اللاجئون في أوروبا (أرشيف)
اللاجئون في أوروبا (أرشيف)
الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 / 14:19

مجلة بريطانية: مخاوف شعوب أوروبا من أزمة اللاجئين

24 - إعداد: ميسون جحا

قارنت مجلة نيوستيتمان البريطانية، بين المواقف التي تتخذها أوروبا اليوم حيال المهاجرين المتدفقين على أراضيها، وما اتخذته حكوماتها من قرارات في ثلاثينات القرن العشرين عندما هرب آلاف المضطهدين من بعض الدول الأوروبية.

وتذكر المجلة بعدة تقارير نشرت يومها في الصحافة البريطانية، وبتأكيدات مسؤولين، على سبيل طمأنتهم لقرائهم، بأنهم لن يسمحوا لأولئك الهاربين بالدخول إلى بريطانيا تحت سمعهم وبصرهم.

نفس المصير
وترى نيوستيمان بأنه، وبالعودة إلى وقائع تاريخية يمكن معرفة المصير الذي آل إليه اليهود الذين منعوا من الحصول على ملاذ آمن، كما أنه يعبر اليوم معظم مسؤولي أوروبا وساستها عن غضبهم وأسفهم بشأن الهولوكوست، ويعاهدون أنفسهم بوقف كل ما يمكن أن يسبب بتكرار تلك المأساة.

وتقول المجلة "فيما تواجه أوروبا أسوأ أزمة موجة لاجئين شهدتها منذ الحرب العالمية الثانية، فإنها تشهد أصوات شوفينية تصم الأذان تخوف من الغرباء، والذين يمثلون أشخاصاً هاربين من فظاعات معاصرة، ولذا لا بد من إجراء مقارنة باللغة التي استخدمت لوصف الباحثين عن اللجوء، بما قيل بحق يهود سعوا للحصول على ملاذ آمن في ثلاثينات القرن الماضي".

حركة يائسين
وتوضح المجلة "يوحي موقف أوروبا تجاه أزمة اللاجئين الحالية بأنها تشعر بالخوف والتهديد من حركة جماعية لأشخاص يائسين، وهو شعور لا يقتصر على خوف السكان من أن يشاركوهم بما ينعمون به وحسب، بل الخوف من الفوضى والإخلال بالنظام العام".

وتتساءل نيوستيتمان "هل حقيقة كون أولئك اللاجئين من سوريا وليبيا والعراق وأفغانستان، وأنهم ليسوا من قارتنا، يقدم الحجة والمبرر لأن ندعهم عرضة للقصف في أوطانهم، أو للغرق خلال رحلتهم اليائسة إلى بر الأمان؟".

خلط الأوراق
ومن جانب آخر، تقول المجلة "يدور نقاش شعبي يجهل أصحابه حقائق ويخلط بين ثلاث حركات مختلفة، وهي حركة تنقل حرة للناس داخل حدود الاتحاد الأوروبي، وهجرة غير شرعية، ومأساة لاجئين قادمين من الشرق الأوسط، وفيما تعطينا سياستنا الخارجية المضللة، وعدم الاستعداد لإجراء أي تعديل للقوانين لمنحنا شعوراً بالمسؤولية تجاه الهاربين من المجاعة والصراعات، فإن مسؤوليتنا تجاه لاجئين قادمين من مناطق حربية تضعنا في مواجهة صريحة مع القانون الدولي".

التزامات
وبحسب نيوستيتمان، فإنه تبعاً لالتزامات بريطانيا ببرتوكول الأمم المتحدة للاجئين، فإن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين من الواصلين لأراضينا يحق لهم الحصول على اللجوء، ولكن المملكة المتحدة أخذت أقل عدد من اللاجئين السوريين من سواها من الدول الأوروبية، وفيما أقرت ألمانيا بأنها منحت حق اللجوء لقرابة ٤١ ألف طالب لجوء في عام ٢٠١٤ لوحده، فإن المملكة المتحدة قبلت أقل من ٧ آلاف لاجئ.

وتنبع المشكلة، برأي المجلة، لكون الإحساس بالتعاطف يتضارب مع شعور البريطانيين بالقيود الاقتصادية التي يواجهونها حالياً، وفي حين يعد الاقتصاد البريطاني أكبر خامس اقتصاد في العالم، يشعر البريطانيون بأنهم فقراء، وتحرمهم إجراءات التقشف من الشعور بالأمان، ولكن عندما يقابلون أشخاصاً يعانون من أزمات، فإن شعورهم الإنساني يطغى على كل ما عداه، وبالفعل روت امرأة بريطانية كانت تمضي إجازة في اليونان، كيف قدم الناس البسطاء هناك، والذين يعانون من فقر حقيقي، كل ما يملكونه لمساعدة آلاف من اللاجئين الذين وصلوا إلى تركيا.

سلطة الأمم المتحدة
وترى نيوستيتمان أن الاستجابة الحقيقة والصادقة للأزمة العالمية المتنامية تكمن في استعادة الأمم المتحدة لسلطتها في إدارة الصراعات الدولية، وهو دور قضى عليه توني بلير عندما دخل الحرب في العراق.

وتدعو المجلة لدعم جهود الأمم المتحدة لجعل حكومات العالم لا تتخذ قرارات مضللة تلبي مصالح تجار السلاح والحروب، كما وأنه هناك حاجة لأن يظهر صناع القرار في الاتحاد الأوروبي قدرتهم على التضامن، والتعاون في مسألة قبول اللاجئين، وإيجاد طرق آمنة لهم للحصول على حق اللجوء، وهو شيء لطالما دعت إليه بعض الأحزاب الأوروبية.