوز في مفاوضات فيينا.

وترى فورين بوليسي أنه مع دخول محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران في مرحلة دقيقة تسبق اليوم النهائي المحدد للوصول إلى الاتفاق في 7 يوليو (تموز) الجاري، يستعد المسؤولون في إدارة أوباما لخوض الجولة النهائية في المعركة الإعلامية لتسويق الاتفاق النووي للشعب الأمريكي والكونغرس، الذي وصفته فورين بوليسي بأنه في حالة "انقسام عميق".

انقسام في الكونغرس
وتشير فورين بوليسي إلى وجود حملة سياسية إعلامية يقودها كل من المعارضين والمؤيدين للاتفاق النووي، ويرى المحافظون المعارضون للاتفاق أن الدبلوماسية الأمريكية التي تنتهجها إدارة أوباما مع إيران تشبه إلى حد كبير استسلام رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين لمطالب هتلر في ميونيخ.

وتذكر فورين بوليسي وجهات نظر عدد من الدبلوماسيين السابقين في إدارة أوباما ومنهم جيمس جيفري الذي يرى أن البيت الأبيض يقدم تفسيرات متناقضة ويتحدث بلهجة "استبدادية متغطرسة"، ويضيف جيفري أنه في ظل تمسك المسؤولين الأمريكيين بعقد الصفقة النووية مع إيران، فإنهم يذهبون أحياناً إلى الدفاع عن إيران والإصرار على أن طهران ستلتزم بوعودها.

ماراثون دبلوماسي
تصف فورين بوليسي المفاوضات مع إيران بأنها "ماراثون دبلوماسي" تعود بداية تاريخه إلى إدارة جورج دبليو بوش ويستهدف منع طهران من تصنيع أسلحة نووية في مقابل تخفيف العقوبات التي أصابت اقتصاد إيران بالشلل خلال الفترة الماضية.

وفي الوقت الذي تجادل فيه الخارجية الأمريكية أن هذا الاتفاق يحول دون حرب محتملة مع إيران ويمنعها من الحصول على قنبلة ذرية، يرى المعارضون لهذا الاتفاق، بما في ذلك مشرعي القوانين الجمهوريين، أن هذا الاتفاق المحتمل يقوم باسترضاء نظام خطير لديه طموحات إمبريالية.

انتصار سياسي قصير المدى
وتعتقد إدارة أوباما أنها قد نجحت بالفعل من الناحية السياسية عندما تغلبت على محاولة مشرعي القوانين الجمهوريين لعرقلة الصفقة في إبريل الماضي. وحسب ما تشير فورين بوليسي، إذا تم التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الثلاثاء سيتعين على الكونغرس مراجعته خلال فترة 30 يوماً، وإذا قامت غالبية الجمهوريين بالتصويت ضد الاتفاق، يستطيع أوباما استخدام حق "الفيتو" ضد أي اقتراح بالتخلي عن الاتفاق.

وتستبعد فورين بوليسي أن ينجح الجمهوريون في جذب ما يكفي من الديمقراطيين للحصول على أغلبية الثلثين اللازمة لتجاوز الفيتو الرئاسي.

وعلى الرغم من هذا الانتصار السياسي – الذي تصفه المجلة الأمريكية بأنه "قصير المدى" – فإن غالبية المؤيدين للاتفاق النووي يشعرون بالقلق من أن غياب الاجماع للحزبين على الاتفاق من المحتمل أن يخلق مخاطر في المرحلة المقبلة، لاسيما إذا تم انتخاب رئيس من الجزب الجمهوري خلال عام 2016.

محاولات استقطاب
وتلفت فورين بوليسي إلى محاولات استقطاب العلماء ذوي الخبرة في مجال الأسلحة النووية من قبل المؤيدين والمعارضين للاتفاق النووي لتعزيز أو انتقاد الصفقة المحتملة؛ إذ يجدون أنفسهم مطالبين بتقديم أراء حول المدة التي تحتاج إليها إيران لتخصيب اليورانيون وتصنيع الأسلحة النووية.

وتذكر فورين بوليسي أن بعض العلماء قد رفضوا بالفعل عروضا وإغراءات من الإدارة الأمريكية وبعض المعارضين للمحادثات، ويصرون على الحفاظ على استقلالهم.

وفي الوقت نفسه تصف الإدارة الأمريكية بعض العلماء بأنهم معارضون للاتفاق ومتشددون، ومنهم ديفيد أولبرايت الذي كان مسؤولاً عن معهد العلوم والأمن الدولي وكان يتتبع برنامج إيران النووي لسنوات.

ويرى أولبرايت، وفق ما ذكرته فورين بوليسي، أنه في ظل الحرب السياسية خلال المحادثات النووية والتصريحات الساخنة من الصعب تقديم تقديرات واقعية أو مناقشة حقائق، كما أن تفاصيل المحادثات معقدة ومتشابكة بشكل معقد، مؤكداً على أن عدم وجود إجماع بين الأحزاب على الصفقة سيكون له عواقب مدمرة.