• ذا ماتريكس يميناً في فيديو الطيار الأردني الكساسبة (ايل موندو)
    ذا ماتريكس يميناً في فيديو الطيار الأردني الكساسبة (ايل موندو)
  • يميناً لعبة كول أوف ديوتي يساراً إعادة نفس المشهد في اللعبة في فيديو عن معارك داعش(ايل موندو)
    يميناً لعبة كول أوف ديوتي يساراً إعادة نفس المشهد في اللعبة في فيديو عن معارك داعش(ايل موندو)
الأحد 29 نوفمبر 2015 / 01:01

تقرير: كيف ولماذا سطا داعش على هوليوود وإنتاجها السينمائي

بعيداً عن الجانب الديني الذي يحاول تقديمه في خطابه، يبقى داعش الذي يُدرك أنه لا وجود له بعيداً عن عالم الصورة والفيديو على الانترنت، في إنتاجه مقلداً رديئاً، رغم الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها والتي كشف بعضها في مجموعة من منشوراتها السمعية البصرية، ومهووساً بإعادة تمثيل أشهر إنتاجات هوليوود رغم خطابه المعادي لما تمثله هوليوود والثقافة الأمريكية عموماً، وفق ما كشفه تقرير للباحث الإسباني خافيير ليساكا، الباحث الزائر في جامعة واشنطن الأمريكية، والذي نشرته صحيفة ايل موندو الإسبانية.

ويكشف الباحث الإسباني أن داعش ومن أصل أكثر من ألف فيديو، لم يتعرض إلى الجانب الديني أو إلى القضايا الدينية الكبرى، بطريقة أو بأخرى إلا في أقل من 2% من إجمالي الإنتاج المنشور على الانترنت.

هوليوود وهارفارد بزنس سكول
ويكشف الباحث بالمناسبة الهوة العميقة بين خطاب داعش المعادي للغرب ولغيره من المسلمين، وتشدده الديني المزعوم، وبين ممارساته في الواقع، التي تجعل منه تنظيماً متطرفاً مهووساً بهوليوود في إنتاجاته السمعية البصرية الدعائية، وبآخر ما تتوصل إليه بحوث ودراسات بزنس هارفارد سكول، لإدارة شبكاته المالية الإجرامية والتنظيمية.

ويكشف الباحث أيضاً أن داعش، مهووس حقيقي بالأعمال السينمائية الأمريكية خاصة كانتان تارانتينو وروبرت رودريغز، وأفلام أمريكية شهيرة مثل"ساو"، و"ذا ماتريكس" وبألعاب الفيديو، مثل "غران ثيفت اوتو"، و"مورتال كومبات" إلى جانب "كول أوف ديوتي".

ولا يتوقف هوس داعش بالصورة الأمريكية عند هذا الحدّ، فيعمد إلى السطو على السلسلات التلفزيونية مثل "هوملاند" أو" بيرسون أوف انتريست"، ليكون داعش في تقدير الباحث النموذج "الناجح الأول" للإرهاب على صفحات التواصل الاجتماعي خاصة.

ويضيف التقرير أن داعش أكثر من مجرد تنظيم إرهابي باسم الدين، ذلك أن الخطاب الديني والعمل على البعد الديني لا يتجاوز العشرين فيديو، من أصل 1001 فيديو أو فيلم بثه التنظيم على امتداد السنتين أو ثلاث الماضية، ليتفرغ في المقابل إلى تقليد أفلام هوليوود، والسطو عليها، مثل أمريكان سنايبر، الذي تحول في النسخة الداعشية، قناص داعش.

من سيد قطب إلى تارانتينو
ولضمان الوصول إلى أوسع دائرة ممكنة من الشباب خاصة في الغرب، لايتردد داعش في توظيف تقنيات وسيناريوهات ألعاب الفيديو الشائعة، ولعل أبرز مثال على ذلك تصويره فيديو على طريقة "الفيديو غايمس" للمقارنة بين القاعدة وداعش، ففي حين تتمحور القاعدة حول عجوزين اثنين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، المنهكين المريضين، والرازحين تحت عشرات الكتب والوثائق،ويتحدثان عن الحرب ضد الصليبيين بأصوات متهدجة منكسرة، يُقدم داعش نفسه، مجالاً لاستقطاب جيل آخر من المتطوعين، جيل شاب يقفز في كل مكان مرتدياً ملابس النينجا اليابانية، أو ملثمين مثل رجال القوات الخاصة الأمريكية في شريط "سقوط بلاك هوك" أو منطلقين بأقصى سرعة في سيارات رباعية الدفع مثل فيديوهات 50 سنت أو انريكي ايغليزياس.

ولضمان أقصى درجة ممكنة من التأثير يعتمد داعش عند تصوير مشاهد الإعدامات والذبح، سلسلة أفلام "ساو" بدرجة أولى ولعبة الفيديو الشهيرة"مورتال كومبات" التي تنتهي في العادة بالقتل الوحشي والدموي للمنافس.

ويُضيف الباحث: يُدرك داعش قوة هذه الصورة وتأثيرها على الفئة المستهدفة التي يسعى إلى استقطابها، فئة "لاتقرأ" أساساً أي بلا رصيد ثقافي أو معرفي، يسمح لها بتجاوز فخ الصورة وإغرائها، التي يمكن أن تجعل من المتلقي في خياله أولاً ثم في صفوف التنظيم ثانياً، بطلاً قادراً على اقتلاع أذن عدوه، تماماً مثلما يكون الأمر في فيلم "ريزرفوار دوغس".

ويُدرك داعش حسب الباحث أنه لا مكان ولا وجود له، إذا اقتصر خطابه على كتب وأدبيات الآباء المنظرين والمؤسسين للإرهاب الديني، مثل عبد الله عزام في السنوات الأخيرة، او السيد قطب في الستينات من القرن الماضي، ذلك أنه يحتاج أيضاً وبنفس الأهمية صورة تارانتينو ورودريغيز، ويكفي للتأكد من ذلك مشاهدة فيديو إعدام داعش أحد الرهائن، عندما يتحول الفيديو إلى اللونين الأبيض والأسود، ليبقى الدم وحده محافظاً على لونه الأحمر، وسط شاشة بيضاء معتمة، تماماً مثل فيلم "سين سيتي" لروبرت رودريغز.

ألعاب الفيديو
إن التنظيم حسب الباحث لا يسعى بالتركيز على شباب الدول الغربية إلا إلى توفير ما يطلبه شباب مرسيليا، الذي لا يعرف شيئاً عن الدين ولاحتى عن المسجد القريب، ولكنه يعرف حتماً كل ألعاب الفيديو، وكل أشرطة العنف والقتل.

ويُضيف الباحث: "لايبث داعش أكثر من شريطين في أغلب الأحيان في اليوم الواحد، ذلك أنه يدرك أن بث أكثر من ذلك العدد كفيل بتسريب الملل إلى نفوس المتابعين، الذين يتسمرون أمام أجهزتهم لمتابعة بث داعش، في الأوقات المعروفة، بين الثالثة مساء والتاسعة ليلاً بالتوقيت الأوروبي، وبتوقيت أغلب دول الشرق الأوسط".