الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 / 18:23

ناشونال إينتيريست: أوباما يوصي بحل الصراعات الدولية عبر المشاركة بقوات حفظ السلام

24. إعداد: ميسون جحا

في زحمة التركيز على اللقاء الذي جمع بين الرئيسين أوباما وبوتين، وخطب ألقاها زعماء في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقول صحيفة "ناشونال إينتريست" الأمريكية، بأنه قلما لوحظ اختيار أوباما لبحث قضية بذاتها، وهي مستقبل قوات حفظ السلام الدولية.

وتلفت الصحيفة بأنه مع كل الأضواء التي تستقطبها صراعات من سوريا إلى العراق وأفغانستان وصولاً لأوكرانيا، تتولى قوات حفظ السلام الدولية مهام مراقبة معظم النقط الساخنة حول العالم، وتزيد مهامها الحالية عن إثني عشر مهمة، ويصل مجموع جنود القوة لما يفوق مائة ألف جندي.

ويقوم هؤلاء الجنود، بدءاً من السودان إلى الكونغو وهاييتي وصولاً إلى لبنان بـحراسة وتدريب وحماية سكان محليين، وشيئاً فشيئاً، تتولى قوات حفظ السلام مهام إضافية مثل مهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وإن لم تكن جميعها مثمرة، كأي شيء آخر في الحياة.

ثناء
ونتيجة لذلك، تقول "ناشونال إينتريست"، أثنى الرئيس أوباما على جهود قوات حفظ السلام، فإنه وسواه من زعماء العالم ممن قادوا القمة يستحقون المديح لإقناعهم عدداً من الدول، ومنهم الصين، للتعهد بتقديم مزيد من الدعم لمهام مستقبلية، ومن الناحية النظرية على الأقل، تعهدت أكثر من 50 دولة بإرسال قرابة 30 ألف جندي إضافي للمشاركة في عمليات لاحقة.

ولكن، برأي الصحيفة، هناك بعض المعوقات. فقد كان تعهد أمريكا بالمساعدة في تنفيذ مهام مستقبلية محدوداً من حيث الحجم والمستوى، خاصة في وقت تعاني فيه معظم المهام من نقص التمويل سواء في عدد القوات أو العتاد.

وعلى سبيل المثال، في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وهي دولة يزيد عدد سكانها بمعدل الضعف، وبمساحة تزيد بعدة أضعاف عن مساحة سواء العراق أو أفغانستان، فإنه لم يخصص لها أكثر من 20 ألف عنصراً من القوات الدولية.

وبالمقارنة، تجاوز عدد قوات حفظ السلام في كل من العراق وأفغانستان عن مائة ألف جندي، ورغم ذلك، جاءت مقترحات الرئيس أوباما بزيادة الدعم الأمريكي لتركز على مجالات محددة، وهي رغم أهميتها وفائدتها، إلا أنها لا تعالج لب المشكلة الحالية المتمثلة في نقص قدرات قوات حفظ السلام الدولية سواء من حيث العتاد أو التدريب، أو عدد الجنود وقوات الأمن النظاميين.

تعهد
وتشير "ناشونال إينتريست" للتعهد الذي قدمه الرئيس أوباما خلال كلمته أمام المؤتمر الدولي في 28 سبتمبر( أيلول) عندما قال "بوصفها الدولة الأكبر مساهمة في دعم عمليات حفظ السلام الدولية، تنوي الولايات المتحدة مواصلة القيام بدورها، وقد أصدرت اليوم توصية رئاسية، وهي الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، من أجل توسيع دعمنا لعمليات حفظ السلام الدولية.

وكباقي الدول المشاركة اليوم في هذا الاجتماع، نحن نتعهد بتقديم موارد إضافية. وسنعمل على مضاعفة عدد الضباط الأمريكيين العاملين في عمليات حفظ السلام. وسوف نقدم الدعم اللوجيستي، بما فيه شبكة لا نظير لها للنقل البحري والجوي، وعندما تكون هناك حاجة ماسة، سنقدم المساعدة اللازمة، وسوف ننفذ مشاريع هندسية كبناء مطارات ومعسكرات للبعثات الجديدة.

كما سنعزز جهودنا للمساعدة في زيادة قدرات الأمم المتحدة، بدءاً من توفير أحدث التقنيات وصولاً للتدريب حول كيفية الوقاية من العبوات الناسفة.

لا قوات قتالية
وحيث لم يأت الرئيس أوباما على ذكر القوات القتالية أو حتى الشرطة العسكرية، تقول الصحيفة أنه "هناك بعض المنطق في تقديم أمريكا ما لا يستطيع آخرون تقديمه، ولكن حتى في تلك الحالة، تتمتع بعض القوات الأمريكية النظامية وقوات المارينز بمواصفات خاصة لا تتوفر لدى دول أخرى، بما يعني أن بوسع أمريكا أن تحدث فرقاً كبيراً في عدد من مهام حفظ السلام الدولية".

ويأتي على رأس تلك الأشياء ما عرف باسم ألوية المساندة الأمنية، وهي التي تشكلت وشاركت في مهام في العراق وأفغانستان، وتضم تلك الألوية 3000 مقر قيادة ووحدات استخباراتية، وقوات دعم جوي ورد سريع، فضلاً عن قدرات لوجيستية وهندسية.

ترياق
وبرأي ناشونال إينتريست، ليست الفكرة، بالطبع، حلاً أو ترياقاً يفيد جميع العلل. فإن هذه الفرق الاستشارية لا تستطيع حل مشاكل القيادات أو السياسات المحلية والوطنية، كتلك التي أصابت بعض أجزاء في العراق والآن القوات الأفغانية، ونتيجة لذلك، يجب أن تنشر تلك الفرق فقط عندما تكون الظروف السياسية هادئة نسبياً.

ولكن، كما ترى الصحيفة هناك قضايا هامة تستطيع مثل تلك الفرق الأمريكية الاستشارية إحداث فرق كبير، ومن الأمثلة الجيدة يمكن ذكر نيجيريا بصراعها الدموي مع تنظيم بوكو حرام، ولكنها اليوم برئيسها الجديد تبدو مصممة على إجراء إصلاحات تفضي للتصدي للمشكلة، ويمكن لأية مساعدة أمريكية تقدم هناك أن لا تكون جزءاً من مهمة دولية، بل تتم وفق ترتيب ثنائي.

جهد دولي
وتثني ناشونال إينتريست على الجهود التي قدمتها الولايات المتحدة، والتي تقول أنها كلفتها الكثير في الأرواح والمعدات والأموال، ولكنها ساهمت في تحقيق الأمن في مناطق كثيرة حول العالم.

ولكن، تقول الصحيفة "مع تضاؤل حجم مهامنا في العراق وأفغانستان عما كانت عليه سابقاً، عندنا اليوم فرصة لتقديم مساعدات متواضعة نسبياً في مناطق تجنباً الدخول إليها".

وتختتم الصحيفة، أن "بوسع أمريكا معالجة تلك النوعية من الصراعات دون اتباع النهج المكلف الذي شهدناه خلال السنوات الأخيرة في عدة مناطق في الشرق الأوسط".