أيلان كردي وحيداً غريقاً على  شاطئ بدروم التركية (صحيفة لاستامبا)
أيلان كردي وحيداً غريقاً على شاطئ بدروم التركية (صحيفة لاستامبا)
الخميس 3 سبتمبر 2015 / 12:34

الطفل السوري الغريق هزم داعش ثم كبُل الإنسانية بالعار

لم تقتله مدافع داعش ولم تصبه تفجيرات انتحاريي التنظيم الذي فشل رغم كل الدمار الذي ألحقه بكوباني المدينة الكردية على الحدود التركية، في ملحمة لا تزال حاضرة في الأذهان حتى اليوم، ولكن أيلان كردي، ابن الثالثة الذي هزّ العالم وأصاب الإنسانية في مقتل، بعد أن انتشرت صورته على مواقع التواصل واحتلت الصفحات الأولى للصحف والمجلات، قضى على شاطئ المدينة السياحية التركية بدروم، بعد أن تبخرت أحلام والديه في الهجرة إلى أوروبا.

ولكن أيلان، شهيد الطفولة، على الأقل لم يرحل وحيداً كما أوردت صحيفة لافانغوارديا الإسبانية، وربما سيكون عزاء الطفل أنه رحل مع والدته ريحان، وشقيقه الأكبر غالب الذي لم يتجاوز هو الآخر الخمس سنوات من العمر، ليتركوا الوالد عبد الله لجنونه ووحدته وفشله في تأمين مستقبل أفضل لعائلته الصغيرة.

رفض كندي
وتقول الصحيفة إن عبدالله وريحان وبعد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها كوباني على يد داعش، نجحا في الخروج من المدينة الشهيدة في محاولة لتأمين حياة أفضل لأيلان وشقيقه غالب، وحاولا الحصول على اللجوء أو على تأشيرة دخول إلى كندا، ولكن الرد الكندي كان بالرفض.

وبعد هذا الفشل نجحت العائلة الصغيرة في الوصول إلى تركيا، وبعد أشهر من التيه في مخيماتها وفي مدنها تدبرا أمر الخروج إلى أوروبا على متن مركب لم يلبث أن غرق بعد مغادرته الساحل، لتنتهي العائلة في الماء، وأيلان على الشاطئ التركي، وحيداً في صورة أخرست الإنسانية وكبلتها بالعار إلى الأبد.