السبت 5 سبتمبر 2015 / 17:21

شباب إماراتيون: شهداؤنا مثالنا الأعلى

24 - الشيماء خالد

وقع خبر استشهاد 45 إماراتياً ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن، على أهل الإمارات، كخطب جلل، فدمعت عيون وغصت حناجر، إلا أن الفخر والاعتزاز بإنجازهم ودورهم المشرف طبعت الأجواء كذلك، بل ورفع خبر استشهادهم من حماس الشباب خاصة للدفاع عن موقف الإمارات ونهجها، 24 استطلع آراؤهم واستمع لما أرادوا قوله اليوم.

يقول محمد عبد الله (23 عاماً): "في عام 1982 قام الشيخ زايد بإعادة بناء سد مأرب لترتوي أراضي مأرب، وبالأمس روتها دماء شهداء الإمارات الذين كتبوا المجد على تلك الأرض".

ويعتبر عبد الله استشهاد الـ 45 جندياً نصراً من نوع خاص، فيضيف: "لأنهم رفعوا راية العز، وطالما رابطوا في نصرة الحق ضد المعتدين، إذاً هم منتصرون في كل الأحوال".

"وجهه أبيض والليالي سود"
ويعبر طلال ناصر (26 عاماً) عن حزنه قائلاً: "لا أعرف كلمات كافية تعطي هؤلاء الشهداء البواسل حقهم، أشعر بألم عظيم، عسى أن يصبرنا الله ويرحمهم".

وتقول أشواق المطوع (28 عاماً): "قلبي أخذوه معهم لساحات المعارك، ولكن رغم الألم، إلا أني سعيدة، نعم، فشهداؤنا قدموا أغلى ما يملكون فداء لمعاني الحق والعدالة ونصرة للأبرياء والمظلومين، وهم اليوم في أسمى وأعلى المراتب، في الحياة وما بعدها".

ويعود ناصر ليستجمع قواه قائلاً: "هذه الخسارة تزيدنا غضباً، ربما لم يتوقعه الحوثيون على الإطلاق، وأنا أكيد أن الرد الإماراتي قريب وحازم".

ويتفق مع هذا الرأي خالد الشامسي (29 عاماً)، الذي يقول: "رجال الإمارات لا يرهبهم الموت، يموت الرَّجْل فينا وَجْهَه ابْيض والليالي سود، حَياة الرجْل من دون المَعَزَّه ما لها خَانه، كما يقول الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ونحن فداء للوطن ولشيوخنا في الشدة قبل الرخاء".

بلاد العرب أوطاني
"صقور بلادي ردوا على فقدان شهدائنا اليوم بدك معاقل وأوكار الحوثيين، وكلي ثقة بالنصر"، تقول شيخة الكعبي (27 عاماً)، معبرة عن فخرها بالشهداء، وتضيف: "أثبتنا اليوم متانة وحدتنا، وتلاحم الشعب والقيادة، وتزيدنا هذه الأزمات عزماً وإصراراً على النجاح في أهدافنا".

ويقول طلال محمود (22 عاماً): "بأصوات عالية كنا نردد (وطننا من المحيط إلى الخليج)، شهداء الإمارات البواسل أثبتوا بأن بلاد العرب أوطاني وسوف نستمر، وأعتبر الـ 45 شهيداً إماراتياً فخراً لنا".

ويقول حارث علي (24 عاماً): "نعرف من البداية مغبة الحرب، ونفهم جيداُ موقف بلادنا، ونقف صفاً في مواجهة الطائفية والأخطار التي تتهدد الخليج والعالم العربي، لذا رغم الأسى أمام هذا الخطب الجلل، إلا أننا مستمرون بثبات، فنحن سيوف الإمارات".

سياسة الإمارات
ويعتبر طيف واسع من الشباب الإماراتي أن قرار بلادهم الاشتراك مع قوات التحالف العربي، نابع من خيار مصيري لحماية أمن الخليج، فتقول شما سلطان (26 عاماً): "نعيش من زمن في أمن وأمان، لكن الأخطار التي عصفت بالعالم العربي اقتربت من الخليج بطبيعة الحال، لذا لا مفر من الدفاع عن أمننا، وخير دفاع هو الهجوم، وأعلم جيداً أن سياسة الإمارات السلمية لم تقرر التحول للرد الحازم وخوض هذا الصراع، إلا بعد استنفادها كل الخيارات المطروحة الأخرى".

"لا يستطيع أحدهم المزايدة على تاريخ الإمارات المشرف في دعمها وإعزازها للكرامة العربية والإنسانية حول العالم، منذ الشيخ زايد وحتى اليوم، مما يعني أن خوض القتال في اليمن جاء امتداداً لعروبتنا ونخوتنا، ومسؤولية عميقة لا يمكن للإماراتيين تجاهلها"، يقول علي هاشم (29 عاماً)، الذي يضيف: "المنطقة تموج بأخطار كارثية، ظاهرة ومستترة، والإمارات تقاتل ببسالة لدرئها، والشهداء ثمن لا مناص من دفعه".

حاصر حصارك .. شعب الشهداء
وتقول عفراء سالم (25 عاماً): "شهداؤنا تعبير عن شموخ بلادنا، وتضحيتهم الغالية لن تنساها الإمارات أبداً، وهم كانوا يعرفون مخاطر مهمتهم لكنهم تسابقوا للعلياء، وصانوا العهد، وكلي فخر بأني أنتمي لهؤلاء الأسود".

وتضيف سالم: "الإمارات تمنح الغالي والرخيص للدفاع عن أمنها وأمن جيرانها، ولن يثنيها شيء عن تحقيق الهدف".

ويرى أيوب جاسم (27 عاماً)، الشهداء الإماراتيين مثلاً أعلى للكثير من الشباب اليوم، ويضيف: "بذلوا أراوحهم فداء لما آمنوا به وعاشوا لأجله، ونحتسبهم عند الله، وندعو لذويهم بالصبر، لكنهم أصبحوا نبراساً نقف له، ونودعهم ونحن نحييهم بكل إجلال".

ويضيف جاسم: "خسارتنا هذه نصر، والإمارات قادة وشعباً لن يندموا أبداً على ما مضوا فيه وحزموا أمرهم فيه وتوكلوا، فقد عزمنا على محاصرة كل من سولت له نفسه حصار أو تهديد أمن الخليج العربي، وها نحن نبذل الشهداء، وليعلم عدونا أنا لا نهاب التحول لشعب من الشهداء إن قالت الإمارات كلمتها".